قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بـ الأزهر الشريف ومفتي الجمهورية السابق، اليوم الخميس، إن الله سبحانه وتعالى أنعم على الإنسان بنعم عدة وأمره أن يسخرها في طاعته تعالى، وفيما ينفعه في حياته الدنيا وفي الآخرة.
وبين علي جمعة، من خلال منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن من هذه النعم نعمة الوقت التي امتن الله سبحانه وتعالى بها على عباده في قوله: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) [إبراهيم:33] بل أقسم عز وجل بأجزاء من الوقت في مواطن عدة فقال تعالى: (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) [العصر:1-2] وقال: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) [الليل:1-2] وقال: (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) [الضحى:1-2] وقال: (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ) [الفجر:1-4] فأقسم ربنا عز وجل بهذه الأوقات حتى نعلم قيمتها ونصونها وتحفظها ولا نعمل فيها إلا خيرا.
وتابع: وربط الله سبحانه وتعالى في شريعته غالب العبادات بالوقت, فالصلوات الخمس لها أوقات معينة لا تصح قبلها ويحرم تأخيرها عنها إلا لعذر, وكذلك صوم رمضان وحج البيت والزكاة وغير ذلك من العبادات.
وأضاف علي جمعة : ينبه المصطفى ﷺ بسنته القولية والفعلية على استثمار الوقت بما ينفع, ويحذر من إضاعة الأوقات سدى فيقول: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ» (صحيح البخاري) ويشير إلى أن الأسئلة الأربعة التي يسأل عنها العبد يوم القيامة اثنان منها يختصا بالوقت, فيقول عليه السلام: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه» (المعجم الكبير) وكان استثمار الوقت إحدى نصائحه ﷺ وضمن مواعظه لأصحابه فقال: «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك» (المستدرك).
وشدد عضو هيئة كبار العلماء أن الأمة الإسلامية حققت أمجادها التي خلدها التاريخ عندما اتبعوا هذا النهج الرباني والهدي النبوي فأعطى المسلمون الوقت قدره ولم يضيعوه.