اعلان

اختلاط الرجال والنساء في صلاة العيد.. أحمد كريمة: يؤثر على صحة الصلاة و«الأزهر» يرد بالدلائل

أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر
أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر

يثير الاختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد الجدل في الفترة التي تسبق الأعياد، ومع اقتراب عيد الأضحى 2023، يزداد البحث عن حكم اختلاط بين الرجال والنساء في صلاة عيد الأضحى، إذ يتكرر مشهد صلاة الرجل بجانب المرأة كل عيد.

وبسبب هذا الجدل كانت تصريحات الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المُقارن في جامعة الأزهر التليفزيونية، قائلًا: أن اختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد يخالف الشريعة الإسلامية جملة وتفصيلًا، وأوضح في تصريحاته أن لصلاة الجماعة لها ترتيب، وخلال السطور التالية إليك حكم الدين في الاختلاط في صلاة العيد.

الخروج إلى صلاة العيد

يستحب على الجميع من رجال ونساء وأطفال الخروج إلى صلاة العيد، فهو من مظاهر البهجة وذلك كما ورد عن البخاري ومسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها قَالَتْ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَهُنَّ فِي الْفِطْرِ وَالأَضْحَى الْعَوَاتِقَ وَالْحُيَّضَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، فَأَمَّا الْحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلاةَ وَيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِحْدَانَا لا يَكُونُ لَهَا جِلْبَابٌ. قَالَ: «لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا».

كما أكد مركز الأزهر العالمي أن الخروج إلى صلاة العيد أمر محمود، ولكن أكد أنه يجب الفصل بين الرجال والنساء وقت الصلاة، وكما سيتضح في السطور القادمة إليك بالدليل من مركز الأزهر العالمي وتصريحات الدكتور أحمد كريمة عن حكم الاختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد.

 اختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد اختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد

اختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد

أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية حكم اختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد نافية إمكانية وقوف المرأة عن يمين أو شمال الرجل في الصلاة، وهذا لاتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن أَبي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قال: أَلَا أُحَدِّثُكُمْ بِصَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «فَأَقَامَ الصَّلَاةَ، وَصَفَّ الرِّجَالَ وَصَفَّ خَلْفَهُمُ الْغِلْمَانَ، ثُمَّ صَلَّى بِهِمْ فَذَكَرَ صَلَاتَهُ»، ثُمَّ قَالَ: «هَكَذَا صَلَاةُ - قَالَ عَبْدُ الْأَعْلَى: لَا أَحْسَبُهُ إِلَّا قَالَ: صَلَاةُ أُمَّتِي -». أخرجه أبو داود.

كما ذكرت في منشور سابق دليل آخر على حكم اختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد من السنة النبوية إذ ورد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ لَهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «قُومُوا فَلِأُصَلِّ لَكُمْ» قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا، قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَفَفْتُ وَاليَتِيمَ وَرَاءَهُ، وَالعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ. أخرجه البخاري.

وأكدت أنه من حسن الشريعة الإسلامية هو عدم الاختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد إذ أنها تصون المجتمع وتسد أبواب الفتنة، وتحفظ الرجال والنساء معًا، وتمنع ما يخدش الحياء أو ينافي الذوق العام.

ترتيب الصلاة في السنة النبوية

وذكر في السنة النبوية ما يدل على الترتيب في الصفوف بين صلاة الجماعة التي تجمع الرجال والنساء، ورد عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: «كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ مَكَثَ قَلِيلًا، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ، كَيْمَا يَنْفُذُ النِّسَاءُ قَبْلَ الرِّجَالِ» أخرجه أبو داود.

ويعني هذا أن لا يتزاحم الرجال والنساء على باب المسجد، أو في الطريق الذي يؤدي إليه عند الخروج، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه رأى مرة اختلاط الرجال وبالنساء في الطريق خلال خروجهم من المسجد، فعند رؤيتهم صلى الله عليه وسلم قام بإرشاد أن الرجال يسيروا وسط الطريق، بينما النساء يسيروا على حافتيه، فكما ورد عن حمزة بن أبي أسيد الأنصارى، عن أبيه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء فى الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: «اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ» فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ. أخرجه أبو داود.

 اختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد اختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد

تصريحات الشيخ أحمد كريمة

حسم الشيخ أحمد كريمة في تصريحاته التليفزيونية الجدل حول اختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد سواء في الصلوات المفروضة أو التراويح أو العيدين أو الاستسقاء أو صلاة الكسوف والخسوف وأي صلاة شرعت لها صلاة الجماعة، قائلًا قد بين رسول الله للأمة صفة هذه الصلاة.

وأكد أن الترتيب الصحيح هو أن الرجال البالغين في الصفوف الأولى ثم الصبيان، ثم النساء، ووصف أن اختلاط بين الرجال والنساء في صلاة العيد هو بدعة ومخالف للشريعة الإسلامية جملة وتفصيلًا، وهو أمر معيب وقد يؤثر على صحة الصلاة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً