قال الدكتور فتحي الفقي، عضو هيئة كبار العلماء بـ الأزهر الشريف؛ إن الاحتكار أمر محظور وكل ما يفعله المحتكر حرام، والعلة في ذلك هو رفع الضرر عن الناس، ويجب على ولي الأمر التحرك حتى يحفظ أقوات الناس ومقدراتهم، لافتا أن الظلم ثلاثة أنواع الأول ظلم الإنسان لنفسه، والثانى أن يظلم الإنسان ربه في ألا يؤدي الأمانة كأن ينشغل عن الصلاة، والثالث هو ظلم العبد للعبد وهذا الظلم لا يغفره الله تعالى أبدا، مشيرا إلى أن الاحتكار هو ظلم للعبد ومحله ليس فى الطعام فقط وإنما فى كل ما يحتاجه الناس.
من جهته، بينّ الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، خلال ملتقى 'شبهات وردود' المنعقد بالجامع الأزهر بعنوان: 'الاحتكار وموقف الإسلام منه'، أن العلماء لن يتوقفوا عن مهمة النصح وبيان الحلال من الحرام حتى ينتبه الناس لما فيه الصلاح في النفس والوطن، مشيرا إلى أن الاحتكار صفة مذمومة مدمرة وهي أكل لأموال الناس بالباطل فقال سبحانه وتعالىٰ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لا تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [النساء: 29]، وفي هذه الآية نهي صريح و تهديد ووعيد، كما بين الحديث الشريف قول النبي ﷺ: «لا يحتكر إلا خاطئ»، مضيفا: 'رسالتى لأخى التاجر المؤمن؛ احتمِ بمظلة الله ولا تحتمي بغيرها، فلا تأكل أموال الناس بالباطل فكما أكلت ستؤكل'.
الجامع الأزهر
من جانبه، قال الدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن الشأن في المسلم أيا كان موقعه أن تكون الآخرة نصب عينيه، فالآخرة هي المستقر وهي خير وأبقى، وتذكرها صلاح وإصلاح لنا على المستوى الفردي والمجتمعي، والعلاقات الإنسانية بخير ما دام الإيمان بالله واليوم الآخر بين الناس، لافتا أن التدين لا يظهر إلا في مواطن الافتتان وأن أشد مظاهر الافتتان تظهر في المعاملات المالية بين الناس بيعا وشراء، مشيرا إلى أن أكل المسلم لأموال الناس بالباطل يفتح الباب للغير أن يأكل ماله بالباطل مثلما فعل فكما تدين تدان.
ودارت الأسئلة التي ألقاها الحضور حول حالات الاحتكار المتفشية، وكيفية التعامل معها والتيسير على الناس حال العمل في التجارة، كما تناولت مخاطر وآثام المحتكر، وضرورة الوقوف خلف الوطن في الأزمات والشعور بالغير.
ويعقد الجامع الأزهر الشريف، عصر الثلاثاء ملتقى ردود وشبهات، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، حيث عا د الملتقى للانعقاد بعد توقف دام عدة أشهر، للرد على الكثير من الشبهات التي يرددها البعض، وتفنيدها من قبل علماء من مختلف التخصصات بالأزهر الشريف، لتصويب المفاهيم المغلوطة الدائرة في أذهان المواطنين، وتوضيحها بالأدلة القاطعة عقلا ونقلا، وفتح حوار مع الجمهور حول هذه القضايا للإجابة على كافة التساؤلات.