موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد.. بحد أقصى 15 دقيقة

صلاة الجمعة
صلاة الجمعة
كتب : عزة رخا

حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم، لتكون بعنوان: 'أسماء الله الحسنى.. بركتها وأثر فهمها في حياتنا'، ويؤدي أئمة المساجد خطبة الجمعة، اليوم، في إطار الموضوع الذي حددته وزارة الأوقاف، في وقت سابق، حيث شددت الوزارة على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصا أو مضمونا على أقل تقدير وألا يزيد زمن الخطبة عن 15 دقائق، لتكون ما بين عشر دقائق وخمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى، مع التأكيد على أن البلاغة الإيجاز، ولأن ينهي الخطيب خطبته والناس في شوق إلى المزيد خير من أن يطيل فيملوا، وفي الدروس والندوات والملتقيات الفكرية متسع كبير.

صلاة الجمعة في مجتمعات المسلمين عبر التاريخ – إضاءات

موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:

فإنَّ العلمَ بأسماءِ اللهِ الحُسنَى أشرفُ العلومِ وأساسُهَا؛ لذلك جاءَ الأمرُ بإحصائِهَا، وفهمِ معانِيهَا، والعملِ بمقتضاهَا في القرآنِ الكريمِ، والسنةِ النبويةِ المشرفةِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}، ويقولُ سبحانَهُ:{فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، ويقول تعالى: { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)، ويقولُ سبحانَهُ: { إنَّه هو السَّمِيعُ البَصِيرُ)، ويقولُ سبحانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، ويقولُ سبحانَهُ: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، ويقولُ نبيُّنَا: (إنّ للهِ تسعةً وتسعينَ اسمًا مئةً إلّا واحدًا، مَن أحصَاهَا دخلَ الجنةَ).

وفهمُ أسماءِ اللهِ الحسنَى لهُ عظيمُ الأثرِ في حياتِنَا، فبذلك الفهمِ تعرفُ اللهَ (تباركَ وتعالَى) حقَّ المعرفةِ، فحينمَا سألَ المشركونَ رسولَ اللهِ أنْ يذكرَ لهُم صفةَ الحقِّ سبحانَهُ، أنزلَ اللهُ تعالَى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، ومَن علمَ أنَّ اللهَ تعالى غفورٌ، رحیمٌ، عفوٌّ، کریمٌ، ودودٌ، حييٌّ کریمٌ؛ زادَ رجاؤُهُ في ربِّهِ وإقبالُهُ عليهِ، وعَظُمَ ابتهالُهُ إليهِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {الْغَفُورُ الْوَدُودُ} ، ويقولُ سبحانَهُ: { وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، ويقولُ نبيُّنَا: (إنَّ ربَّكُم (تباركَ وتعالَى) حبيٌّ كريمٌ، يستحِي مِن عبدهِ إذا رفعَ يديهِ إليهِ أنْ يردَّهُمَا صفرًا)، ومَن علمَ أنَّ اللهَ سميعٌ بصيرٌ، علیمٌ مطلعٌ مراقِبٌ؛ فوّضَ أمرَهُ إليهِ، وعملَ بطاعتهِ، وابتعدَ مِن معصيتهِ، ومَن علمَ أنّ اللهَ عليمٌ بسرِّهِ ونجواهُ وبعلانيتهِ وبمَا تُكِنُّهُ الأنفسُ وتخفيهِ الصدورُ، عملَ في مرضاتهِ، وابتعدَ عمّا يغضبهُ (جلّ وعلا).

كما أنَّ ذلك الفهمَ سببٌ لخشيةِ اللهِ (تباركَ وتعالى) الباعثةِ على حسنِ العملِ، والاستعدادِ الحقِّ للقاءِ اللهِ (جلّ وعلا)، فمَن كانَ باللهِ تعالَى أعرف، فهو منه أخـوفُ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، ويقـولُ نبيُّنَا ﷺ: (فَوَ اللَّهِ إنِّي لَأَعْلَمُهُمْ باللَّهِ، وأَشَدُّهُمْ له خَشْيَةً).

أمَّا الثناءُ على اللهِ تعالى بأسمائهِ الحٌسنَى فهو سببٌ لمحبتهِ (جلّ وعلا)، وبابٌ لدخولِ الجنةِ، فقد بعثَ نبيُّنَا ﷺ رجلًا على سريّةٍ، وكان يقرأُ لأصحابهِ في صلاتِهِم، فيختمُ بـ {قُلْ هو اللهُ أحدٌ)، فلَمّا رجعُوا ذكرُوا ذلك للنبيِّ ﷺ، فقالَ: (سلُوهُ بأيِّ شيءٍ يصنعُ ذلك؟) فسألوهُ، فقالَ الرجلُ: (لأنَّهَا صفةُ الرحمنِ، وأنَا أحبُّ أنْ أقرأَ بهَا)، فقالَ النبيُّ ﷺ: (أخبرُوهُ أنَّ اللهَ يحبُّهُ)، وفي روايةٍ أنَّهُ ﷺ قالَ لهُ: (حبُّكَ إيّاهَا أدخلَكَ الجنةَ).

ومَن أرادَ أنْ يستجلبَ الخيرَ لنفسهِ، ويدفعَ عنها الشرورَ والهلكاتِ، فليُثْنِ على ربِّهِ بأسمائهِ الحسنى، وليذكرْ ربَّهُ سبحانَهُ بها، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَا مِن عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ ومساءِ كلِّ ليلةٍ بسمِ اللَّهِ الَّذي لا يضرُّ معَ اسمِهِ شيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ وَهوَ السَّميعُ العليمُ ثلاثَ مرَّاتٍ إلا لم يضرَّهُ شيءٌ).

متى تكون صلاة الجمعة سرية ولماذا - تفاصيل

الخطبة الثانية.. موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا مُحمدٍ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.. لا شكَّ أنَّ دعاءَ اللهِ تعالَى بأسمائهِ الحُسنَى طريقُ الإجابةِ وبابُ الوصولِ، ووسيلةُ تفريجِ الكروبِ، ودفعِ الهمومِ، ومغفرةِ الذنوبِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، ويقولُ سبحانَهُ: { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ }، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (ما أصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حزنٌ فقالَ: ( اللهّمَّ إنِّي عبدُكَ، وابنُ عبدِكً وابنُ أمتِكَ، ناصيتِي بيدِكَ، ماضٍ فيّ حكمُكَ، عدلٌ فيّ قضاؤُكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ، سميتَ بهِ نفسَكَ، أو علمتَهُ أحدًا مِن خلقِكَ، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندكَ أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبِي ، ونورَ صدرِي ، وجلاءَ حزنِي ، وذهابَ همِّي وغمِّي إلّا أذهبَ اللهُ همَّهُ وغمَّهُ وأبدلَهُ مكانَهُ فرحًا)، وسمعَ ﷺ رجلًا يقولُ بعدَ التشهدِ: اللهُمّ إنِّي أسألُكَ يا اللهُ الأحدُ الصمدُ، الذي لم يلدْ ولم يولدْ ولم يكنْ لهُ كُفوًا أحد، أنْ تغفرَ لي ذنوبِي، إنّك أنتَ الغفورُ الرحيمُ، فقالَ (عليهِ الصلاةُ والسلامُ): (قد غُفِرَ لهُ، قد غُفِرَ لهُ، قد غُفِرَ لهُ).

وكانَ نبيُّنَا يدعُو ربَّهُ (جلّ وعلا) بأسمائهِ الحُسنَى، فكانَ يقولُ ﷺ عندَ الكربِ: (لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ)، فما أحوجَنَا إلى إدراكِ معانِي أسماءِ اللهِ الحسنَى ودعائهِ عزَّ وجلَّ بهَا؛ لتزكُو نفوسُنَا، وتطمئنُّ قلوبُنَا، وترقَى تعاملاتُنَا، وتستجابُ دعواتُنَا..اللهم احفظْ مصرَنَا، وارفعْ رايتَهَا في العالمين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً