هل صلاة التهجد في البيت أفضل من المنزل؟.. اعرف آراء الفقهاء

صلاة التهجد
صلاة التهجد

يكثر تساؤل المواطنين عن حكم صلاة التهجد في البيت بعد قرار وزارة الأوقاف بمنع الصلاة داخل المساجد هذا العام بسبب فيروس كورونا.

وتكلم الفقهاء على هذه المسألة تحت عنوان "اﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻟﻘﻴﺎﻡ اﻟﻠﻴﻞ، وخلاصة ما ورد عنهم الآتي: ﺫﻫﺐ ﺟﻤﻬﻮﺭ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ اﻟﺘﻄﻮﻉ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﻓﺮاﺩﻯ؛ ﻷﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻌﻞ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ.

ﻭاﻷﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻟﺘﺮاﻭﻳﺢ اﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻟﺤﺪﻳﺚ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺼﻼﺓ ﻓﻲ ﺑﻴﻮﺗﻜﻢ، ﻓﺈﻥ ﺧﻴﺮ ﺻﻼﺓ اﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺇﻻ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ، رواه البخاري في صحيحه، ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: ﺻﻼﺓ اﻟﻤﺮء ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺻﻼﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪﻱ ﻫﺬا ﺇﻻ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ، رواه أبوداود.

ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﻪ، ﻭﻳﻘﻠﻞ ﺧﺸﻮﻋﻪ، ﻓﺎﻷﻓﻀﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺮاﺩﻯ؛ ﻷﻥ اﻋﺘﺒﺎﺭ اﻟﺨﺸﻮﻉ ﺃﺭﺟﺢ، ﻭﻧﺺ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮاﻫﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻄﻮﻉ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﺪاﻋﻲ، ﺑﺄﻥ ﻳﻘﺘﺪﻱ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺑﻮاﺣﺪ .

ﻭﺻﺮﺡ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻜﺮﻩ اﻟﺠﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﻓﻠﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺘﺮاﻭﻳﺢ ﺇﻥ ﻛﺜﺮﺕ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﺳﻮاء ﻛﺎﻥ اﻟﻤﻜﺎﻥ اﻟﺬﻱ ﺃﺭﻳﺪ اﻟﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻣﺸﺘﻬﺮا ﻛﺎﻟﻤﺴﺠﺪ، ﺃﻭ ﻻ ﻛﺎﻟﺒﻴﺖ، ﺃﻭ ﻗﻠﺖ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﺸﺘﻬﺮا، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺨﻮﻑ اﻟﺮﻳﺎء، ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻤﻜﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺸﺘﻬﺮ ﻓﻼ ﻛﺮاﻫﺔ، ﺇﻻ ﻓﻲ اﻷﻭﻗﺎﺕ اﻟﺘﻲ ﺻﺮﺡ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺒﺪﻋﺔ اﻟﺠﻤﻊ ﻓﻴﻬﺎ، ﻛﻠﻴﻠﺔ اﻟﻨﺼﻒ ﻣﻦ ﺷﻌﺒﺎﻥ، ﻭﺃﻭﻝ ﺟﻤﻌﺔ ﻣﻦ ﺭﺟﺐ، ﻭﻟﻴﻠﺔ ﻋﺎﺷﻮﺭاء، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺧﻼﻑ ﻓﻲ اﻟﻜﺮاﻫﺔ ﻣﻄﻠﻘﺎ.

والخلاصة أنه يجوز صلاتها بالمسجد ويجوز أداؤها بالبيت وبعضهم يرجح الأداء بالمنزل لخلو ذلك الفعل من الرياء ولقوله صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) رواه البخاري في صحيحه.

وأصدر القطاع الديني بالأوقاف، بيانا عاجلا، بشأن منع الاعتكاف في المساجد هذا العام خلال العشر الأواخر من رمضان.

وقال القطاع الديني في بيانه، إنه بناء على الرأي الطبي المنضبط ومشاورة وزارة الصحة، وبناء على قرارات اللجنة العليا لإدارة أزمة الأوبئة والجوائح الصحية بمجلس الوزراء، فإننا نؤكد أن ظروف وإجراءات التباعد لا تمكن في الظروف الراهنة من السماح بالاعتكاف هذا العام حفاظا على الأرواح.

وقال القطاع إن الرأي الشرعي مبني في ذلك على الرأي الطبي ، فهم أهل الاختصاص في قرار تطبيق إجراءات التباعد ، ولا زالت التعليمات الطبية تدعو إلى توخي الحذر وارتداء الكمامة ، ولا شك أن الاختلاط الذي يحدث في الاعتكاف يصعب معه تطبيق إجراءات التباعد ، مما يجعل الحفاظ على النفس الذي هو من صميم مقاصد الشرع ومن الكليات الست مقدما على أداء بعض النوافل.

وتابع أنه أن أمام الجميع سعة في صلاة التهجد في بيته ، وفي الصدقات ، والذكر ، وقراءة القرآن ، وسائر أبواب العمل الصالح ، فأبواب الخير واسعة ومشرعة.

WhatsApp
Telegram