اعلان

وائل الدحدوح .. صحفي لم يُكمل تقريره فكانت عائلته الخبر الراكد تحت الأنقاض

وائل الدحدوح
وائل الدحدوح

لحظات كانت هي الفاصلة لتحوّل صوت الصحفي وائل الدحدوح من مقاتل في ميدان المعركة ينقل ويرصد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في ربوع قطاع غزّة، إلى صوت رخيم يمتزج بالأسى والحسرة.

رنّ الهاتف ودارت المحادثة، وانقطع الاتصال بالصحفي وائل الدحدوح على الهواء مباشرةً أثناء إجراءه إحدى التقارير وهو يراسل قناته الجزيرة القطرية التي يعمل بها مُراسلًا، فالقصف الجوي الذي يُجري تقريرا عنه ويسمع دوى صوته، قد أصاب منزل عائلته بوسط قطاع غزة.

مأساة الصحفي وائل الدحدوح

عاش الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح ساعات ثِقال ورغم أنه اعتاد على مشاهد الركام وانتشال الجثامين، إلا أن الوضع يكون أكثر قسوة ورهبة وهو يرى أشلاء ذويه.

فقد الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح زوجته وابنه وأحفاده فهم 9 من عائلته الصغيرة التي انتقلت من شمال قطاع غزّة إلى منازل النصيرات التي زعم العدو الإسرائيلي أنها أماكن آمنة ولا يتم القصف بها.

أول فيديو للمراسل الصحفي وائل دحدوح داخل مستشفى الشفاء لتلقى جثامين أسرته

مكالمة هزّت الصحفي وائل الدحدوح

في اللحظات الأولى التي تلقى فيها وائل الدحدوح خبر استشهاد عائلته، لم يكن ليتوارى عن خوض معركته الجديدة ولكن هذه المرة على أنقاض منزله، ليكشف أوجه العالم القبيح، بعد أن أعطى العالم لإسرائيل حق الفيتو في استعمال القوة واختراق قوانين الحرب، حتى تقتل الصحفيين وأسرهم في ميدان المعركة.

ذهب وائل الدحدوح مسرعا ليجد عائلته المُكفّنة أطفال ونساء مصطافة على جنبات المشفى المنكوب أيضا، فكل شىء هُناك في غزة مُصاب ومنكوب إلا العزيمة.

شهد وائل الدحدوح آثار ابتلاع النيران ما تبقى من جدران احتمت بها أسرته، وأسقف اتخذوها غطاءً للقصف الدامي، هربا من لحظات الرعب التي واجهونها في الشمال، حيث كان يرفض الدحدوح خروجهم من شمال القطاع، إلا أن تراجعه كان خوفا عليهم. لم يكن يعلم أن الاحتلال يرسل رسائله في القصف، تخويف الصحفيين وتكميم الأفواه، وحرق الأرض.

وائل الدحدوح : لن أغادر موقعي في التغطية

«لن أغادر موقعى فى التغطية، إلى أين أذهب ؟ لا مكان آمن فى قطاع غزة ولا أحد آمن من العدوان وغدره ومكره، نحن فوضنا أمرنا إلى الله وسنظل نسير فى طريقنا، نحن فى مهنة صناعة المتاعب وربنا يتقبلهم ويمدنا بالقوة والصبر» .. بكلمات الصبر والقوة أكد وائل الدحدوح لزملائه في قناة الجزيرة أنه مستمر وسيواصل عمله وكشفه جرائم العدوان الإسرائيلى تحت القصف.

أكد وائل الدحدوح أن الركام مازال يأوى أجساد باقي عائلته، ولم تتمكن الأفراد على إزالة الأنقاض كافة لانتشال باقي الجثامين، في سيناريو متكرر يوميا ليس فقط في مخيم النصيرات، ولكن في كافة أرجاء القطاع.

وكشف وائل الدحدوح أن الأهالي في غزة يتم الغدر بهم فهم يتوجهون إلى حيث يدلهم الإحتلال، لم يعلموا أن الموت ينتظرهم. وأنه لا ملجأ ولا أمان اليوم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً