شهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، صباح اليوم، احتفال جمهورية مصر العربية بذكرى المولد النبوى الشريف، الذى أُقيم بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، وذلك بحضور كل من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء؛ وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف؛ والدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف؛ والدكتور نظير محمد عياد، مفتى جمهورية مصر العربية؛ إلى جانب رئيسى مجلسى النواب والشيوخ، وعدد من السادة الوزراء وكبار رجال الدولة.
وجاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف كالآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الإمام الأكبر.. شيخ الأزهر الشريف،
العلماء والأئمة الأجلاء.. السيدات والسادة،
﴿السلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾
نجتمع اليوم، لاحتفال عظيم القدر، يأتي كل عام بالبهجة والسرور، على كل شعوب الأمتين العربية والإسلامية، وهو ذكرى ميلاد سيدنا محمد ﴿صلى الله عليه وسلم﴾، الذي قال الله تعالى فيه: ﴿ومـــــــا أرســـــــلناك إلا رحمــــــة للعــــــالمين﴾ وإذا كان هذا هو شأن المولد النبوي الشريف في كل عام، فكيف باحتفالنا اليوم، الذي يشهد خصوصية نادرة، وهي أنه احتفال بمرور ألف وخمسمائة عام، على مولده الشريف ﴿صلى الله عليه وسلم﴾، فنحن نشهد اليوم مئوية محمدية، لا تتكرر إلا بعد مئة سنة من اليوم.
إن احتفالنا بالمولد النبوي الشريف، يمثل فرصة عظيمة، لإحياء منظومة القيم والأخلاق المحمدية، التي وصفها الله تعالى بقوله: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾، حتى يكون احتفالنا بالمولد النبوي الشريف، انطلاقًا حقيقيًا ومتجددًا؛ لتجديد منظومة الأخلاق في كل مفاصل الحياة من إكرام الطفولة والعناية بها واكتشاف مواهبها، ومن إكرام المرأة والبر بها وجبر خاطرها، ومن الصدق في القول والفعل، ومن الأمانة والوفـاء ومن مواجهة كل صور الحزن والقنوط واليأس، ومن المواجهة الجسورة لكل صور الغلو والتطرف والعنف والإرهاب ومن بعث الهمم في القلوب للعمران، ومن العناية بالعلم والبحث العلمي في كافة ميادينه ومجالاته ومن الوفاء للوطن والحفاظ عليه، والاستعداد للموت والشهادة في سبيل حمايته، والسعي في جمع شمل كل أبنائـه على الخير والنجاح ومــــن الصبر على الأذى والصفح عنه ومن صناعة الحضارة وبناء المؤسسات وتشغيل كل الطاقات، ومن إدارة علاقات دولية مستقرة وموزونة ومتجردة هكذا كان شأن سيدنا محمد ﴿ صلى الله عليه وسلم ﴾، وهكذا ينبغي أن يكون احتفالنا بيوم مولده الشريف، وهكذا ينبغي أن نترجم حبنا لمقامه العظيم ﴿صلى الله عليه وسلم﴾، إلى برامج عمل منيرة بنور الإيمان والحب لله ولرسوله، تقوم بترشيد واقعنا المعاصر وتنير له الطريق، حتى يكون حبنا له ﴿صلى الله عليه وسلم﴾، محركًا وباعثًا لتحقيق مقاصد شرعه الشريف، ودينه السمح الحنيف.
إن الدولة المصرية، وهي تحتفل اليوم، بألف وخمسمائة سنة من ذكرى مولده الشريف ﴿صلى الله عليه وسلم﴾، لتعقد العزم على المضي قدمًا، في تحفيز كافة مؤسسات الدولة؛ سواء الدينية أو التعليمية أو الإعلامية وغيرها، على الانطلاق بقوة، نحو منظومة القيم الأخلاقية الرفيعة، التي تبنى الإنسان على الفكر والعلم والإبداع من ناحية، مع الارتباط الصادق بالله ﴿جل جلاله﴾ من ناحية أخرى.
وقبل ختام كلمتي، أطمئن الشعب المصري العظيم، على يقظتنا وإدراكنا، لما يدور حولنا ويحاك ضدنا، ووقوفنا في مواجهة التحديات بإجراءات مدروسة واثقين في عون الله تعالى، ومرتكزين على صلابة شعبنا، ومعتمدين على قدراتنا، لتوفير حياة آمنة ومستقرة لمواطنينا، في كل ربوع الوطن ومهما تعددت وجوه الشر، وتنوعت أساليبه، فستبقى مصر - بإذن ربها - أرض الأمان والسلام والعزة.
وختامًا، فإنه يطيب لي، أن أجدد التهاني لشعب مصر العظيم، والأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية كلها، بهذه الذكرى العطرة داعيًا الله ﴿جل جلاله﴾، أن يعيدها على أرض الكنانة "مصر"، وعلى دولنا وبلادنا كلها، بالخير واليمن والبركات.