شاركت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، في الملتقى الأول لاتحاد شباب المصريين بالخارج، تحت عنوان 'مكافحة الهجرة غير الشرعية وتأهيل الشباب المصري لسوق العمل'.
حضر الحدث الدكتور محمود حسين، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب ورئيس الاتحاد والملتقى، والمهندس أحمد عصام، نائب محافظ الإسماعيلية، بالإضافة إلى نواب البرلمان والشيوخ وكبار الشخصيات العامة ورجال الأعمال بالمحافظة.
مكافحة الهجرة غير الشرعية وتأهيل الشباب المصري لسوق العمل
نظم الملتقى اتحاد شباب المصريين بالخارج برعاية وزارتي 'الهجرة والشباب والرياضة'، واستمر في الفترة من 23 إلى 26 مايو الحالي في بيت شباب الإسماعيلية.
في بداية كلمتها، أعربت السفيرة سها جندي عن سعادتها بالحضور والمشاركة في الملتقى الأول لاتحاد شباب المصريين بالخارج، وقدمت الشكر للدكتور محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب ورئيس اتحاد المصريين بالخارج على الجهود الكبيرة في تنظيم هذا الحدث بالتعاون المشترك.
أشادت بالدعم المستمر من لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب وحرصها الدائم على التعاون مع وزارة الهجرة لإعداد أجيال من الشباب قادرة على المشاركة في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للدولة، وتنمية روح الولاء والانتماء لدى الشباب داخل وخارج الجمهورية.
أكدت وزيرة الهجرة حرصها الشديد على حضور هذا الملتقى المهم، الذي يأتي لدعم الجهود المبذولة في مكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال التوعية وتعزيز جهود التدريب لتوفير البدائل الآمنة للشباب بدلاً من اللجوء إلى هذا النوع من الهجرة.
وتتماشى هذه الجهود مع أهداف المبادرة الرئاسية 'مراكب النجاة' التي تسعى الوزارة لتنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع من خلال عمليات التأهيل والتدريب للشباب لدخول سوق العمل المحلية والأجنبية وفق أعلى المعايير.
وأشارت الوزيرة إلى الجهود المبذولة في مكافحة الهجرة غير الشرعية في إطار 'مراكب النجاة'، التي تم تكليفها بها من قبل رئيس الجمهورية في ختام منتدى شباب العالم ٢٠١٩.
مكافحة الهجرة غير الشرعية
وأكدت أنه يتم حالياً العمل على استكمال تنفيذ المرحلة الجديدة من المبادرة، التي تجمع بين توعية وتدريب الفئات الأكثر احتياجاً من خلال برامج وحملات لتعريفهم بمخاطر الهجرة غير الشرعية والبدائل الآمنة.
وتشمل هذه المرحلة 14 محافظة من المحافظات الأكثر توجهاً للهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى توفير برامج التدريب والتأهيل لسوق العمل المحلي والأجنبي وريادة الأعمال.
وتقوم الوزارة أيضاً بتنفيذ زيارات ميدانية وحملات توعية للأمهات والقُصّر في تلك المحافظات بشكل دوري.
أشارت وزيرة الهجرة إلى أنها رئست أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة لمناقشة آليات عمل اللجنة في المستقبل، وفقًا لقانون الهجرة ورعاية المصريين في الخارج رقم 111 لسنة 1983 وقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1399 لسنة 2004.
شارك في الاجتماع 27 مسؤولًا كبيرًا من 14 وزارة وجهة، بما في ذلك وزارات الأمن القومي.
تهدف اللجنة إلى دراسة إنشاء مراكز تدريب متخصصة للراغبين في الهجرة في مجالات متعددة، بالإضافة إلى تنظيم دورات تأهيلية وتوفير مواد ثقافية وإعلامية تربط المصريين بالخارج بوطنهم وتحافظ على هويتهم.
وأوضحت السفيرة سها جندي أن العدوى هي العامل الرئيسي وراء ظاهرة الهجرة غير الشرعية في القرى المصدرة لهذه الظاهرة، لذا، لا يكفي التوعية فحسب في مكافحة الهجرة غير الشرعية، بل يجب إيجاد بدائل للهجرة غير الشرعية وفرص عمل بديلة وتحسين مستوى المعيشة للفئات الأكثر احتياجًا في تلك القرى.
