أصدر دار الإفتاء المصرية، بيانا، اليوم الثلاثاء، بعدما أثار الداعية أمير منير جدلأ واسعا خلال الساعات الماضية، بعد حديثه عن إمكانية أداء عمرة لأحد الأقارب إذا كان متوفى أو عاجز أو مريض، عن طريق تطبيق يسمى تطبيق عمرة البدل نظير مبلغ 4000 جنيه.
وقالت دار الإفتاء: «من المقرَّر أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد شرع العبادات من فرائض ونوافل لمقاصد كبرى، منها تقريبُ العباد إليه سبحانه وتعالى، وتهذيب النفس البشرية.
وأضافت في بيان لها: «ولا بدَّ للإنسان أن يستحضر تلك المقاصد والمعاني أثناء عبادته وتوجُّهه إلى ربه -جل وعلا-، ومن باب التيسير على الأفراد، وبخاصة المرضى وأصحاب الأعذار، نجد أنَّ الشريعة قد أجازت الإنابة في أداء بعض العبادات بشروطٍ معينة.
عمرة البدل
وتابع: «وإذا كنَّا نجد في بعض المذاهب الفقهية جواز الاستئجار على أداء بعض العبادات كالحج والعمرة، فإنَّ الفقهاء كانوا يتكلمون عن حالات فردية لم تتحول إلى ظاهرة، وكذلك لم تتحول إلى وظيفة أو تجارة للبعض يتربَّحون منها، ولم نجد على طول السنين الماضية من تفرَّغ لأداء هذه العبادات مقابل أجر، فضلًا عن أن يصبح وسيطًا (سمسارًا) بين الراغب في العمرة -مثلًا- وبين من سيؤديها عنه، فإن من الأمور اللازمة في الإنابة أن يختار الشخص الصالح الموثوق بأمانته، ولا يتساهل فيجعل عبادته بِيَد من لا يعرف حاله، وهذا لا يحصل بالطبع إذا كان التعامل عبر تطبيقات أو وسطاء كل شغلهم واهتمامهم تحقيق الربح، فهذا مما لا يليق مع شعائر الدين التي قال الله تعالى عنها في كتابه الكريم: {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]».
واختتم البيان: «ما حدث من استهجان واستنكار من عموم الناس لمثل هذه الأفكار المستحدثة لهو دليل على وعي الجمهور ورفضهم لتحويل الشعائر والعبادات إلى وظيفة أو مهنة تؤدَّى بلا روح أو استحضار خشوع، هذا الوعي الجماهيري هو جدار الوقاية الأول للمجتمعات في مواجهة كل ما هو مُستنكَر وخارج عن المألوف».
يذكر أنه تصدر اسم الداعية الإسلامي أمير منير، تريند جوجل خلال الساعات الماضية، على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر فيديو ترويجيًا لأحد التطبيقات، أعلن خلال الفيديو عن فرصة أداء مناسك العمرة عن أحد الأقارب المتوفين مقابل مبلغ قدره 4000 جنيه.
وبرر ذلك بأنه للتسهيل على الناس في ظل غلاء أسعار الطيران والتأشيرات ولوازم إجراء العمرة للراغبين فيها، وأثار الفيديو جدلًا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.