تحولت أنظار العالم خلال الساعات القليلة الماضية إلى إيران؛ بعد حادث سقوط الطائرة التي كانت يستقلها الرئيس الإيراني ووزير خارجيته في حادث تحطم مروحية شمال شرق البلاد، مساء أمس الأحد.
حيث أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم الإثنين، وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين عبد اللهيان في حادث الهليكوبتر، التي كانت تقلهما لدى عبورها منطقة جبلية وسط ضباب كثيف.
وجاء الحادث بالنسبة لـ إسرائيل كـ'الحجر الذي ضرب عصفورين في توقيت واحد'، حيث قد يتسبب في اضطرابات داخلية في إيران بعد فراغ أهم المناصب السياسية في البلاد كرئيس الجمهورية ووزير الخارجية؛ خاصة في ظل احتدام الأوضاع الاقتصادية واحتقان الشارع في ظل العقوبات المفروضة على طهران منذ عدة سنوات.
والعصفور الآخر، هو الثأر الإسرائيلي من القيادة السياسية الإيرانية؛ بعد الهجوم الأخير الذي شنته ظهران على تل أبيب بالصواريخ والطائرات المسيرة؛ الأمر الذي يضع تل أبيب في دائرة الشك الأولى حال ما أسفرت التحقيقات عن مفاجأة حول أسباب سقوط الطائرة التي كانت تحمل رأس السلطة السياسية في البلاد.
وفي هذا الصدد قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه ليس هناك ما يؤكد أن سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته عملية مدبرة، مشيرا إلى أن الأمر يتوقف على التحقيقات الإيرانية حول أسباب وملابسات الحادث، إضافة إلى تشريح الجثامين الخاصة بمن كانوا على متن الطائرة.
حليمة: الطائرة التي كان يستقلها الرئيس الإيراني من طراز قديم
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أنه يقال بأن الطائرة التي كان يستقلها الرئيس الإيراني ووزير خارجية بلاده كانت من طراز قديم؛ إضافة إلى أن المنطقة التي سقطت فيها منطقة ذات تضاريس وعرة مع وجود ضباب وطقس سيئ.
حليمة: إسرائيل سوف تستفيد حتى ولو بشكل مؤقت من الحادث الإيراني
وحول مكاسب إسرائيل من الحادث، قال 'حليمة'، إن إسرائيل سوف تستفيد حتى ولو بشكل مؤقت من الحادث الإيراني، مشيرًا إلى أن إيران داعم كبير للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة؛ إضافة إلى كونها المحرك الرئيسي للجماعات التي تهاجم إسرائيل سواء حزب الله اللبناني أو جماعة أنصار الله الحوثي باليمن، أو غيرها من الجماعات بالعراق وسوريا.
وتابع، أن استفادة تل أبيب وإن لم تكن كبيرة لكنها سوف تستمر حتى تشكيل البيت السياسي الداخلي الإيراني، مؤكدا أن تغييرا جذريا في سياسات إيران الخارجية لن يحدث؛ كونها تخضع إلى مؤسسات ودستور تنظم المناصب حال غياب رئيس البلاد، إضافة إلى سلطة المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
وحول اتهامات وزير الخارجية الإيراني الأسبق جواد ظريف، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن إيران تحاول إيجاد مبرر للحادث الذي وقع بسبب طائرة قديمة؛ في ظل استطاعة إيران شراء طائرات حديثة من الصين أو روسيا أو حتى كوريا الشمالية، إضافة إلى إمكانية عملها على تطوير هذا النوع من الطائرات.
وأشار إلى أن إيران عملت على تطوير العديد من الأسلحة، كالصواريخ والطائرات المسيرة وغيرها، ولم تتجه إلى تطوير هذا النوع من الطائرات.
ظريف يتهم أمريكا في سقوط مروحية الرئيس الإيراني
وكان قد اتهام وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، الولايات المتحدة الأميركية بأنها هي المتسببة في سقوط مروحية الرئيس الإيراني لأنها فرضت عقوبات على قطاع الطيران في إيران ومنعت إدخال قطع تحديث الطائرات. حسب وكالة الأنباء الإيرانية.
وجاء اتهام ظريف لكون الولايات المتحدة تفرض عقوبات على إيران، يمنعها من استيراد الطائرات، وقطع الغيار والصيانة للطائرات، ومن بينها المروحية أميركية الصنع التي كان يستقلها رئيسي، وهي من طراز بيل-212.
وقال إنه على الرغم من كل هذه الصعوبات، إلا أن الشعب الإيراني وقف إلى جانب النظام والثورة في الظروف الخاصة التي تمر بها البلاد، مؤكدا على أن الأوضاع ستتحسن وسيتفهم الشعب الظروف الأفضل.