خلص تقرير نشرته صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأحد، إلى أن الخيارات المتاحة في غزة 'ليست جيدة' بالنسبة لإسرائيل خاصة بعد الهجوم المباغت الذي أصاب إسرائيل بحالة من الصدمة . وتشير صحيفة وول ستريت جورنال إلى إن معاقبة المسؤولين عن العنف يعتبرها كثيرون في إسرائيل أكثر أهمية من معرفة ما سيحدث بعد حماس. لكن لا يزال يتعين على القادة الإسرائيليين أن يجيبوا على سؤال مهم آخر: ماذا بعد إنهاء حكم حماس؟ وتنقل الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين، أنه لا توجد بدائل جيدة، إذ تتراوح الاحتمالات بين إعادة احتلال عسكري إسرائيلي مباشر لغزة، أو الانسحاب الكامل بعد الحرب والسماح للفلسطينيين بمعرفة الأمر بأنفسهم.
إسرائيل ترد بأعنف قصف على الإطلاق على قطاع غزة
وردت إسرائيل بأعنف قصف على الإطلاق على قطاع غزة وفرض الحصار الكامل على الجيب الساحلي الذي يقطنه 2.2 مليون وتدمير جزء كبير من بنيته التحتية.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو إلى انعقاد حكومة الطوارئ الموسعة في إسرائيل للمرة الأولى، الأحد قائلا إن الوحدة الوطنية التي ظهرت بعثت برسالة في الداخل والخارج بينما تستعد البلاد 'لتمزيق حماس' في غزة.
ويلخص تقرير الصحيفة الخيارات الممكنة إذا تمت الإطاحة بحماس فعليا، وأحدها يتلخص في أن ترسل إسرائيل قواتها لإعادة احتلال قطاع غزة، كما فعلت حتى عام 2005. وسيطرت إسرائيل على قطاع غزة لعقود من الزمن بعد أن استولت عليه من مصر خلال حرب الأيام الستة عام 1967. وتخلت عن السيطرة السياسية على القطاع للفلسطينيين في التسعينيات، ثم سحبت كل قواتها العسكرية وآلاف المستوطنين في عام 2005.
لكن إسرائيل لا ترغب في إرسال قوات عسكرية مرة أخرى لفرض حكم عسكري على قطاع غزة، بحسب ناغل. ونقلت الصحيفة عن محللين أن احتلال غزة مجددا يعني أن إسرائيل ستكون مسؤولة عن 2.2 مليون شخص، 'معظمهم فقراء للغاية، وبالطبع سيكون هناك الكثير من المقاومة. لا أعتقد أن إسرائيل تريد إعادة خلق هذا الوضع'.
أما السيناريو الآخر، فهو أن تنسحب إسرائيل من القطاع بعد 'سحق حماس'، والسماح للفلسطينيين بمعرفة ما سيحدث بعد ذلك. لكن هذا الخيار يأتي مصحوبا بمجموعة من التحديات، إذ أنه قد يمهد الطريق أمام مزيد من القوى المتطرفة لملء فراغ السلطة. وفي ظل هذا السيناريو، ستنفصل إسرائيل عن قطاع غزة، بحسب ياكوف أميدرور، وهو مستشار سابق آخر للأمن القومي لنتانياهو. وأوضح للصيفة قوله: 'على عكس الماضي، لن نقدم أي شيء للفلسطينيين في قطاع غزة، وسيتعين عليهم الاعتناء بأنفسهم. لن يكون لإسرائيل سوى علاقة واحدة مع قطاع غزة: منع أي شخص من بناء أي قدرة عسكرية هناك'.
أما السيناريو الثالث، فهو أن تقوم إسرائيل بتمهيد الطريق لعودة السلطة الفلسطينية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تحكم الضفة الغربية. وقال كوبي ماروم، العقيد المتقاعد وخبير الأمن القومي في تصريح لوول ستريت جورنال: 'سيكون ذلك في مصلحة إسرائيل. إن خيار سيطرة السلطة الفلسطينية على غزة أفضل بكثير من سيطرة جنودنا على 2.2 مليون شخص. نحن لسنا مهتمين بالتمسك بتلك المنطقة. كل ما نريده هو وضع هادئ لشعبنا'.
لكن السلطة الفلسطينية الضعيفة، ومقرها مدينة رام الله بالضفة الغربية على بعد 50 ميلا (أكثر من 80 كيلو مترا)، لم تعد منذ طردها من غزة على يد مقاتلي حماس في عام 2007. وهناك شكوك من أن تتمكن من العودة خاصة أنها لا تحظى بشعبية بين الفلسطينيين في الضفة حيث تشتهر بالفساد وبأنها غير فعالة.
الاحتمال الرابع، هو أن تقوم قوة حفظ سلام دولية بالسيطرة على غزة، على الأقل مؤقتا. ولكن ليس من الواضح الدول التي ستكون مستعدة لإرسال عدد كبير من القوات للمساعدة في تحقيق الاستقرار في غزة التي مزقتها الحرب. الاحتمال الأخير، وهو السيناريو الذي يصبح فيه الوضع الإنساني في غزة سيئا للغاية، مما يدفع المدنيين إلى الفرار بأعداد كبيرة إلى مصر المجاورة.
كما اشارت وول ستريت جورنال إلى دعوات من داخل إسرائيل تدعوا الفلسطينيين إلى التوجه جنوبا وعبور الحدود إلى مصر. ولا تريد مصر ولا حماس أن يهرب الفلسطينيون عبر الحدود. ويقول بعض السكان إنهم لن يغادروا إذ تعيد تلك الأحداث التي يعيشونها الآن لذاكرتهم ما حدث وقت 'النكبة' عام 1948 عندما أجبر كثير من الفلسطينيين على ترك منازلهم خلال الحرب في وقت تزامن مع قيام دولة إسرائيل.