عباس شراقي: دول الخليج لديها مشروعات كبيرة في إثيوبيا.. ومن الممكن أن تتخذ العديد من المواقف الإيجابية

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن هناك بعض الدول دعمت مصر بشكل كبير جدا في ملف أزمة سد النهضة، ومن هذه الدول تونس التي تقدمت بمشروع قرار بعد التشاور مع مصر، وهو أن يقوم مجلس الأمن بالضغط من أجل إبرام اتفاق ملزم بين إثيوبيا ومصر والسودان، بشأن آلية تشغيل سد النهضة الإثيوبي.

مصر كانت تأمل في اتخاذ دول الخليج موقفا إيجابيا من قضية سد النهضة

وأضاف أستاذ الموارد المائية، في تصريحاته لـ'أهل مصر'، أنه بالنسبة للدول العربية نجد أن دول الخليج لديها مشروعات كبيرة في إثيوبيا، وبالتالي فإن هذه الدول يكون لها تأثيرا كبيرا في هذه القضية، لافتا أن مصر كانت تأمل في اتخاذ هذه الدول موقفا إيجابيا، لكنها لا تطلب من الدول اتخاذ مواقف، ولا تعتمد في سياستها على أن تدفع الدول لاتخاذ موقف أو قرار معين.

السد العالي بمصر به احتياطي مائي يغطي احتياج مصر عند الأزمات الشديدة

وأردف 'شراقي'، أن هناك العديد من المشاكل حول مياه النيل، لكنها لا يمكن بأي سبب من الأسباب أن تتسبب في الخطر الجسيم الذي يؤدي إلى الموت، كما يردد البعض بشكل خاطئ، مشيرا إلى أن هناك ظروف طبيعية في إثيوبيا تحتم عليها تصريف المياه، وبجانب هذه الظروف فإن السد العالي بمصر به احتياطي مائي يغطي احتياج مصر عند الأزمات الشديدة.

وأوضح أن الطبيعة الجيولوجية لمناطق المنابع الإثيوبية، أن بها انحدارت شديدة وبالتالي يكون التخزين لفترة محدودة، تمتد لشهور فقط، وليس كما يتصور البعض أنها تمتد لسنوات، لكنها لا تستطيع أن تحجب المياه عن مصر بالشكل الذي يعتقده البعض، حيث أن هناك العديد من الظروف الطبيعية التي تجبرها على تصريف هذه المياه التي تحتفظ بها.

لا يمكن لأي دولة أن تقوم بتعطيش مصر

ولفت 'شراقي'، أنه لا يمكن لأي دولة أن تقوم بتعطيش مصر، أو أن تلحق بها ضررا بالغا خاصة في مجال المياه، معلقا: 'مفيش مواطن مصري هيعطش، ومفيش قيراط زراعي واحد سيتوقف عن الزراعة بسبب نقص المياه، سواء وصلنا إلى اتفاق مع إثيوبيا أم لا'.

الدول العربية والصديقة لم تتخذذ موقفا مؤثرا لأنهم يرون أن الأمور تسير بشكل طبيعي حتى الآن

وأشار إلى أن الدول العربية والدول الصديقة، لم تتخذ موقفا مؤثرا لأنهم يرون أن الأمور تسير بشكل طبيعي حتى الآن، ولم تتضرر مصر والسودان من السد حتى هذه اللحظة، لكن عندما يرون أن هناك خطرا فبالتالي سوف تتغير رؤيتهم ويكون هناك مواقف إيجابية مؤثرة.

الإثيوبيين يحاولون استكمال جميع مراحل بناء السد، بحجة التنمية

ولفت أن الإثيوبيين، يحاولون استكمال جميع مراحل بناء السد، بحجة التنمية حيث أنهم يرددون دائما أن الشباب يلجأ للهجرة إلى العديد من الدول، وأن هذا السد يضمن لهم مزيدا من التنمية، ولا يلجأهم لهذه الهجرة غير الشرعية، وهو الأمر المخالف للحقيقة، يعكس مدى التعنت الإثيوبي