يواجه قطاع كبير من المصريين أزمة تغذية بسبب رفض الغالبية شراء الدواجن المجمدة واللحوم المستوردة التي أتاحتها منافذ الدولة مؤخرًا كبديل للمحلي، بعد ارتفاع سعره نتيجة أزمة الأعلاف التي ضربت قطاع الثروة الحيوانية في مصر منذ أكتوبر من العام الماضي. وانسحاب 75% من صغار مُربي الدواجن تحديدا وهم عماد الصناعة الذين تعتمد عليهم الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الفراخ، من خلال توفير الانتاج الضخم اليومي والشهري.
استطلعت 'أهل مصر' آراء الكثير من ربات البيوت اللاتي عاصرن مشكلات نقص السلع، ولديهن الخبرة في التدبير والتفرقة بين الطعام الجيد وغير الجيد، إلا أن الغالبية أجمعن أن الشهور الأخيرة هي الأكثر عبئا عن أي وقت مضى، ففي السابق كانت توجد الفراخ المجمدة وكان اسمها 'فراخ الجمعية' لكن كان هناك وفرة في الدجاج المحلي البلدي والأبيض الطازج. وكانت الأسر تستخدم المجمد بالمجمعات الاستهلاكية بين حين لآخر وليس كمصدر بروتين أساسي للعائلة.
مواصفات اللحوم المستوردة أثناء الطهي
وجدنا خلال رصد أجريناه في بعض أحياء الجيزة الحيوية، أنه ما بين كل 5 سيدات ترفض طهي الدجاج المجمد، توجد سيدة واحدة فقط تقبل طهيها كبديل وحيد، مع عدم الاحتفاظ بشوربتها، فهناك من تستخدمها في الشواء فقط أو في صناعة 'البروستد'.
أُخريات اجمعن على بعض مواصفات اللحم والدجاج المجمد من خلال تجربته أثناء الطهي.. وكانت كالتالي: 'شكل اللحم مجمد بقاله فترة كبيرة'، 'في نوع عادي لكن بيغيب في التسوية وشوربتها فول نابت أو ميا بملح'، 'ريحة الكبدة بتاعتهم زفرة'، 'أثناء التسوية تلاحظي لون أنسجة اللحمة نفسه بقى غامق عكس البلدي الطازة'، 'الكبدة لونها بني محروق ومعرفش السبب إيه'، 'اللحمة المفرومة كلها دهون وريحتها مش حلوة وبـ180 جنيه يعني مش رخيصة'، 'بتاخد وقت تسوية لأن المواشي السوداني كبيرة في السن وغالية وفرق بسيط بينها وبين محلات الجزارة'، 'الفراخ لونها كويس بس طعمها ضاع من التلج اللي موجودة فيه شهور'، 'منعاها لأن فيه مجمد أجزاء منه لونها أزرق أثناء تتبيلها كان باين'.
دجاج مجمد أثناء الطهي
شعبة اللحوم: المستورد بديل لأن المحلي لن يتراجع سعره وإن غرق السوق بالأعلاف
أكد محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بالغرف التجارية، أن مصر لديها عجز كبير في الإنتاج الحيواني من اللحوم الحمراء، وذلك يرجع لعدم توافر مراعي طبيعية لدينا مثل التي تتواجد في دول شرق إفريقيا على سبيل المثال ولا يتوافر كميات كبيرة من العجول البلدية لأنها تحتاج إلى تلك المراعي. وبالتالي يوجد أزمة نقص في المحلي مع زيادة الاستهلاك مع معدلات نمو السكان.
وأوضح رئيس شعبة القصابين لـ 'أهل مصر'، أن اللحم المستورد هو بديل لأن أسعار اللحوم البلدية لن تشهد أي تراجع حتى وإن غرق السوق المصري بالأعلاف، بينما يُمكن أن يحدث زيادة إنتاجية القطاع الداجني إذ أن تكلفة إنتاج عجل واحد تساوي تكلفة إنتاج 1000 فرخة. وتحقيق مصر لاكتفاء ذاتي من اللحوم الحمراء يتطلب توفير مساحات كبيرة ومراعي وأعلاف وكميات ضخمة من العجول.
