واجهت مفاوضات سد النهضة اليوم في كينشاسا عاصمة الكونغو، تعثرا في آخر جلستين لحل الأزمة القائمة بين مصر والسودان واثيوبيا، حيث رفضت أديس أبابا الوساطة الرباعية التي طرحتها مصر. السودان لحل الأزمة القائمة.
مفاوضات الفرصة الأخيرة
خلال الاجتماعات التي بدأت من السبت الماضي وحتى اليوم وصف وزير الخارجية سامح شكري، المفاوضات بـ'الفرصة الأخيرة' قبل أن تبدأ إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة في شهر يوليو المقبل،واليوم بعد فشل المفاوضات يترقب العالم خيارات مصر والسودان، وسط حالة من التعنت الإثيوبي، ورغبة واضحة في عدم التوصل لاتفاق يلزمها بمطالب دولتي المصب، خاصة بعد رفضها التوقيع على البيان الختامي الملزم بسنوات الملئ من ٥ لـ٧ سنوات، حيث كررت اثيوبيا جملتها المعتادة خلال المفاوضات ' سنقوم بملئ السد وفقا لمصالحنا وبما لا يضر دول المصب في إشارة لمصر والسودان' إلا أنها لم تريد التوقيع بجملة واضحة على هذا الكلام الدبلوماسي.
بيان وزارة الخارجية المصرية
صرح السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية اليوم الثلاثاء بأن جولة المفاوضات التي عقدت في كينشاسا حول سد النهضة الإثيوبي على مدار اليومين الماضيين لم تسفر عن تقدم ولم تفض إلى اتفاق لإعادة إطلاق المفاوضات.
وأضاف، في بيان، أن إثيوبيا رفضت المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي ترأس الاتحاد الأفريقي، للتوسط بين الدول الثلاث.
ورفضت إثيوبيا كذلك خلال الاجتماع كافة المقترحات والبدائل الأخرى التي طرحتها مصر وأيدتها السودان من أجل تطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط بنشاط في المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية.
كما رفضت إثيوبيا مقترحا مصريا تم تقديمه خلال الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري ودعمته السودان بهدف استئناف المفاوضات بقيادة الرئيس الكونغولي وبمشاركة المراقبين وفق الآلية التفاوضية القائمة.
وشدد المتحدث على أن 'الاجتماع فشل في التوصل لتوافق حول إعادة إطلاق المفاوضات'.
ولفت المتحدث إلى أن مصر شاركت في مفاوضات كينشاسا 'من أجل إطلاق مفاوضات تجري تحت قيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية وفق جدول زمني محدد للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول سد النهضة، إلا أن الجانب الإثيوبي تعنت ورفض العودة للمفاوضات، وهو موقف معيق وسيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة وزيادة الاحتقان في المنطقة'.
بيان الخارجية السودانية
كشفت مصادر في وزراة الخارجية السودانية، اليوم الثلاثاء، عن تعثر المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، في كينشاسا.
وذكرت وسائل إعلام بأن السودان ومصر رفضتا التحرك الأحادي من قبل إثيوبيا من أجل الملء الثاني لسد النهضة بدون التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الثلاثة.
بالمقابل لا تزال إثيوبيا مصرّة على إتمام المرحلة الثانية من عملية ملء السد، معتبرةً أن ذلك لايمس الأمن المائي لبلدان المصب.
وكان الاتحاد الإفريقي قد رعى مباحثات بين الدول الثلاث في دولة الكونغو على مدار ثلاثة أيام دون وجود أي تقدم ملموس بينهم، أو حتى الاتفاق على بيان ختامي.
المادة 36 من ميثاق مجلس الأمن
وفقا للمادة 36 من ميثاق مجلس الأمن الدولي والتي نشرتها صحيفة السودان اليوم تعقيبا على فشل مفاوضات سد النهضة في كينشاسا، فإنها تنص على إمكانية فرض مجلس الأمن الوساطة الدولية أو إصدار قرار تحكيمي لتجنب أي صراع أو حرب تشن بين الدول المتنازعة، من خلال طلب اي من الدول المتضررة، من خلال مخاطبة مصر والسودان المجتمع الدولي والاستعانة بقانون الأنهار الدولية العابرة للحدود.
وقالت الصحيفة أنه من حق مصر والسودان الآن بعد فشل المفاوضات الأخيرة إصدار حكم أيضا من مجلس الأمن الأفريقي وتقديم طلب للأمم المتحدة بوقف أعمال السد حتى الانتهاء من المفاوضات، موضحًا أن موقف مصر والسودان يتعظم ولكن يجب إصدار قرار مشروع من مجلس الأمن يفيد بخطورة أعمال السد وأن أي أعمال تقوم بها السودان ومصر ستكون حماية لمصالحهم القومية.