أعلن المتحف القومى للحضارة المصرية عن إطلاق مبادرة 'طبلية مصر' وذلك الأحد المقبل، وتتضمن عددًا من المحاضرات والفعاليات عن أهم الأكلات الشعبية والتراثية المصرية.
أحد أهم وأبرز أدوار المتحف المحافظة على التراث المصري بمختلف أنواعه
وقال الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، أن أحد أهم وأبرز أدوار المتحف المحافظة على التراث المصري بمختلف أنواعه المادي والغير مادي وحمايته من الاندثار، ومنه أنواع عديدة من الأطعمة والأكلات المتوارثة منذ آلاف السنين، مما دعانا لإطلاق هذه المبادرة تفعيلا لدور المتحف في حماية الموروث الحضاري لمصر بمختلف أنواعه.
ويسعى المتحف من خلال المبادرة لتوثيق تراث الطعام المصري، وذلك ضمن جهوده لربط الآثار والحضارة المصرية بالمجتمع وعاداته وتراثه، وتم اختيار الطبلية كعنوان للمبادرة كونها أحد أبرز ملامح التراث والحياة الأسرية المصرية.
وقد قرر المتحف إطلاق المبادرة في هذا التوقيت تفاعلاً مع جهود الدولة ممثلة في وزارة السياحة والآثار برعاية مختلف الفعاليات التي تهدف لتنشيط السياحة والترويج لها، حيث يشهد الشهر الجاري مهرجان السياحة والتذوق، والذي يهدف للترويج للأكل المصري بمختلف أنواعه وتنشيط السياحة، وتنطلق فعالياته ٢٣ فبراير الحالي في دورته الأولى برعاية وزارة السياحة والآثار.
وتتضمن المبادرة مجموعة الفعاليات العلمية ممثلة في محاضرات يلقيها عدد من المتخصصين وأساتذة الجامعات، حيث تلقي د. شهيرة محرز من أهم رائدات الحفاظ على التراث في مصر.
وعدة محاضرات أخرى لكل من أ. د. نهلة إمام مستشار وزير الثقافة المصرية، وأن . د. مجدي السيد رئيس مشروع موسوعة الأغذية الشعبية، ود. نهال رمضان نائب رئيس مشروع موسوعة الأغذية الشعبية، وأن . د. مختار الكسباني عالم الآثار الإسلامية، وأ. عماد يسرى المتحدث الإعلامي للشركة المصرية لمجموعة كشري أبو طارق.
أما الفعاليات المباشرة والحية الموجهة للجمهور والزوار ضمن المبادرة، تتضمن إتاحة الفرصة لهم للتذوق والتعرف علي مجموعة من الأطعمة التراثية المصرية، مثل الكشري والبصارة وحلوى أم علي وكيفية تجهيزها، حيث يتيح المتحف الفرصة دائما لزواره للتفاعل مع الأنشطة التي يقدمها، مما يربطهم بالمتحف بشكل عملي.
كما تتضمن المبادرة أيضاً مشاركة الشيف نرمين هانو طاهية مصرية ومقدمة برامج طهي على قناة تلفزيونية، وستقدم تجربة حية للحضور لتذوق وكيفية تجهيز العيش الشمسي والذي تشتهر به محافظات الصعيد، ومدى التقارب في طريقة صناعته حديثا وقديما كما هو موجود في عدد من المقتنيات الأثرية المعروضة بالمتحف من «الخبز الفرعوني» متفاوت الأحجام والأشكال والألوان والتي تروي قصة عظمة الحضارة المصرية في الحفاظ على قطع الخبز بعد مرور آلاف السنين.
جدير بالذكر أن الحضارة المصرية القديمة بجانب ثرائها في الفنون والعمارة ومجالات أخرى كثيرة، فإنها غنية أيضا بالعديد من الأطعمة التراثية وكثير منها مستمر منذ آلاف السنين حتى الآن، كما أنها تستحق أن تسجل في قائمة التراث غير المادي بمنظمة اليونسكو.
ولا زالت المائدة المصرية في وقتنا الحالي تحتوي علي عدة أكلات أبدعها المصريون القدماء وخاصة الخبز والمعجنات، وهنا يأتي دور المتحف في سعيه بهذه المبادرة لإلقاء الضوء علي الأكلات المصرية وتوثيقها لدي اليونسكو كونها تراثا مصريا أصيلا غير مادي.