قال الدكتور عباس شراقي، خبير الموارد المائية، إن أضرار الملء الرابع لسد النهضة بدأت في الظهور فعليا، ووصل تأثيرها إلى السودان، مشيرا إلى أن هم هذه الأضرار هو انخفاض منسوب المياه في النيل الأزرق، وجفاف المناطق المحيطة به، في مثل هذا الوقت من العام.
وشدد شراقي على أن فيضان النيل الأزرق المعروف تاريخيا، أصبح أمرا من الماضي بسبب سد النهضة، الذي سيحجز مياه هذا الفيضان في إثيوبيا خلال السنوات المقبلة أيضا.
فيضان النيل الأزرق
وأوضح شراقي أن انتهاء فيضان النيل الأزرق سيؤدي إلى 'إجبار المزارعين السودانيين على تغيير نظام الزراعة الفيضية إلى الزراعة المروية، وإنشاء قنوات ري، ومحطات لرفع المياه، واستخدام أسمدة لتعويض فقدان الطمي في بحيرة سد النهضة، مما يزيد من كلفة الزراعة والعبء على المزارعين'.
وقال شراقي: 'حجم التخزين الرابع كارثي، لأنه تم في عام واحد تخزين 24 مليار متر مكعب، وهو ما يعادل نحو 130% من حصة السودان، و45% من حصة مصر، ورغم مرور المياه الآن أعلى الممر الأوسط للسد، بمعدل 300 مليون م3 يوميا، فإن هذا القدر غير كافٍ لتعويض ملايين المزارعين في السودان، الذين ضاع على معظمهم الموسم الزراعي هذا العام'.
تأثير سد النهضة على مصر
وبالنسبة للموقف في مصر أشار شراقي إلى أن الملء الرابع للسد الإثيوبي، أفقد مصر 24 مليار م3 من الإيراد السنوى، على أن يعود إليها جزء من هذه المياه بعد تشغيل التوربينات على سد النهضة، مضيفا أن الجزء المسترد من المياه يقدر بنحو 12 مليار م3، ما يعني أن مصر فقدت أوليا 24 مليار متر مكعب، وبعد عودة 12 مليار متر مكعب ستكون فقدت 12 مليار متر مكعب'.