هي ست بـ100 راجل، وكيف لا وقد قررت النزول للعمل في الورشة بدء من اليوم الثالث لوفاة زوجها، لكي تستر بيتها، وتربي أولادها من عرقها، هذا ما فكرت فيه رشا أو أم يوسف ما تحب أن تُنادى.
'رغم التعب والحزن والشعور باليأس، قررت اشتغل من تالت يوم وفاة جوزي، علشان أستر بيتي وأربي عيالي، وكنت أول سيدة في بورسعيد، أعمل في صناعة التندة، وقد أصبحت الأم والأب في غياب أبو العيال'.
'أهل مصر'، عاشت يوما من حياة أم يوسف، لتتعرف كيف تقضي هذه المرأة الحديدية يومها في تلك المهنة الشاقة التي فرضتها عليها الحياة، واختارها لها القدر.
وقالت أم يوسف لـ'أهل مصر': 'عشت مع زوجي أجمل أيام حياتي، وكان يراعي الله فينا، أنا وأولادنا الثلاثة، ولا يجعلنا نحتاج شيئا لكنه توفي فجأة، ولم يترك لنا عدة الشغل، في محل بالإيجار، حيث كان يصنع التندات، وفي اليوم الثالث لوفاته وجدت زبونا يأتي ليخبرني أن هناك طلبية له، وموعد استلامها في هذا اليوم، وإن لم يتم استلامها فإنه لا بد أن يسترد نقوده'.
فتحت الورشة ثالث يوم العزاء
وأضافت: 'مكنش قدامي حل تاني تركت العزا، وفتحت المحل، وطلبت من العمال إنجاز الطلبية لتسليمها، وبالفعل كانت جاهزة للتسليم خلال ساعات، من هنا فكرت، وقلت لنفسي إن ما حدث هو إشارة من الله لكي أعمل بدلا من زوجي واستكمل مشواره، وبالفعل نزلت للعمل بالمحل لأنه كان بالإيجار'.
وتابعت: 'استيقظ في الساعة السادسة صباحا، لأرتب منزلي وأتدبر احتياجاته، ثم أنزل مع أولادي لتوصيلهم إلى مدارسهم، وبعدها أتوجه إلى المحل لأبقى به طوال اليوم'.
الحمل ثقيل وأنا لوحدي
واستطردت أم يوسف يوم وقفة عيد الفطر المبارك، كان يوم صعب جدا، تذكرت زوجي الذي كان يلبي كل طلباتنا، وأنا في منزلي معززة مكرمة، وتذكرت ما أنا عليه الآن من تحمل للمسؤولية بمفردي في البيت والعمل، ثم انغمست في العمل طوال الليل لتسليم جميع الطلبيات لأنه موسم، وبعدها عدت للمنزل قبل صلاة العيد، حتى أشارك أولادي الثلاثة فرحة العيد، فوجدت نفسي أبكي دون أن أشعر فالحمل ثقيل، والمسؤولية كبيرة'.
السند هو الله
واستكملت أم يوسف حديثها: 'ليس لي ملجأ سوى الله ليعينني على استكمال المشوار مع أولادي، فأكبرهم مازال بالصف الثالث الإعدادي، وأصغرهم بالحضانة، وأتمنى من الله أن يكرمني من أجلهم، وأستطيع أن أواصل مشوار الكفاح من أجل أن يحققوا حلم والدهم، ويكونوا في مناصب علمية كبيرة'.
واختتمت بالقول: 'لكل سيدة تقوم بدور الأم والأب لا تيأسي فسندك الوحيد هو الله سبحانه وتعالى، وسيعينك على تحمل مسؤولياتك لأنه كرمنا بهذا الدور العظيم، وضعنا في اختبار صعب ليرى قدرتنا على التحمل'.