يحل اليوم الأحد الموافق 28 من أبريل 2024 ذكرى ميلاد صدام حسين، حيث إنه ولد يوم 28 من أبريل 1937، وكان الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي، كما كان يتقلد منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة العراقية خلال الفترة 1979 حتى 2003، ونائب رئيس جمهورية العراق، وعضو القيادة القُطرية ورئيس مكتب الأمن القومي العراقي بحزب البعث العربي الاشتراكي، وأُعدم شنق في بغداد، 31 ديسمبر 2006، وهو خامس رئيس لجمهورية العراق.
أسباب تخلد صدام حسين حتى اليوم
ويعد الزعيم العربي الأكثر تداولاً وجدلا على المستوى الشعبي أو الرسمي، حيث إنه بعد أكثر من عقد على رحيله، فما زال يذكر اسم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وتنقسم حوله الآراء بين مؤيدٍ ومعارض؛ وفقا لفترة حكمه و'كاريزمته'.
أجرى صدام حسين منذ أن وصل لمنصب نائب الرئيس إصلاحات واسعة شملت كل المجالات وحقق استقرارًا ونهضة في جمهورية العراق والعالم، استمر ذلك بتأييدٍ من كل فئات المجتمع إلى أن بدأ الجدل يدخل حيز التقييم الشعبي والدولي المثير للجدل تجاهه مع توليه السلطة عام 1979، واعتزال الرئيس البكر، ومن هذه الأسباب أن كان مصدره الشكوك التي دارت حول عزل صدام للرئيس البكر؛ جرّاء التقارب مع نظام حافظ الأسد في نهاية فترة حكم البكر والذي كان سينتهي بالوحدة بين البلدين، تلك الوحدة التي لم يطمئن لها صدام حسين؛ كانت لشكوكه بمحاولاتٍ للتشويش على النهج القومي الذي يتبعه حزب البعث العراقي، بمبادئ حزب البعث السوري، ورؤية صدام حسين بعدم تآلف النظام العراقي مع السوري، ذلك من وجهة نظر مؤيدي صدام حسين، أما وجهة النظر الأخرى فترى بأن صدام أحس بمحاولة لعزله عن السلطة قبل أن يصلها، فسارع بنسف التفاهمات العراقية-السورية وإزاحة البكر عن رأس السلطة ليبقى مسيطراً على النظام.
أسباب الحرب التي شنها صدام حسين على إيران
وكانت الحرب التي بادر صدام بشنها على إيران لحسم التجاوزات الإيرانية التي أضرت بالعراق، وعادت بنصر للعراق على إيران مع عواقب وخيمة على الطرفين، إلى جانب الغربلة التي أحدثها صدام بعناصر حزب البعث في أول يومٍ له كرئيس للعراق، بتهم العمالة والتآمر على نظام الحكم، رغم الجدل الذي ظهر بعد تسلم صدام للسلطة، ألا أن التأييد كان لا زال الأكبر، ومسيرة الإصلاح مستمرة في كل أرجاء الدولة العراقية.
وقامت الثورة في إيران بقيادة الخميني؛ في وقت تسلم صدام مقاليد حكم العراق، وحث على مبدأ 'تصدير الثورة' للعمل على بسط النفوذ والسيطرة الإيرانية على المنطقة العربية والمناطق الأخرى المجاورة لإيران في محاولةٍ لإعادة هيبة الإمبراطورية الفارسية، وداعياً إلى العمل على إسقاط النظام العراقي المضاد لمشروع التوسع الإيراني، وكان نظام صدام حسين وبدعم من الدول العربية؛ سداً منيعاً أمام خطط إيران، وأصبح رادعاً له حتى نهاية حكمه، وحسم الأمر بشن الحرب على إيران للحد من اعتداءات إيران وتجاوزاتها تجاه العراق.
كانت شخصية الرئيس صدام حسين جذابة تتماشى مع خطابه العروبي وفعله النهضوي في العراق، مما كان له الأثر الأكبر في جلب المحبين والمؤيديين من العراقيين والعرب حول صدام، فتميزت شخصيته بالعزيمة والشهامة، إلى جانب التزامه بالأناقة واللباقة التي تزين القبضة الحديدة، حيث أبرز صدام نفسه ونظامه والعراق ككل بالسد المنيع أيضاً تجاه التطبيع مع الاحتلال وبالمدافعين في الخط الأول عن القضية الفلسطينية، وتأكيداً لموقفه فلقد أمر بقصف 'تل أبيب'بـ 39 صاروخاً بعد اليوم الأول لعدوان التحالف الدولي على العراق في العام 1991.
أسباب عداء أمريكا لنظام صدام حسين
ورغم تحالف أمريكا مع العراق في الحرب ضد إيران خلال تلك الفترة، لكن صدام سعى بكل جهد لإبقاء العلاقات ندية بين البلدين، رافضاً للهيمنة الأمريكية ومنظراً للقومية والوحدة والنهضة العربية، مما أدى إلى تدهور العلاقات مع أمريكا ما بعد الحرب العراقية-الإيرانية، وحرصت أمريكا على مصالحها في الخليج وتصدت بحملة دولية للوقوف في وجه النظام العراقي وتحرير الكويت بعد احتلالها من نظام صدام، والذي اعتزر للشعب الكويتي مبررا له بوجود تحشيدات عسكرية أمريكية في الكويت تخطط لمهاجمة العراق.
صار العداء واقعاً فعلياً ما بين العراق وأمريكا ما بعد حرب الخليج الثانية، ليُفرضَ الحصار على العراق بعد ذلك وصولاً إلى 'أم المعارك' التي احتلت فيها الولايات المتحدة العراق نتيجة لمعاداة نظام صدام لها، ولقد ظل نظام صدام مصراً على نيل استقلالٍ تام ومحاولة بناء قوةٍ رادعةٍ، منادياً بـ 'عاشت الأمة.. عاش العراق.. عاشت فلسطين'. وكان في ذلك رمزية للمواطن العربي؛ بأن صدام حسين توفي على أيدي أمريكا 'الشيطان الأكبر' كما ألفها الذهن العربي خصوصاً بعد الحرب على العراق عام 2003.