رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة رئيس وزراء المجر لمصر قائلا: أكدت حرصنا على تعزيز التعاون القائم بيننا في مختلف المجالات لدفع علاقاتنا الثنائية ونقلها إلى مستوى جديد، استنادًا لعلاقات الصداقة التي تجمعنا، والإمكانات المتاحة لدينا، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء المجر بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة الاتحادية.
وقال الرئيس السيسي في كلمته:
ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية
أودُ في البداية أن أرحب بصديقي العزيز 'فيكتور أوربان'، الذي تكتسب زيارته إلى مصر أهمية خاصة، في ضوء التوقيع اليوم على إعلان ترفيع العلاقات بين البلدين، إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يعكس قوة وعمق العلاقات بين بلدينا، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1928، وهي العلاقات التي توطدت بشكل خاص خلال السنوات الأخيرة، ونعتزم مواصلة دفعها للأمام.
إن العلاقات بين مصر والمجر تُعد نموذجاً يحتذى به في عالمنا، الذي يمر في هذه الآونة بصعوبات وتحديات لم يألفها منذ عقود طويلة، وسبب تميّز هذه العلاقات في تقديري، هو توافر التفاهم المشترك، والاحترام المتبادل، لمواقف وقيم الدولتين، فضلاً عن التوافق السياسي بين بلدينا إزاء الكثير من القضايا الدولية، وهي الأمور التي ناقشناها خلال المباحثات الثنائية التي عُقدت اليوم.
السيسي ورئيس وزراء المجر
وأضاف: لقد تركزت المباحثات مع دولة رئيس الوزراء المجري، على بحث سُبل مُواصلة تعزيز العلاقات الثنائية الاقتصادية بين البلدين، حيث توافقنا على الفائدة الكبيرة التي ستعود على المستثمرين المجريين، من الاستثمار في مصر، وبشكل خاص في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. كما شددنا على ضرورة مواصلة تكوين الروابط بين الشركات المصرية ونظيراتها المجرية، فضلاً عن تبادل الخبرات في مجالي الزراعة وإدارة المياه والري، والنظر في سُبل التعاون لمواجهة أزمتي الغذاء والطاقة العالميتين، والعمل على زيادة عدد السائحين بين البلدين. وأكدنا أيضاً أهمية تنفيذ العقد المبرم لتوريد 1350 عربة قطار سكك حديدية من المجر خلال الأطر الزمنية المتفق عليها، وتطرقنا إلى ضرورة بحث سبل التعاون المشترك لتوطين صناعة عربات السكك الحديدية في مصر.
وتناولت مباحثاتنا كذلك أهمية مواصلة العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات النقل، والتجارة، والصناعة، والطاقة، والسياحة، والزراعة والري وإدارة المياه، وكذلك في مجاليْ الثقافة والتعليم. وهنا، أودُ أن أتقدم بجزيل الشكر إلى دولة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، على قرار السلطات المجرية بزيادة عدد المنح الدراسية الجامعية وما بعد الجامعية المقدمة لمصر لتصبح 200 منحة سنوياً، اعتباراً من العام الدراسي 2023/2024، كما أعرب عن تطلعنا لزيادة عدد تلك المنح مجدداً في المستقبل في ضوء الاستفادة التي يحظى بها الطلبة المصريون من المنح المجرية ومن الدراسة في المجر.
تم أيضاً خلال المباحثات تبادل وجهات النظر إزاء الأزمات الدولية والإقليمية التي يمر بها عالمنا اليوم، لاسيما في الشرق الأوسط وأوروبا، حيث يوجد تقارب كبير في وجهات النظر بين البلدين في هذا الصدد، من حيث ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة الروسية/ الأوكرانية، في أقرب فرصة ممكنة، تحقيقاً لمصالح الشعوب وإنهاءً للمعاناة الإنسانية، وللحد قدر المستطاع من العواقب الاقتصادية الهائلة، التي ترتبت على استمرار تلك الأزمة، والتي جاءت بعدما مر العالم بظروف صعبة غير مسبوقة على إثر تفشي جائحة كورونا.
وقد أكدنا أيضاً ضرورة مواصلة التعاون المشترك بين البلدين في مجالي الهجرة غير المشروعة ومكافحة الإرهاب، أخذاً في الاعتبار النجاح الكبير الذي حققته مصر في هذين الموضوعين.
واختتم الرئيس السيسي قائلا: في الختام، أرحب مجدداً بدولة رئيس وزراء المجر 'فيكتور أوربان'، والسيدة قرينته، في مصر، ضيفان عزيزان على مصر وشعبها، وأتمنى لهما إقامة سعيدة.
إعلانا مشترك للشراكة الاستراتيجية بين البلدين
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم بقصر الاتحادية 'ڤيكتور أوربان' رئيس وزراء المجر حيث عقدت جلسة مباحثات أعقبها مؤتمر صحفي، ووقع الرئيس عبد الفتاح السيسي وڤيكتور أوربان رئيس وزراء المجر على إعلانا مشتركا للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، كما شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وڤيكتور أوربان رئيس وزراء المجر مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم المشتركة بين البلدين.
وتتميز العلاقات الثنائية بين مصر والمجر بالتعاون الوثيق الذي يعود إلى سنوات عديدة مضت حيث تأتي زيارة رئيس وزراء المجر إلى القاهرة في إطار حرص مصر على تعميق وتوسيع نطاق تعاونها مع الدول التي تربطها بها علاقات جيدة أو الدول التي تشغل مكانا متناميا على خريطة العالم سياسيا واقتصاديا كما هو الحال بالنسبة إلى المجر التي انضمت خلال السنوات الأخيرة للاتحاد الأوروبي الذي يعد الشريك التجاري الأكبر لمصر.