ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ قليل، الكلمة الختامية بالقمة الـ21 للسوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي الكوميسا.
الكلمة الختامية للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي
رئيس جمهورية مصر العربية
ورئيس قمة رؤساء الدول والحكومات بالكوميسا
السادة رؤساء الدول والحكومات،
السيدات والسادة الحضور،
وقال الرئيس السيسي: أسمحوا لي أن أتوجه إليكم جميعاً بخالص الشكر والتقدير على ما بذلتموه اليوم من جهود ملموسة ومناقشات مثمرة وبناءة للانتهاء من جدول أعمالنا وأن أعرب عن شكري لسيادتكم جميعاً وللسيدة أمين عام الكوميسا وجميع أعضاء الأمانة العامة وكل من ساهم في إعداد وتنظيم قمتنا اليوم على الجهد الكبير الذي بُذل لإنجاح أعمال هذه القمة على الرغم من التحديات الراهنة التي فرضتها جائحة كورونا.
وأضاف الرئيس خلال كلمته، أن ما حققناه اليوم يعكس الإرادة الحقيقية والعزيمة الصلبة لدول تجمع الكوميسا لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي في المنطقة، وذلك من خلال تبني أفضل الممارسات والسياسات لتحرير التجارة بين دولنا، والعمل على النهوض بالبنية التحتية وتحقيق التنمية الصناعية والعمل على جذب مزيد من الاستثمارات للمنطقة، حيث خرجت هذه القمة بنتائج ملموسة تمثلت في إطلاق استراتيجية الكوميسا متوسطة المدى 2021 – 2025 والتي جاءت كدليل على وجود رؤية واضحة ومدروسة من جانب الدول الأعضاء لتعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات.
وتابع: واتصالاً بذلك، فلقد أصبح لزاماً علينا أن نقوم باتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات تُمكننا من تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين دول الكوميسا بشكل كامل في جميع الدول الأعضاء، وهى الغاية التي ببلوغها ستتحول التجارة البينية إلى محرك أساسي يرفع من معدل الإنتاج ويعزز التكامل الإنتاجي والصناعي بين الدول الأعضاء، بما ينعكس إيجابياً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة ويضمن لشعوبنا الرفاهية والحياة الكريمة.
أصحاب الفخامة،
السيدات والسادة،
إن تحقيق أعلى درجات التكامل الاقتصادي الإقليمي بمنطقة الكوميسا يُلزمنا جميعاً بأن نفسح المجال لكافة الفاعلين الأساسيين المشاركين بشكل مباشر في تحقيق التنمية الاقتصادية بالدول الأعضاء، وعلى رأسهم القطاع الخاص ومجتمع الأعمال، لما لهم من دور حيوي وفعال في تعزيز حركة التجارة البينية بين الدول الأعضاء، وعليه يصبح تعزيز التواصل مع القطاع الخاص ومجتمع الأعمال بدول الكوميسا والتعرف على تطلعاتهم، وإزالة كافة المعوقات التي يواجهونها، هدفاً اساسياُ لابد من تحقيقه وجزء لا يتجزأ من نجاح تطبيق سياسات التكامل الاقتصادي الإقليمي المُتبناة في إطار إقليم الكوميسا.
وهنا، علينا أن نشيد بالجهود المبذولة من جانب مجلس أعمال الكوميسا والتي تتمثل في سعيه الدائم والمستمر للبحث وراء الفرص المُتاحة والمُمكنة لتعزيز التفاعل بين قطاع الأعمال في الدول الأعضاء.
أصحاب الفخامة،
السيدات والسادة،
انطلاقاً من أهمية تجمع الكوميسا بالنسبة للاقتصاد الوطني المصري، وإيماناً بالواجب المُلقى على عاتقنا للمساهمة في تحقيق أهداف تجمع الكوميسا خلال عام رئاستنا للتجمع، وفي ضوء ما عرضناه على سيادتكم من مساعي وأهداف نرجو تحقيقها في عدد من المجالات المُقترح تعزيز التعاون فيها خلال هذا العام، فأنني أدعوكم جميعاً للمشاركة في تنفيذ هذه الرؤية والمساعدة في تحقيق تلك المساعي والأهداف على النحو الذي يخدم مصالح وأهداف تجمع الكوميسا وشعوب الدول الأعضاء.
أصحاب الفخامة،
السيدات والسادة،
قبل الختام، لا يمكننا أن ننسى أن نتوجه بالتهنئة للسيدة قاضي محكمة عدل الكوميسا على تولي مهام منصبها، والسادة المفوضين الجُدد بمفوضية الكوميسا للمنافسة والسادة أعضاء لجنة حكماء الكوميسا، ونسأل الله أن يوفقهم في مهامهم الجديدة لما فيه صالح شعوب الدول الأعضاء.
كما أتوجه بالتهنئة للحائزين على جوائز الابتكار، وللإعلاميين الحائزين على جوائز التميز بإقليم الكوميسا، مؤكداً على دورهم ودور كافة وسائل الاعلام في خدمة أهداف التكامل الاقتصادي للتجمع.
وبنهاية هذا اليوم المليء بالنتائج المثمرة والبناءة، اسمحوا لي أن أنتهز الفرصة قبل ختام قمتنا اليوم لأدعوكم جميعاً للمشاركة في تنفيذ رؤية مصر لتحقيق مساعي وأهداف الكوميسا على النحو الذي يخدم مصالح شعوبها، كما نؤكد على دعم مصر الكامل ومساندتها المُستمرة لجميع الشعوب الأفريقية في مسيرتها لتحقيق التكامل الاقتصادي الإقليمي والقاري، وإننا على يقين من قوة وعزيمة شعوب القارة لقيادة دولها نحو تحقيق السلم والأمن والاستقرار والعدالة باعتبارهم الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية.
وفي الختام، أعلن انتهاء أعمال القمة الحادية والعشرون للكوميسا، داعياً الله أن يوفقنا جميعاً من أجل تحقيق ما تصبو إليه شعوبنا من طموحات وأمال.
شكراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.