توفي الكاتب الصحفي، ياسر رزق، اليوم، الأربعاء، عن عمر ناهز الـ57 عاما، بعد مسيرة حافلة من العمل الصحفي والأدبي، بسبب أزمة قلبية حادة، مفاجئة، حيث كان يعاني من مشاكل في القلب وسبق وأن أجرى جراحة قلب مفتوح، في ألمانيا.
ياسر رزق، هو صحفي مصري، بدأ حياته المهنية، كمحرر عسكري، ولد في القاهرة، مصر، عام 1965، ويبلغ من العمر 57 عاما، وله العديد من الكتابات والمؤلفات الصحفية والكتابية والإسهامات المطبوعة.
حياته المهنية
عمل رزق، كصحفي منذ أن كان طالبًا في السنة الأولى بكلية الإعلام، التى تخرج فيها عام 1986، وتنقل بين أقسام متعددة لصحيفة 'الأخبار'، قبل أن يستقر على العمل محررا عسكريا، ثم مندوبًا للصحيفة في رئاسة الجمهورية، حتى 2005، ثم تولى منصب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون، الحكومية أيضًا.
فبعد 6 سنوات قضاها في إدارة شؤون المجلة الصادرة عن «ماسبيرو»، عاد رزق، إلى مؤسسة أخبار اليوم مرة أخرى، لكن كرئيس لتحرير صحيفتها اليومية، في 18 يناير 2011، أي قبل نحو أسبوع من اندلاع ثورة «25 يناير»، ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك، واستمر في قيادة العمل بها بنجاح تمكن خلاله من رفع توزيعها.
وعمل رزق، كرئيس تحرير جريدة الأخبار، لمدة 30 عاما، ثم رئيس تحرير جريدة 'المصري اليوم'، وتحصل على العديد من الجوائز القيمة والعالمية نسبة لمؤلفاته وكتاباته.
ياسر رزاق والإخوان
احتفل رزق، منذ أيام بصدور كتابه 'سنوات الخماسين.. بين يناير الغضب ويونيو الخلاص'، وسلط الضوء على فترة هي الأصعب فى تاريخ مصر، منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، وحتى ثورة 30 يونيو 2013، ومعلومات ومواقف يُكشف عنها للمرة الأولى بحكم عمله الصحفى وقربه وصلاته الوثيقة بدوائر صناعة القرار إبان تلك الفترة الحرجة من تاريخ البلاد.
إستعراض لكتاب 'سنوات الخماسين'
يعرض الكاتب الصحفى ياسر رزق في مؤلفه، لمقدمات ومجريات ثورة يناير، معتبرا أنها أسقطت 'الجمهورية الأولى' التي قامت في يونيو 1953 إثر زوال الحكم الملكي لأسرة محمد علي، ورصد وقائع مرحلة الانتقال الأولى حين تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة الدولة التي كانت تترنح في ذلك الوقت بفعل ثورة ومتغيرات إقليمية ومخططات قوى كبرى أرادت تغيير خريطة منطقة الشرق الأوسط بحراب أبنائها.
وينتقل الكاتب - في مؤلفه، الذي يؤكد أنه ليس محاولة لكتابة تاريخ وإنما لقراءة حاضر - من لحظة التنحي ليعرض إرهاصات الحراك الشعبي الذي دفع الرئيس الراحل حسني مبارك إلى التخلي عن الحكم، والتي يلخصها في تفاقم الأزمات المعيشية، ثم التزوير الكبير لإرادة الناخبين في انتخابات مجلس الشعب عام 2010 إلى جانب رفض الشعب والمؤسسة العسكرية لمشروع توريث الحكم من الأب الرئيس إلى ابنه الأصغر جمال، والذي كان يتم الإعداد له وفق سياق ممنهج.
وتعرض الكتاب لسلسلة الأزمات والأخطاء وأعمال الغدر بالشعب التي ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية والرئيس الأسبق محمد مرسي، والتي تسببت في نقمة شعبية واسعة على الجماعة التي أرادت تغيير هوية الشعب وتقويض كيان الأمة المصرية، على نحو أدى إلى تفاقم الاحتجاجات الشعبية ضد نظام مرسي على نحو غير مسبوق، لا سيما بعد أعمال البلطجة والعنف التي نفذتها الجماعة وتسببت في إراقة دماء المصريين في الشارع، بعد احتجاجات مناهضة لأفعال وتصرفات الجماعة التي مثلت انقلابا على جميع التعهدات وإهدار لاستقلال القضاء وانتهاكا للدستور وخرقا للقوانين بالتوازى مع فشل ذريع في معالجة أبسط المشكلات والأزمات المعيشية للمصريين.
واستعرض رزق، في كتابه تداعيات انسداد الأفق السياسي جراء تصرفات جماعة الإخوان وممثلها على رأس السلطة في ذلك الوقت محمد مرسي، ورفضه التام لكافة المبادرات والمخارج التي من شأنها إيجاد حلول للأزمات الخانقة التي كانت تمر بها البلاد، على نحو أدى إلى زيادة معاناة الجماهير، لا سيما مع الفشل المتلاحق لحكومة الإخوان في توفير أبسط مقومات الحياة، بعدم القدرة على توفير الخبز وانقطاع مياه الشرب والكهرباء وشُح الوقود.