صاحب الحكمة في الظروف العصيبة، ورجل المواقف الوطنية، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الخميس الموافق ٤ نوفمبر، بعيد ميلاد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية التاسع والستون، وكذلك ذكرى اختياره بطريركا للكنيسة القبطية بالقرعة الهيكلية.
محطات في حياة البابا تواضروس
وُلِد البابا في ٤ نوفمبر ١٩٥٢ باسم وجيه صبحي باقي سليمان بالمنصورة لأسرة مكونة منه كأخ لشقيقتين، ووالده كان يعمل مهندس مساحة، وتنقلت الأسرة في المعيشة ما بين المنصورة و سوهاج و دمنهور.
التحق بجامعة الأسكندرية، بكلية الصيدلة، وحصل على بكالوريوس الصيدلة عام 1975م. ثم التحق بالكلية الإكليريكية. وتخرج منها عام 1983م. كما حصل على زمالة الصحة العالمية بإنجلترا عام 1985م.
ذهب الدكتور وجيه صبحي إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون في 20 أغسطس 1986، وترهب في 31 يوليو 1988 باسم الراهب ثيؤدور، وتمت رسامته قسًا في 23 ديسمبر 1989.
انتقل للخدمة بمحافظة البحيرة في 15 فبراير 1990 م، ثم نال درجة الأسقفية في 15 يونيو 1997 م باسم الأنبا تواضروس الأسقف العام لايبارشية البحيرة مساعدا لنيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية وأصبح مسئولا عن خدمة منطقة كينج مريوط والقطاع الصحراوى و له العديد من العظات الروحية والكتابات.
تم ترشيحه ليكون خليفة البابا شنودة الثالث هو وأربعة آخرين هم الأنبا رافائيل، القمص رافائيل أفامينا، القمص باخوميوس السرياني، القمص سارافيم السرياني.
فاز بمنصب البابا عن طريق القرعة الهيكلية ليصبح البابا تواضروس الثاني 118 يوم الأحد 4 نوفمبر 2012 م.
مواقف وطنية للبابا تواضروس الثاني
هناك مواقف لايمكن إعفالها عن شهامة البابا تواضروس وحبه لوطنه ودفاعه عنه في المواقف العصيبة ومن أبرزها الآتي:
حكمته وقت اعتصام رابعة
ظهرت حكمة البابا تواضروس الثاني بعد شهور من تجليسه على الكرسي المرقسى للكنيسة، وذلك عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتعرض الكنائس المصرية لهجوم شرس من قبل جماعة الإخوان، حيث أظهر عشقه للوطن ومدى حكمته للمرور من تلك الأزمات المريرة، وأطلق مقولته الشهيرة 'وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن'، مؤكدًا أن حرق الكنائس مجرد تضحية بسيطة يقدمها الأقباط من أجل الوطن.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل طالب كنائس المهجر بأن تكون سفارات شعبية لمصر في الخارج تكذب الإدعاء بأن ثورة 30 يونيو كانت انقلابًا وليست ثورة شعبية، وهذا ما كان يبرزه دائما خلال زيارته الخارجية.
حادث الكنيسة.. ومحاربة الإرهاب
وللبابا تواضروس مواقف وطنية فى العديد من الأزمات منها حادث تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع في ديسمبر ٢٠١٦ ، حيث أعلن وقتها وقوفه بجانب الدولة ومؤسساتها في محاربة الإرهاب، وإيمانه بالدور الكبير الذي تقدمه الدولة للعبور من تلك الأزمات.
وقال وقتها: 'إن الجماعات الإرهابية التي هاجمت الكنيسة البطرسية تجردت من المشاعر وأوجه الإنسانية'، مؤكدا أن الشعب المصري معروف عنه في مثل هذه الظروف الوقوف جنبًا إلى جنب، ولم تؤثر على وحدة أبناء الوطن.
أوضاع المسيحين.. ووفد الكونجرس
وخلال لقاءته الخارجية، كان دائما 'البابا' يؤكد أن الأوضاع تسير في مصر بصورة أفضل عن الماضي، حيث أكد قداسته خلال لقائه بوفد من الكونجرس الأمريكي عقب ثورة 30 يونيو، أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت، وأن للحرية ثمنا غاليا وأن 'حرق الكنائس جزء من هذا الثمن نقدمه لبلادنا بصبر وحب'.