قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خلال المؤتمر العالمي السادس لدار الإفتاء، إنه لا يجوز لأي شخص أو جماعة أو جمعية أو تنظيم أن يفتئت على حق الدولة في تنظيم شئونها.
نص كلمة وزير الأوقاف
وجاء نص كلمة وزير الأوقاف في المؤتمر كالتالي:
'الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين..
وبعد:
فإطلاق كلمة عالم على شخص لم يستوف مقومات العلم ولَم يمتلك أدواته شيء خطير، يصل إلى حد الجناية على العلم ، فالعالم عالم ، والفقيه فقيه، والواعظ واعظ ، وقد ظهر على مدار تاريخنا الطويل طوائف من الوعاظ ، والقصاص، والحكائين ، والبكائين، وميز عصورهم أن ظل العالم عالمًا ، والفقيه فقيهًا ، والواعظ واعظًا ، والكاتب كاتبًا، والمنشد منشدًا، لم يتقمص أحد منهم شخصية الآخر، ولَم يحاول أن يغتصب دوره، وعرف الناس قدر هذا وذاك ، وطلب كل إنسان ما يحب من العلوم والفنون ، فمن أراد العلم لزم مجالس العلماء، ومن استهواه الوعظ صار خلف الوعاظ والحكائين، ومن أطربه الإنشاد ارتاد حلقات المنشدين'.
وتابع: 'غير أن مقام الإفتاء ظل بعيد المنال، مرفوع الراية ، له أهله ورجاله ، حتى ظهرت جماعات التطرّف والإرهاب فادعى أدعياؤها كل شيء، بل حاولوا احتكار كل شيء، يحاولون تشويه كل الرموز الدينية والوطنية عدا رموز عصابتهم، ويعملون على استقطاب ضعاف النفوس الذين يستطيعون شراء ذممهم من جهة ، ويجندون عناصرهم من أشباه أو أشباح طلاب العلم من جهة أخرى، محاولين تسويقهم على أنهم العلماء الربانيون أو الدعاة الجدد أو المودرن، ولا أدري ما مفهوم الربانية عندهم ومن الذي أفردهم أو اختصهم بهذه الربانية، كما لا أدري ما يعنون بوصفهم الدعاة الجدد ، أيعنون شكل ونوع الثياب واللباس والمظهر أم يعنون الخروج عن العربية إلى العامية، أم يعنون شيئا آخر لا نعلمه ولا نعرفه من أسرار هذا الوصف ، وكأنه لغز من الألغاز'.
وأضاف وزير الأوقاف: 'وعليه أؤكد على الآتي:
أولاً: أنه لا بد من دعم وتقوية مؤسسات الدولة الوطنية تعليمية كانت أم دعوية أم إفتائية ، كلّ في المهام الموكلة إليه، مع سن القوانين التي تحول دون افتئات أي شخص أو جماعة أو جمعية أو تنظيم على حق الدولة في تنظيم شئونها وخاصة الشأن الديني لما يترتب على الفوضى فيه من خطر داهم على الدين والدولة.
ثانيًا: حتمية التعاون والتنسيق بين المؤسسات الدينية ولا سيما المتناظرة تعليمية كانت أم دعوية أم إفتائية لنشر الفكر الوسطي المستنير وتضييق الفضاء الواقعي والإلكتروني على جماعات التطرف وأبواقها العميلة المأجورة.
ثالثًا: التدريب والتأهيل المستمر لجميع العاملين في مجال الشأن الديني من الخطباء والوعاظ وأمناء الفتوى بما يمكنهم من فهم الواقع وقضاياه ومستجداته والتسلح بأدوات العصر ، ولا سيما ما يتصل بعصر الرقمنة واستخدام مختلف أدوات ووسائل التواصل الحديثة.
واستطرد: 'أؤكد أننا نعمل بكل ما أوتينا من قوة على أمرين: الأول: بناء إمام عالم ومفكر مستنير مدرك لواقعه ملم بأدواته ممتلك لناصية التعامل معه والآخر: ملء الفضاء الإلكتروني بالعلم النافع وتضييق الخناق فيه على جماعات التشدد والتطرف والفكر الإرهابي، مع إشادتنا بما يقدمه الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية وحضراتكم جميعا في هذا المجال من خطوات جادة على هذا الطريق القويم، وبدأنا أمس في اختيار أكثر النماذج المؤهلة من الأئمة لبرنامج الإمام المفكر الذي نعده ليكون أهم برنامج تدريبي لبناء شخصية الإمام العالم المفكر، مؤملين أن يسهم ذلك في صنع جيل من الأئمة العلماء المفكرين، وحضر معي جانب من هذه المقابلات بعض السادة المشاركين من ضيوف هذا المؤتمر ورأوا بأعينهم المستوى العلمي الذي وصل إليه الأئمة المرشحون لهذا البرنامج'.
واختتم: 'نعلن لحضراتكم أنه يسعدنا استضافةُ من ترشحون للتدريب بأكاديمية الأوقاف الدولية وبرامجنا الأكثر تقدمًا على مختلف مستويات التدريب ، مع إمكانية قبول عدد محدود من الأئمة الأكثر تميزًا في برنامج الإمام المفكر نظرًا لقوة وعمق هذا البرنامج ومستواه الأكثر تقدمًا'.