هبوط شارع التسعين بالتجمع الخامس.. تسببت مياه الأمطار التي هطلت يوم الأحد الماضي على القاهرة الكبرى، في هبوط أرضي بشارع التسعين بالتجمع الخامس، وهو ما جدد التساؤل حول مشاكل التخطيط في هذه المنطقة خاصة أن هذا الأمر أصبح شبه متكرر مع كل موجة لسقوط الأمطار.
ويعود انتشار قصة ترند الهبوط الأرضي في شارع التسعين، إلى تداول عدد من سكان المنطقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا توثق الواقعة، أظهرت عدد من السيارات الغارقة في هذا الهبوط .
الهبوط الأرضي بالتجمع
وعقد السكان مقارنات بين المباني والتخطيط الذي أسست عليه منطقة التجمع الخامس وبين الأحياء القديمة و الجديدة التي شيدت مثل مصر الجديدة و الأسمرات، والعاصمة الإدارية، وقالوا إن هذه المناطق المياه لم تغمرها على النحو الذي شهدته التجمع الخامس الذي اعتبروه مأساوي.
كسر مفاجئ في ماسورة المياه الرئيسية
من جانبه قال المهندس آمين غنيم، رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة، إن تكدس المياه في شارع التسعين بالتجمع الخامس، ناتج عن كسر مفاجئ في ماسورة المياه الرئيسية بقطر 500 ملي، مما أدى إلى هبوط أرضي وسقوط إحدى السيارات، ولا توجد خسائر في الأرواح.
وأضاف، أنه جار العمل على إصلاح الكسر بحضور كافة الأجهزة المعنية بالأمر، ومن المتوقع الانتهاء من الأعمال بشكل مباشر خلال ساعتين من الآن لعودة الشارع إلى طبيعته.
وأكد رئيس الجهاز، أنه يتابع بشكل مباشر من موقع العمل أعمال الإصلاح ولن يغادر الموقع إلا بعد الانتهاء من إصلاح وعودة الحياة إلى طبيعتها بشكل يحقق طمأنة المواطنين واستعادة حركة السيارات لطبيعتها.
التجمع الخامس منطقة بلا تخطيط
على الرغم من تصريحات المسؤلين فإن منطقة التجمع الخامس يبدو أنها تواجه مشاكل عميقة في التخطيط ـ خاصة فيما يتعلق بالصرف الصحي ، وذلك لتكرار الأزمات كلما سقطت الأمطار في هذه المنطقة .
ففي 24 أكتوبر المتاضي أدى تساقط الأمطار على مناطق شرق القاهرة إلى غرق شارع التسعين والمونوريل مما اضطر الوضع الناس للمكوث في الشوارع لأكثر من ثلاث ساعات في وضع صعب.
الأمر نفسه يكاد يكون متكرر كل عام ففي يوم 11- 3 2020 تحولت مدينة التجمع الخامس إلى برك وشلالات من المياه خاصة فى شارع التسعين نظرا لإنحداره الشديد مما ساعد على تجمع مياه الأمطار فى أماكن متفرقة مكونة برك وشلالات مياه غزيرة أعاقت الطريق.
عدم وجود شبكة صرف لمياه الأمطار
على الرغم من أن المشكلة تتكرر منذ فترة غير أنه لايوجد حتى الآن أي تحرك لحلها ، و تحدث الدكتور إبراهيم مبروك، أستاذ هندسة الطرق، قبل فترة عن أن سبب تكدس الأمطار في منطقة التجمع أو غيرها من المناطق بصفة متكررة، يعني عدم وجود شبكة صرف لمياه الأمطار في هذه المناطق، موضحا أن تكدس المياه لا علاقة له سواء كانت هذه المنطقة في منطقة منخفضة من الأرض أم لا.
وأضاف مبروك ، أن شبكة صرف مياه الأمطار من أساسيات الطرق التي لا يمكن إغفالها، مشيرا إلى أن تكدس مياه الأمطار في الطرق من الممكن أن يتسبب في كارثة، سواء كانت تعطل حركة الطرق، أو حدوث ماس كهربائي من عواميد الإنارة.
وتابع أن حل مشكلة تكدس مياه، عن طريق وضع برنامج زمني، لإنشاء شبكة لصرف مياه الأمطار لمناطق التجمع وغيرها المعروفة بالغرق الدائم خلال الأمطار، موضحا أن تخطيط الطرق الجديدة لأبد أن يشمل 'ميول في الاتجاه العرضي والطولي'، وهو يعني وجود نسبة ميل هندسية حتي تسمح بتحرك المياه تجاه بالوعات صرف مياه الأمطار، بالإضافة إلى تواجد بالوعات صرف مياه الأمطار في منطقة أعمق بجانب الأرصفة، موزعة هندسيا، بالإضافة أن تكون شبكة الصرف ملائمة لطبيعة استهلاك المنطقة، ولحجم سقوط الأمطار.
الأمطار بالتجمع الخامس
واتفق المهندس أيمن حامد خبير التخطيط العمراني، على أن منطقة التجمع وغيرها من المناطق، تغرق بصفة مستمرة لعدم تواجد شبكة صرف لمياه الأمطار، وأن هناك شبكة معطلة أو استيعابها أقل من احتياجات المنطقة، مما يعني وجود خلل في التنفيذ.
وأضاف حامد ، أن مصر لا توجد فيها شبكات صرف منفصلة لمياه الأمطار، موضحا أن الحل إعادة تخطيط هذه المناطق أو المدن بما يتناسب مع احتياجات هذه المدة، وإنشاء شبكة لصرف مياه الأمطار.
وتابع أن هذه الشبكة تكون ذات تكلفة عالية، إلا أن إنشاءها له أهمية كبرى ويقي الكثير من الخسائر المادية والبشرية التي من الممكن أن تحدث.