أكد د. أشرف إسماعيل رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن القيادة المؤمنة بالجودة هي نقطة البداية أو “الرادار' الذي يقود جميع العاملين بالمؤسسة الطبية نحو الوصول للأداء المتميز وتطبيق معايير الجودة على أرض الواقع مما ينعكس إيجابيا على المنشأة في تجنب الأخطاء الطبية وفي الاستخدام الأمثل لمواردها وتجنب الهدر الذي تصل نسبته عالميا في المجال الطبي إلى 40% .. وكذلك ينعكس على المريض في رضائه عن الخدمة التي يحصل عليها.. مشيراً إلى أن مسار المريض بدءا من استقباله بالمنشأة والمحطات التي يمر بها في مختلف الأقسام وصولا إلى الإجراء الطبي هو ما يشكل قناعاته خبرته في تلقي الخدمة.. لذلك حرصت الهيئة في كل المعايير التي أصدرتها على ترتيب كل عناصر الخدمة الصحية حول (المريض) أو (المنتفع) في منظومة التأمين الصحي الشامل الذي يمثل (المركز) بالنسبة لمكونات الخدمة التي تقيسها المعايير.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، في الاجتماع الموسع الذي نظمته أمانة المراكز الطبية المتخصصة بوزارة الصحة والسكان بأكاديمية الأميرة فاطمة بمدينة نصر لمناقشة الخطة المستقبلية للمنشآت الصحية التابعة للأمانة.. وذلك بحضور مديري المستشفيات والمراكز التابعة للأمانة على مستوى المحافظات، و د. إسلام أبو يوسف نائب رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، ود. سيد العقدة عضو مجلس إدارة الهيئة، ود. مها إبراهيم رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، ود. بيتر وجيه نائب رئيس الأمانة إلى جانب عدد من القيادات ومنسقي المحافظات وممثلي الأمانة عن المستشفيات أحادية التخصص ومراكز الأورام ومستشفيات العزل.
وخلال كلمتها الافتتاحية، أعربت د. مها إبراهيم، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، عن سعادتها بالتعاون بين الهيئة والامانة مما يعد خطوة ايجابية على طريق التميز في تقديم الخدمات الصحية بجودة عالية.. وأضافت ان هذا الاجتماع يستهدف استعراض الجهود المختلفة لما تم انجازه في المستشفيات والمراكز في جميع الاقسام والتخصصات والخطوات التي قام بها الفريق الاداري بالأمانة الذي يناظر جميع التخصصات بالمستشفيات من اجل التطوير والتحسين المستمرين بهدف حصول المواطن على أفضل خدمة صحية ممكنة.
وأوضح د. أشرف إسماعيل، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أن التعاون والعمل المشترك خلال المرحلة القادمة بين الهيئة والمنشآت التابعة للأمانة من مستشفيات ومراكز أورام وبنوك الدم، إنما يأتي تتويجا للجهود المبذولة بالفعل خلال السنوات السابقة في طريق الجودة والنمو الذي شهدته هذه المؤسسات والتي قطعت بالفعل شوطا كبيرا في تطوير خدماتها الصحية يختلف من منشأة إلى أخرى.. خاصة وأن بعضها قد تكون المستشفيات الوحيدة التي تم اعتمادها في النظام السابق.. أي أننا لن نبدأ من (الصفر) مما يجعل الأرض ممهدة لإتمام رحلة الاعتماد بنجاح ويسر.. مؤكدا استعداد فرق العمل بالهيئة للتعاون التام مع الأمانة بجميع المحافظات لرفع كفاءة المنشآت وتأهيليها لتطبيق المعايير ومثمناً الدور الحيوي لقطاع امانة المجالس الطبية كشريك أساسي لنجاح منظومة التأمين الصحي الشامل.
فيما يتعلق بدور الهيئة في ضمان جودة الخدمات الصحية وتوكيد الثقة في جودة مخرجات النظام الصحي المصري، أشار د. إسماعيل إلى أن الهيئة تقوم بتسجيل المنشآت الصحية واعتمادها والرقابة عليها حيث استطاعت في أقل من 30 شهر أن تصدر معايير الاعتماد ومتطلبات التسجيل لأنواع مختلفة من المنشآت الطبية (المستشفيات، وحدات الرعاية الأولية، الصيدليات ، معامل التحاليل، مراكز العلاج الطبيعي، مراكز الأشعة، المراكز الطبية الخارجية والعيادات المجمعة ومراكز جراحات اليوم الواحد) وانه تم الحصول بالفعل على الاعتماد الدولي ISQUA لمعايير المستشفيات بنسبة 98%، ووحدات الرعاية الأولية بنسبة 99% ، والمعامل الطبية بنسبة 98% ، وجاري الحصول على الاعتماد الدولي لباقي المعايير تباعاً.. وأضاف أن (تسجيل المنشأة الصحية) هو المرحلة الأولى التي يبنى عليها الاعتماد حيث تمثل متطلبات التسجيل (ثلث) معايير الاعتماد التي درست بعناية شديدة وتم اختبارها وتجريبها للتأكد من ملاءمتها وتوافقها مع الواقع المصري.. والتي تشمل 284 معيار لما يقرب من 1200 عنصر (قابل للقياس).. وكلها عناصر قابلة للتطبيق بل ومطبقة بالفعل داخل منشآت عديدة.. لافتا إلى أن الهيئة عملت خلال الفترة الأخيرة على إعداد وتدريب المراجعين والمُقيّمين Surveyors على اعلى مستوى بما يضمن النزاهة والشفافية والمصداقية وفقا لنموذج تدريبي فريد جاري اعتماده دولياً.. وهو ما يمثل ثورة بثقافة المراجعين على مستوى مصر والمنطقة العربية.. وتم عمل أكثر من 700 مسح تقييمي للمنشآت حتى نصل إلى تسجيل واعتماد 144 منشأة في مصر و6589 من أعضاء المهن الطبية حتى الآن.
وأضاف أن الدور الرقابي للهيئة، وهو ما يميزها عن الجهات (المُعتمِدة) المناظرة في المجال الصحي ، يهدف إلى المتابعة بعد منح شهادة التسجيل أو الاعتماد والتدقيق المستمر بهدف الاحتفاظ بالتميز طوال الوقت وليس وقت الاعتماد فقط.. مما يضمن الاستدامة والاستمرارية في جودة الخدمة الصحية المقدمة للمواطن والتحسين المستمر لها.
وعلى هامش اللقاء الموسع، قامت أ. د. مها إبراهيم، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، بإهداء درع التكريم للدكتور أشرف إسماعيل نظرا لإسهاماته في مجال جودة الرعاية الصحية على المستويين الدولي والمحلي.. كما أهدت دروع التكريم بأسماء شهداء الكورونا من الأطباء والتمريض بالإضافة لمديري مستشفيات العزل لجهودهم في مواجهة تحديات أزمة كورونا إلى جانب إهداء درع الأداء المتميز للدكتور / بيتر وجيه نائب رئيس الأمانة.