أفاد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة، بأن وصول مياه النيل إلى سيناء خطوة مهمة، موضحًا مشروعات التنمية فى سيناء لا تنطبق عليها المعايير الاقتصادية التقليدية من حيث المكسب أو الخسارة، فهي مشروعات استراتيجية يتم دعمها من أجل الإعمار والتوطين فى سيناء التى تبلغ مساحتها 61 ألف كم2 (6% من مساحة مصر) ويسكنها أقل من 1.5 مليون نسمة فقط على أحسن تقدير (1.5% من سكان مصر)، والذى يجب أن يصل إلى 6 مليون نسمة حتى تصبح مثل باقى الأراضي المصرية.
وأوضح شراقي، عبر صفحته الشخصية على موقع 'فيسبوك'، يصل سيناء حاليا حوالي 5 مليار متر مكعب سنوياً، عن طريق سحارة سرابيوم حوالي 365 مليون متر مكعب لري حوالي 100 ألف فدان بتكلفة 13 مليار جنيه، وعن طريق سحارة السلام حوالى 4.5 مليار متر مكعب نصفها من مياه النيل النقية والنصف الآخر من مياه الصرف المعالجة عن طريق محطة بحر البقر بتكلفة 18 مليار جنيه لري حوالي 450 ألف فدان، وتكاليف أخرى تتعدى 130 مليار جنيه منذ 1994 حتى اليوم في إنشاء الترع وسحارة السلام ومحطات الرفع ومحطة الكهرباء ومجموعة الكباري واستصلاح أراض وشبكات ري وغيره.
وتابع: 'وصول مياه النيل إلى سيناء ليس فقط من أجل الزراعة، بل من أجل حياة جديدة عن طريق خلق مجتمعات عمرانية، كما أن وصول مياه النيل إلى سيناء يزيدها ارتباطا اجتماعيا واقتصاديا بوادي النيل، وليس بالضروري زراعة المساحات المقررة السابقة ولكن استخدام جزء من المياه فى أنشطة متعددة على رأسها الصناعة والسياحة سوف يعطي عائد أكبر ويحقق الهدف الرئيسى، حيث أن المشروعات الصناعية كثيفة العمالة'.
وأشار إلى أن سيناء عامرة بالموارد الطبيعية بها حوالى 900 كم شواطئ بحرية، جبال فى الجنوب وسهول فى الشمال، ملتقى ثلاث قارات، موارد جيولوجية، مثل: 'الرخام والجرانيت الحجر الجيرى والطفلة والجبس والرمال البيضاء والفوسفات وملح الطعام والفحم والنحاس والمنجنيز والذهب والفيروز (turquoise) واليورانيوم والبترول، وقناة السويس'، وأقدم دير فى العالم سانت كاترين، وجبل موسى، والعديد من المحميات الطبيعية من شعاب مرجانية وطريق هجرة الطيور، وثاني أكبر بحيرات مصر بعد المنزلة وهى بحيرة البردويل (165 ألف فدان) وما بها من ثروة سمكية خالية من التلوث حيث تعد من أنقى بحيرات العالم، بالإضافة إلى ربط سيناء بطرق برية وازدواج نفق الشهيد أحمد حمدي، واستكمال ذلك بخط سكة حديد سوف يزيد من الترابط مع مدن القناة ووادى النيل وازدهار النشاط الاقتصادي.