ads

مجدي حمزة: العنف في المدارس مرآة لانهيار القيم المجتمعية

الدكتور مجدي حمزة الخبير التعليمي
الدكتور مجدي حمزة الخبير التعليمي

ازدادت مظاهر العنف داخل المدارس في الأونة الأخيرة بشكل ملحوظ، حيث تعدى مدير مدرسة بعض طالب في أذنه، وآخر تعدى على طالبتان بالضرب، مما ولد تساؤلات عدة حول أسباب زيادة ظاهرة العنف في المدارس؟

ومن أبرز تلك الاعتداءات، تعدي مدير مدرسة على طالب بمحافظة كفر الشيخ، حيث أوضحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه تم انتقال مديرة الإدارة التعليمية ببلطيم وبرفقتها لجنة من المتابعة و أمن الإدارة الى مدرسة الربع الإعدادية المشتركة فورا وتبين أن الواقعة حدثت خارج سور المدرسة، حيث اعتدى مدير المدرسة على الطالب بالضرب، وأحدث به إصابات "جرح خلف الأذن" واصطحبه إلى داخل المدرسة واحتجزه بمكتب المدير.

وأضافت الوزارة، أنه تم تسليم الطالب المذكور للشرطة بناء على بلاغ من مدير المدرسة محمد شوقي العباسي، وانتقلت مدير الإدارة التعليمية ببلطيم إلى قسم الشرطة لإنهاء احتجاز الطالب، وتسليمه الى ولي أمره، وبناءا على تعليمات مدير مديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ تم استبعاد مدير مدرسة الربع الإعدادية المشتركة إلى إدارة بلطيم التعليمية لحين الانتهاء من التحقيق معه، وتم إحالة الواقعة بكل تفاصيلها للتحقيق في الشئون القانونية.

تعدى مدير مدرسة على طالبتين بالبحيرة

أمرت النيابة الإدارية بإيتاي البارود بإحالة مدير إحدى المدارس الثانوية الفنية بنات بالبحيرة، والمشرف العام، ومسئول الأمن بالمدرسة، للمحاكمة التأديبية العاجلة، وذلك على خلفية قيام الأول بالتعدي بالضرب على طالبتين بالمدرسة ومخالفات أخرى.

وكلفت النيابة الجهة الإدارية باتخاذ إجراءات عاجلة، شملت عرض أمر الطالبتين على لجنة الحماية المدرسية بإدارة شبراخيت التعليمية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات تأديبية رادعة حيال ما صدر منهما من سلوك غير لائق داخل المدرسة وفقًا للائحة التحفيز التربوي والانضباط المدرسي.

كما كلفت إحدى السيدات من العاملات بالمدارس للعمل كمشرفات أمن والاضطلاع بمسئولية تنفيذ بنود لائحة التحفيز التربوي والانضباط المدرسي بحظر حمل الطالبات للهواتف المحمولة أو التصوير داخل المدرسة.

واتخاذ ما يلزم بشأن قرار الوقف الصادر للمتهم الأول لانتهاء التحقيقات وصدور أمر الإحالة، إضافة إلى التنبيه على القائمين على العملية التعليمية بضرورة الالتزام بحظر استخدام العنف بالمدارس، وتطبيق التعليمات ذات الصلة على المخالفات الطلابية حال حدوثها.

وفي هذا السياق، علق الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، على ظاهرة العنف داخل المدارس، مؤكداً أن العنف أصبح سمة بارزة في المجتمع المصري ككل، والمدارس ليست سوى جزء من هذا المجتمع.

وأشار إلى أن أشكال العنف داخل فناء المدرسة تعددت، سواء من قبل المديرين تجاه الطلاب أو العكس، مرجعًا ذلك إلى غياب القيم الدينية، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية للتوجهات الفنية التي تتعمد نشر ثقافة العنف، من خلال المسلسلات والدراما والأفلام وبعض الرياضات العنيفة، وهو ما انعكس بدوره على سلوكيات الطلاب.

وأضاف حمزة، في تصريحات خاصة لـ«أهل مصر»، أن الطلاب كانوا بعيدين عن المدارس لفترة طويلة، وبعد عودتهم بأعداد كبيرة خوفًا من تأثير أعمال السنة وفقًا لقرارات وزارة التربية والتعليم، لم يجدوا وسيلة لتفريغ الطاقة والعنف المكبوت إلا في التعامل مع بعضهم البعض، خاصة في ظل غياب الوعي الكافي لدى الوزارة بالتعامل مع هذه العودة المكثفة.

وأوضح أن مديري المدارس والمعلمين لم يتم تأهيلهم نفسيًا وتربويًا للتعامل مع الطلاب، مما جعل بعضهم جزءًا من المشكلة، بدلاً من أن يكونوا جزءًا من الحل.

وانتقد حمزة أسلوب اختيار مديري المدارس، مشيرًا إلى أنه في كثير من الأحيان لا يعتمد على الكفاءة، بل على المحسوبية.

كما أشار إلى أن لائحة الانضباط المدرسي الحالية غير كافية، ولا تُعد رادعة أو فعالة في تقويم سلوكيات الطلاب، مما يؤدي إلى تفاقم ظواهر العنف داخل المدارس.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن المعلم فقد سلطة اتخاذ القرار داخل المدرسة، وهو ما أدى إلى تراجع هيبته في أعين الطلاب، وجعلهم يتمادون في سلوكياتهم العنيفة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً