في فجر الـ 29 من أغسطس 1966 نفذ حكم الإعدام شنقا بحق المتهم سيد قطب إبراهيم، أحد أبرز وأهم القادة التاريخيين لجماعة الإخوان الإرهابية، وهو الحكم الذي والذي أصدره الفريق أول محمد فؤاد الدجوي رئيس محكمة أمن الدولة العليا، ووقعه الرئيس جمال عبدالناصر في السادس عشر من أغسطس عام 1966.
سيد قطب لم يحكم عليه وحده بالإعدام، فقد كان بصحبته محمد يوسف هواش وعبدالفتاح عبده إسماعيل، اللذين حصلا أيضا على حكم بالإعدام، وفي فجر الـ 29 من أغسطس 1966 اقتيد الثلاثة نحو سجن الاستئناف تنفيذا لحكم الإعدام.
إعدام سيد قطب
الشاهد على تلك اللحظات الأخيرة في حياة سيد قطب كان الضابط الشاب في ذلك الوقت فؤاد علام، نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق فيما بعد، ويروي قائلا: 'كانت أول لحظات سيد قطب، على باب سجن الاستنئاف أن أشار إلى رأسه وقال دي اللي فاضله خدوها، ولو خطة نسف القناطر نجحت مكنتوش قدرتم تعملوا اللي بتعملوه'.
وأضاف علام: 'كان القيد الحديدي في إيدي اليمين وإيده هو الشمال وفتح القيد، وتمت إجراءات التسليم والتسلم، وكشف دكتور عليه عشان يتأكد إن مفيهوش أي إصابات، أو مريض لأنه لو مريض بيؤجل تنفيذ الحكم، وبعد ما خلص سئل إذا كان له طلبات فلم يرد، ونودي على الشيخ ليلقنه الشهادة لكنه لم يرد على الشيخ وتمتم بكلمات غير مفهومة'.
وأردف: 'يوسف هواش طلب أن يصلي قبل تنفيذ الإجراءات لكن سيد لم يطلب، وعبدالفتاح إسماعيل كان مرعوبا وانتابته هوسة وهو الوحيد وهما بياخدوه من حجرته مكنش قادر يمشي وكانوا شايلينه'.
ويمثل سيد قطب أحد أبرز وأهم القادة التاريخيين لجماعة الإخوان الإرهابية، والذي تسبب في تلويث أفكار الكثير من الأشخاص وتعبئتهم بالفكر التكفيري.
مسيرة حافلة بالتحولات
وفي رأي الدكتور أسامة الأزهري، أحد علماء الأزهر، إن سيد قطب لو ترك ولم يعدم ومضت السنوات بعد ذلك وهو غارق في فكره التكفيري منعزلا في حالته المنفردة الوحدوية مع استحضار كل ما مر به من تطورات نفسية حادة لاستقرأ هذه الأحوال النفسية المتشنجة الشديدة التطرف والحدة في مواقفها المختلفة، ولربما قادته هذه الحالة إلى الإلحاد.
كانت مسيرة سيد قطب حافلة بالتحولات، وكان من اللحظة الأولى متطرفنا، ومن الصعب النظر له من المشهد الأخير فقط، ولم يكن مشهد إعدامه سوى نهاية لمرحلة من ملراحل التحول والتطرف.
ذاعت أفكار سيد قطب وشرعت للقتل باسم الدين وانتقلت أفكاره من جيل إلى جيل، ومن بلد إلى بلد وأخذت التظيمات التي اعتنقت أفكاره أشكالا مختلفة إلا أنها اشتركت جميعا في التجنيد والحشد ضد الوطن وفكرة الدولة وتمحورت حول التنظيم القائد المخلّص، ومن ثم ضرورة الوصول للحكم، وهو ما أدى إلى الصدام مع الأنظمة والشعوب التي أصبحت بالضرورة كافرة في نظر تلك التنظيمات لأنها تحول دون تطبيق وفرض الحكم الإسلامي وفق مفهومهم.