التموين: القطاع الخاص يعتمد على الجاموسي المجمد الهندي
أشار عبدالمنعم خليل رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين، إلى أن الدولة تعتمد في استيرادها للحوم الحمراء على السودان، التي تجلب منها العجول ويتم ذبحها داخل الدولة قبل توزيعها على المنافذ، أما القطاع الخاص هو من يعتمد على المجمد الهندي وبيكون جاموسي.
الزراعة توضح الفرق بين اللحم المصري والسوداني والهندي
قال المتحدث باسم وزارة الزراعة، الدكتور محمد القرش، بشأن الفروق بين اللحم المصري والسوداني والهندي، وأوضح أنه لا يوجد مقارنة لان اللحم المصري 'فريش' لذا يميل له المواطن المصري، أما السوداني 'مبرّد' وليس مُجمّد حيث يتم استيراده حيًا ويتم ذبحه في أماكن مُخصصة بوزارة الزراعة ثم يتم تبريده وشحنه إلى المنافذ، أما اللحم الهندي يتم ذبحه في بلد المنشأ ويأتي مُجمدا. موضحًا أن القيمة الغذائية لا تختلف كثيرا والأمر يرجع إلى ذوق المواطن المصري لا أكثر.
نقابة الطب البيطري: هناك لحوم تشادي جديدة متوقع أن تخفض الأسعار
توقع الدكتور خالد سليم، نقيب الأطباء البيطريين، أنه بعد قجوم صفقة اللحوم من دولة تشاد، ستسهم في خفض الأسعار ولكن غير مؤكد حتى الآن.
وعلق نقيب الأطباء البيطريين على جودة الدجاج المجمد موضحا أنها جيدة وفي حالة وجود لون أزرق في بعض العينات كما يتخوّف البعض أوضح أنه تكون أثناء التنضيف ودخولها في أجهزة تنضيف خاصةً ناحية الجوانح. أما الدجاج البلدي يختلف تماما عن المجمد من حيث المرعى والاهتمام.
أزمة الفراخ المجمدة وندرتها في منافذ التموين
نفى محمود العناني، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، وجود صلة بين استيراد الدجاج المُجمد وانخفاض أسعار الفراخ المحلية في السوق المصري، مؤكدًا أنه لا يوجد صفقة من الأساس، والدواجن التي تم الإفراج عنها عبارة عن مخزون قديم في الثلاجات تم الإفراج عنه لسد طلب المواطن خلال الأزمة التي واجهها القطاع الداجني مؤخرًا.
وأضاف 'العناني' لـ 'أهل مصر' أن الصفقة الحقيقية كان مُقرر طرحها في شهر رمضان المُقبل، أما الدجاج البرازيلي المطروح هو قديم وبكميات محدودة غير مؤثرة، بدليل عدم توافره في منافذ التموين ولا 'السوبر ماركت' وكثير من المواطنين يسأل عن أماكنه. مُضيفا، أن الفراخ المجمدة قد تفقد قيمتها ومذاقها إذا ظلت في الثلج أشهر، وأطول فترة توضع بها الدجاج في الثلج هو عام، بعدها تنتهي صلاحيتها.
وأرجع رئيس اتحاد منتجي الدواجن، تحسّن أسعار الدجاج المصري في السوق الفترة الأخيرة، نتيجة زيادة المعروض: 'الانخفاض سببه زيادة إنتاجنا في مزارعنا بعد محاولات توفير الأعلاف الفترة الأخيرة للحفاظ على الصناعة، ونسأل الدول بتوفير ما يساعد الصناعة المحلية على الاستمرار وتوفير العلف بكميات كما في السابق.