تمت مناقشة رسالة الماجستير للباحثة أميرة قمر المعداوي، بمعهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة قسم بحوث ودراسات الإعلام التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تحت مظلة جامعة الدول العربية، بعنوان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في توجيه الرأي العام أثناء الأزمات السياسية،تحت إشراف الأستاذ الدكتور حسن عماد مكاوي أستاذ الاذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة والعميد الأسبق للكلية مشرفاً ورئيساً، وكذلك الأستاذ الدكتور سامي ربيع الشريف أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة مناقشاً للرسالة، وكذلك الأستاذة الدكتورة نرمين زكريا خضر أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام بالجامعة العربية المفتوحة ضمن لجنة المناقشة للباحثة، حيث شملت الرسالة العلمية عدد من القضايا الهامة والأزمات السياسية المعاصرة كأزمة سد النهضة وأزمة تيران وصنافير والأزمة المصرية القطرية والمصرية التركية وصراع الأطراف الليبية.
أشارت نتائج الدراسة إلى قدرة وسائل التواصل الاجتماعي على إحداث تأثير يؤدي الى تشكيل رأي عام لدى الجمهور، تجاه الأزمات السياسية المثارة سواء كان رأيا مؤيدا أو معارضا للقضية.
حيث توصلت الدراسة إلى تصدر قضية سد النهضة قائمة اهتمامات ومتابعة الجمهور، باعتبارها تتعلق بالشريان الاساسي للحياة لدى المصريين وكان عليها اجماع من جانب مفردات العينة ، تليها قضية تيران وصنافير باعتبارها شاهدة على الكثير من الجدل والخلافات السياسية فلم يكن عليها ذلك الاجماع وكان هناك انقسام في الرأ ، إلى جانب استحواذها على اهتمام الجمهور إعلاميا وتاريخيا ، ثم الأزمة التي تهدد الأمن القومي لمصر من ناحية الغرب حيث تصارعت دول وسياسات على الأراضي الليبية مما أفضى إلى التدخل العسكري فكانت محل جدل لعدم الرغبة في خوض معركة عسكرية تحتمل خسائر مادية وبشرية ، تلاها الازمة التركية والقطرية والتي شهدت تراشقا إعلاميا واسع المجال والتأثير على العلاقات المصرية القطرية، والمصرية التركية حيث تعلو وتنخفض بها تيارات الرأي العام لانها استمرت لسنوات.
ومن هنا، نستنتج أن العلاقة بين معالجة مواقع التواصل الاجتماعي للقضايا وطبيعة الرأي العام واتجاهاته وأيدولوجياته هي علاقة وثيقة، حيث أن تلك المواقع تنجح أحيانا في إثارة القضية والرأي العام حولها إذا كان على أولويات اهتماماته، أو أنها تمثل أمرا حيويا مباشرا ومفهوما لدى الأفراد، وهناك قضايا قد تصبح مثارا للحديث بشكل مبالغ فيه على هذه المواقع برغم أنها لا تجد ذلك القلق الكافي بمتابعتها وتبنيها لدى الرأي العام، وهناك قضايا قد لا تكون ذات أهمية كبيرة، لكن مواقع التواصل الاجتماعي بإضافة الشائعات وتلك البهارات المثيرة حول القضية تجد الطريق إلى تشكيل اتجاهات الجمهور نحو هذه القضية.
بناءً على ما إنتهت إليه الدراسة الحالية من نتائج وبالاستفادة من الإطار النظري والمعرفي للدراسة، تقدمت الباحثة بعدد من المقترحات التي نالت على إعجاب وتشجيع اللجنة المناقشة والدعوة لتطبيق تلك التوصيات باعتبارها تساعد الدولة على الاستخدام الامثل لوسائل التواصل الاجتماعي في مواجهة الأزمات السياسية ، أهمها :
أ_ اعتماد وتدريس مقرر علمي دراسي عن الرأي العام الإلكتروني وكيفية تشكيله ، وطرق قياسه بشكل علمي ،وعلاقته بالأزمات السياسية وذلك لطلاب كليات وأقسام ومعاهد الإعلام بمصر.
ب _ العمل على إنشاء أقسام للإعلام الإلكتروني بكليات ومعاهد الإعلام ، وتوجيه الطلاب نحو التخصص في دراسات الإعلام الإلكتروني وتطبيقات الإنترنت في المجال الإعلامي.
ج _ تطبيق برامج التربية الإعلامية Media Education التي تعمل على تأهيل الرأي العام المصري للتفاعل الإيجابي مع الإعلام الجديد وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعي ومقاومة الممارسات السلبية والإشاعات لهذا النمط من الإعلام أثناء الأزمات السياسية، وذلك منذ مراحل التنشئة من المدرسة وصولاً للتعليم الجامعي.
د _ إجراء دراسات مقارنة بين الرأي العام الواقعي والرأي العام على مواقع التواصل الاجتماعي نحو الأزمات السياسية التي تحدث في مصر.
ه _ مشروع إنشاء مركز بحوث قياسات الرأي العام الإلكتروني وتحليله تابع لمركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، للتعرف على الاتجاهات السائدة نحو الأحداث والأزمات السياسية التي تشغل مواقع التواصل الاجتماعي ومن ثم الإسهام في إتخاذ القرار بشكل سليم .