نجح فريق من أعضاء هيئة التدريس في جامعة القاهرة، بتسجيل أول دليل مادي على وجود آثار أقدام ديناصورات آكلة للحوم والأعشاب على أسطح طبقات الحجر الرملي النوبي بجنوب الصحراء الشرقية، والتي يرجع تاريخها إلى أكثر من 70 مليون سنة.
وتواصل «أهل مصر»، مع الدكتور وليد جمال كساب الأستاذ المساعد بقسم الجيولوجيا، جامعة القاهرة، أحد مكتشفي آثار أقدام ديناصورات، التي يرجع عمرها إلى أكثر من 70 مليون سنة.
وقال 'كساب'، إن القصة بدأت في 2008 عندما لاحظ الدكتور أحمد نيازي والدكتور رود جراهام، الآثار على الأحجار خلال رحلتهم، وبدأت التساؤلات حتى جاء الفريق في عام 2018 بعد الملاحظة بعشر سنوات، وذلك خلال رحلة ميدانية لدراسة الصخور، وأثناء التجول أشار الأساتذة المتخصصين في القسم إلى هذه الأثار لدراستها ما إذا كانت لكائن حي أم ترسيب للصخور، مشيرًا إلى أن الفريق البحثي بدأ بالفعل البحث والتحليل وراء هذه الآثار الغريبة.
وأضاف أستاذ الجيولوجيا في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أنهم بدأو الدراسات الحقلية، ومطابقة أشكال الأثار بناء على الخلفية الجيولوجية، وتم أخذ القياسات اللازمة وداسة العمر وعمل التحاليل الصخرية لمعرفة الفترة الزمنية، أثناء ترسب طبقات الصخور، ومعرفة «مكونات ونوع ولون ومحتوى الصخر»، لمعرفة عمر الصخر والظروف المناخية السائدة خلال الفترة التي عاش فيها الكائن المحفور آثار أقدامه على الصخر.
وأوضح «كساب»، أنه تم حصر عدد الآثار الموجودة على الصخور في المنطقة، وعمل التحاليل المعملية، ولكن الإمكانيات من سيارات وآلات تصوير جعلت العملية تسير بشكل بطيئ جدًا، مناشدًا المسؤولين بتوفير ميزانية ضخمة وإمكانيات حديثة للبحث العلمي لإسراع الخطى في مثل هذه الاكتشافات.
وتابع: أن هذه الاكتشافات تكون في أماكن نادرة جدًا على الكرة الأرضية، وتساعد الباحثين البيولوجين لخلق سلسلة من التواجد والربط بين الكائنات التي كانت تعيش خلال هذه الحقبة الزمنية، مؤكدًا أن الديناصورات عاشت في 200 مليون سنة وانقرضت بنهاية العصر التباشيري، وخلال هذه الحقبة تواجد أنواع كثيرة من الديناصورات، وانقرضت نهائيا منذ 66 مليون سنة، مع بداية حقبة الحياة الحديثة.
وأشار «كساب»، إلى أن اكتشافات الواحات البحرية كانت للأجانب، واكتشافات الداخلة كانت لأجانب مع مصريين، أما هذا الاكتشاف مصري خالص 100%، وكل القائمين علية أساتذة مصريين، لافتًا إلى أنها تعد نوع من أنواع السياحة التاريخية في مصر.
وفي السياق ذاته، الدكتور محمد قرني الأستاذ المساعد بقسم الجيولوجيا ومدير معمل الحفريات الفقارية بجامعة القاهرة، أن البحث كان في الصحراء الشرقية بمنطقة المثلث الذهبي، وهذه بداية للبحث أكثر في هذا المجال، لافتًا إلى أنه تم اكتشاف ديناصورات آكلة للحوم، وأخرى آكلة للأعشاب في هذه المنطقة، في نفس التوقيت، ومن خلال الآثار تبين أن أوزانها تتراوح بين 500 إلى 900 كيلو جرام.
ومن جانبه قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، إن الفريق البحثي بدأ عمله عام 2018 من خلال ثلاثة من العلماء المصريين، اثنان من كلية العلوم جامعة القاهرة وهما الدكتور وليد جمال كساب الأستاذ المساعد بقسم الجيولوجيا والدكتور محمد قرني الأستاذ المساعد بقسم الجيولوجيا و مدير معمل الحفريات الفقارية بجامعة القاهرة، بالاشتراك مع الدكتور جبيلي أبو الخير الأستاذ المساعد بكلية العلوم جامعة الوادي الجديد ومدير مركز الحفريات الفقارية، في البحث عن الدلائل المادية بمنطقة القصير قفط جنوبي الصحراء الشرقية، ونشر ورقة بحثية تسجل نتائج الفريق في دورية 'جيولوجيكال جورنال' في ديسمبر 2021.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة أن هذا الكشف العلمي 'يعد من أهم الاكتشافات بالصحراء الشرقية بمنطقة المثلث الذهبي، وإضافة جديدة تسهم في فك طلاسم تلك الفترة التاريخية بمصر وقارة إفريقيا، كما يسهم بتنمية منطقة المثلث الذهبي سياحيًا وتراثيًا بتحويلها إلى مزار سياحي أو محمية طبيعية ذات قيمة اقتصادية وتراثية كبيرة'.
وأوضح الخشت، أن الفريق البحثي 'تمكن من العثور على العديد من آثار الأقدام مختلفة الأحجام، كما قاسوا عمق آثار هذه الأقدام باستخدام معادلات رياضية وبرامج متخصصة للتعرف على أوزان وأطوال بعض هذه الديناصورات من آكلات اللحوم والتي قُدرت أوزانها بـ 500 و900 كيلو غراما، كما تم أيضًا تحديد ديناصورات من آكلات الأعشاب'.
وتشير آثار أقدام ديناصورات آكلات اللحوم والأعشاب على أسطح طبقات الحجر الرملي النوبي بجنوب الصحراء الشرقية إلى أن عمر هذه الديناصورات يرجع إلى أكثر من 70 مليون سنة، إذ كانت تعيش في ما يعرف بالعصر الكريتاسي العلوي الذي بدأ منذ نحو 100 مليون سنة وحتى 66 مليون سنة مضت، وهي فترة زمنية غير معروفة بشكل كبير.