كشفت وزارة الدفاع في سوريا عن أن القوات البحرية التابعة للجيش قامت بانتشار ميداني على طول الساحل السوري لأول مرة منذ سقوط نظام بشار الأسد .
وأوضحت الوزارة أن هذا الإجراء يأتي ضمن خطة لاختبار الجاهزية العملياتية، بالإضافة إلى تعزيز قدرات التمركز والسيطرة، مؤكدة على أن الهدف هو ضمان الاستعداد المستمر لمواجهة مختلف التحديات.
تحليل إخباري
تُعد البحرية السورية قوات بحرية صغيرة نسبياً، إذ أنها لا تضمُّ سوى 4,000 جندي، بالإضافة إلى 2,500 جندي احتياط و1,500 جندي مشاة بحري وظيفتهم الدفاع عن مرافئ البلاد الثلاث الرئيسية. تسليح القوات البحرية السورية محدودٌ نسبياً، فهيَ لا تملك سوى غواصة واحدة، وفرقاطتين، وثلاث سفن برمائية هجومية، وسبع كاسحات ألغام، واثنين وعشرين زورق صواريخ، بالإضافة إلى ثلاث عشرة مروحية للطيران البحري، وسفينة تدريب واحدة
تكتسب هذه التحركات العسكرية أهمية خاصة في ظل التوترات الأمنية التي شهدتها المنطقة الساحلية مؤخرًا. فقد شهد شهر مارس الماضي موجة عنف راح ضحيتها المئات، غالبيتهم من المدنيين، في اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين موالين للرئيس السابق في بلدات ومدن على ساحل البحر المتوسط.
ويشير هذا الانتشار العسكري إلى مساعي السلطات الحالية لإظهار قدرتها على بسط السيطرة وتأمين المناطق الحيوية، خصوصًا بعد الاضطرابات الأخيرة. ويمكن تفسير هذه الخطوة بأنها رسالة موجهة للداخل والخارج مفادها أن السلطات عازمة على الحفاظ على الأمن والاستقرار، وعلى جاهزيتها للتعامل مع أي تحديات محتملة قد تهدد السيطرة على المناطق الساحلية الاستراتيجية.