إنشاء مراكز تدريب متخصصة للراغبين في الهجرة
وأشارت إلى أن أحد أدوات وزارة الهجرة لمكافحة الهجرة غير الشرعية هو المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، الذي نجح في تقديم خدماته لحوالي 29845 شخصًا خلال الفترة من 2021 إلى 2023، تشمل هذه الخدمات التدريب على ريادة الأعمال وتطوير المشروعات الصغيرة، ومهارات التوظيف والإرشاد المهني، وتدريب البرمجة BACK-END، وتدريبات حرف يدوية، وتدريب المبيعات SALES، وجلسات استشارية حول كيفية الحصول على فرص عمل في ألمانيا للمؤهلات الفنية، وغيرها من التدريبات.
قامت السفيرة سها جندي بتنفيذ 42 حملة طرق أبواب في 185 قرية بالمحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية، بهدف توعية الشباب والأسر.
وقد استفاد من هذه الحملات ما يقرب من 19,370 شخصًا. كما تم تأهيل وتدريب الشباب والفتيات في هذه القرى وفق احتياجات سوق العمل الأوروبية والمحلية، من خلال برامج تدريبية مكثفة بإجمالي 29,845 خدمة و 28,762 مستفيدًا، بالإضافة إلى توفير 350 فرصة عمل بالخارج، وتقديم خدمات لـ 4,980 فتاة.
بتنفيذ 42 حملة طرق أبواب في 185 قرية بالمحافظات
وأشارت وزيرة الهجرة إلى تنفيذ عدة قوافل طبية في المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، وخاصة مؤسستي صناع الخير وراعي مصر، بهدف تقديم الرعاية الصحية للقرى الأكثر احتياجًا.
وتم التعاون مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتقديم تسهيلات للشباب لإنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة كبديل عن الهجرة غير الشرعية.
وتم تنفيذ مبادرة 'مراكب النجاة' في 14 محافظة مختلفة، بالإضافة إلى تصميم تدريبات للشباب لبدء مشروعات صغيرة تسهم في تنمية المجتمعات المحلية.
وجهت وزيرة الهجرة نصائحها للشباب بعدم اختيار الهجرة غير الشرعية، وبدلاً من ذلك البحث عن الفرص التي توفرها الدولة المصرية من فرص عمل وتدريب مهمة للشباب. كما شددت على أهمية مواكبة احتياجات الأسواق العالمية في مجالات البرمجة ولغة الآلة وعلوم الذكاء الاصطناعي، التي يمكن تعلمها بشكل شبه مجاني.
تنفيذ مبادرة "مراكب النجاة" في 14 محافظة مختلفة
وفي نهاية كلمتها، أكدت أنه بالرغم من التحديات التي نواجهها، سنعمل معًا بصدق وبجد لبناء مستقبل أفضل لأبنائنا والأجيال القادمة. وأشارت إلى أن الشباب هم الأمل الذي تبني عليه الدولة أحلامها، وأننا جميعًا على ثقة في قدرات المصريين وبالإرادة سنتجاوز التحديات.
من جانبه، عبّر الدكتور محمود حسين رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، ورئيس اتحاد شباب المصريين بالخارج والملتقى، عن سعادته بحضور ومشاركة وزيرة الهجرة في أولى ملتقيات الاتحاد. وقدم شكره الكبير للوزيرة على جهودها المضنية في خدمة المصريين بالخارج، مشيدًا بتفانيها وعملها الدؤوب في هذا المجال.
أكد الدكتور محمود حسين أن الملتقى يأتي في إطار خطة الدولة لمواجهة الهجرة غير الشرعية، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حيث تلتزم مصر بمكافحة هذه الظاهرة.
يسعى الاتحاد لدعم جهود القيادة السياسية التي نجحت في وقف تدفقات الهجرة من السواحل المصرية منذ عام 2016، بالإضافة إلى استضافة 9 ملايين أجنبي في مصر، حيث يتمتعون بالخدمات الاجتماعية والصحية على قدم المساواة مع المصريين.
وأشار إلى أن الملتقى يسلط الضوء على أهمية تأهيل وتدريب الشباب الراغب في الهجرة، وذلك من خلال إنشاء مراكز للتأهيل والتدريب للعمالة الراغبة في الهجرة، بالتنسيق مع الدول المضيفة، حيث يتم توفير التدريب وفقًا لاحتياجات سوق العمل في تلك الدول.
كما يتم تنظيم وحدات تدريب متنقلة في القرى التي تشهد أعلى معدلات هجرة، برعاية الوزارات المعنية وبالتعاون مع اتحاد شباب المصريين بالخارج.
أثنى رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب على الجهود المبذولة من قبل وزارة الهجرة في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، بقيادة الوزيرة سها الجندي، وأشاد بنجاحها الكبير في تنفيذ العديد من المبادرات، بما في ذلك مبادرة 'مراكب النجاة' التي تهدف إلى توعية الناس بمخاطر الهجرة غير الشرعية.
وأكد أهمية التعاون والتنسيق بين الوزارة والجهات المعنية الأخرى، سواء كانت وزارات حكومية أو منظمات دولية، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة في هذا المجال.
الإنجازات الكبيرة التي حققتها السفيرة سها الجندي
من جانبه، أشاد النائب عمرو هندي عضو مجلس النواب عن المصريين بالخارج بالإنجازات الكبيرة التي حققتها السفيرة سها الجندي، بما في ذلك مبادرة 'سيارات المصريين بالخارج' ومبادرة الإعفاء من الخدمة العسكرية للشباب المصريين بالخارج. ووصف هذه الإنجازات بأنها تمثل حلماً لكل مصري يعيش خارج البلاد.
أكد النائب أحمد عثمان عضو مجلس النواب أن الجميع يدركون المسئولية تجاه الأجيال الجديدة والشباب، وضرورة استغلال طاقاتهم وتوفير التدريبات اللازمة لهم بعد التعليم لتطوير مواهبهم وقدراتهم الكبيرة، حتى يتمكنوا من الانضمام إلى سوق العمل وتحقيق تقدم كبير في التنمية. فمصر بحاجة إلى قوى عاملة مدربة وفقًا للمعايير العالمية لكي نتمكن من مواكبة التقدم.
وفتحت الندوة الافتتاحية باب النقاش والأسئلة للشباب الحاضرين، حيث تلقت معالي السفيرة عددًا من الأسئلة، بما في ذلك سؤال حول التدريبات المتاحة في مجالات مختلفة وأهمية إدراج مجال المساحة فيها.
وأجابت الوزيرة بأنها تعمل على توسيع نطاق التدريبات التي يقدمها المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج، وأشارت إلى اهتمام العديد من الدول الأخرى مثل إيطاليا والسعودية بتنفيذ مراكز تدريب مماثلة.
وهذا سيتيح الفرصة لإضافة تخصصات جديدة ضمن برامج التدريب المتخصصة التي يقدمها المركز، بالإضافة إلى المركز الوطني للهجرة الذي تعمل عليه وزارة الهجرة بالتعاون مع الجهات المختصة والذي سيصبح مظلة وطنية لجميع الجهود في هذا المجال.
وبخصوص فرص العمل والعقود التي تقدم للأطباء المصريين للعمل في الخارج، أكدت الوزيرة أن الأطباء المصريين طبيبون مميزون ومطلوبون في مختلف المؤسسات والهيئات الطبية في العديد من الدول.
وأشارت إلى أهمية فحص وتدقيق عقود العمل التي ترد من الخارج لضمان صحتها وحقوق الراغبين في الهجرة.
وفي إجابتها على سؤال آخر حول عدد اللاجئين في مصر، أوضحت وزيرة الهجرة أن عدد اللاجئين في مصر يقدر بحوالي 9 ملايين من مختلف الدول.
وأكدت أن مصر ستظل مستعدة لاستقبال أي شخص يلجأ إليها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
