ads
ads

الخيارات كانت صعبة.. خبير استراتيجي يكشف تفاصيل خطة مصر لمواجهة فيضان النيل وأزمة سد النهضة

خالد رفعت صالح
خالد رفعت صالح
كتب : أهل مصر

قال الدكتور خالد رفعت صالح، أستاذ جامعة قناة السويس ومدير مركز طيبة للدراسات السياسية والاستراتيجية ، إنه بعد أول ملء لسد النهضة في يوليو 2020، كان هناك تخوف من أن يأتي الفيضان منخفضًا في السنوات التالية، وفي هذه الحالة ستقوم إثيوبيا بحجز كل المياه في بحيرة السد، وهو ما قد يسبب أزمة كبيرة لمصر.

وأضاف «صالح»، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلا: أن الدولة أصدرت وقتها تعليمات بترشيد استخدام المياه لأقصى درجة، ومنع زراعة الأرز والقصب، إلى جانب تبطين وتطهير الترع، وكان الهدف هو ملء بحيرة السد العالي بأقصى قدر ممكن من المياه تحسبًا للسنوات القادمة.

وأكد أن الفيضان جاء متوسطًا في تلك السنة، لكن في العام التالي ومع الملء الثاني لسد النهضة، جاء الفيضان عاليًا، فتجاوز منسوب 177.88 مترًا، وهو المنسوب الذي يستلزم فتح مفيض توشكى لتخفيف الضغط على السد العالي. وأوضح أن الدولة وقتها كانت أمام خيارين، إما تصريف المياه الزائدة بما قد يؤدي لخسارتها في حال جاءت السنوات التالية بفيضانات منخفضة، أو الاحتفاظ بها مع احتمال مواجهة مشكلة إذا تواصلت الفيضانات العالية.

وتابع صالح أن صعوبة الموقف كانت في اتخاذ قرار مصيري يمس حياة الشعب المصري بناءً على احتمالات غير مؤكدة، سواء بشأن حجم الفيضانات المتوقعة أو قرارات إثيوبيا المتعلقة بتخزين أو صرف المياه، بالإضافة إلى عدم وضوح موعد اكتمال بناء السد الإثيوبي.

وأشار إلى أنه تمت الاستعانة بخبراء من كلية الهندسة بجامعة القاهرة، حيث اقترحوا إنشاء مجموعة تفريعات إضافية لمفيض توشكى، بحيث يمكنها سحب المياه من منسوب 150 مترًا، وهو ما يتيح استخدامها في أي وقت، سواء أثناء الملء أو في حال حدوث انهيار محتمل للسد الإثيوبي. وأضاف أن هذا الحل ضاعف من سعة مفيض توشكى، إذ ارتفع حجم التخزين من 20 مليار متر مكعب إلى 80 مليار متر مكعب، بما يسمح بزراعة نحو 230 ألف فدان، والاستفادة من 60 مليار متر مكعب من المياه، وهو رقم يفوق الحصة السنوية لمصر من نهر النيل

وأوضح الخبير الاستراتيجي أن المشروع حظي بقرار سيادي لتنفيذه الفوري، حيث تم إنجازه في 11 شهرًا فقط، واكتمل بنهاية عام 2023، رغم الصعوبات الكبيرة، ومنها تفجير جبل من الجرانيت بطول 9 كيلومترات في إحدى التفريعات.

وأضاف أن ما كان يُخشى منه قد حدث بالفعل هذا العام، إذ جاء فيضان 2025 عاليًا، وقامت إثيوبيا بملء بحيرة سد النهضة ثم فتحت جميع البوابات والممر العلوي. وأكد أن بحيرة السد العالي كانت ممتلئة تمامًا، فتم فتح تفريعات المفيض على منسوب 150 مترًا، ثم فتح المفيض الأصلي على منسوب 177.88 مترًا، وهو ما أتاح الاستفادة من جميع كميات المياه القادمة من إثيوبيا، في الوقت الذي تعرضت فيه السودان للغرق.

واختتم صالح مؤكدًا أن مصر نجحت في تحويل الأزمة إلى فرصة، حيث تمت حماية البلاد من مخاطر الفيضان، وزراعة مئات الآلاف من الأفدنة بالقمح، بفضل تضافر خبرة المهندسين المدنيين مع انضباط الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وتوجيهات القيادة السياسية الواضحة بإزالة كل المعوقات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
وزير الكهرباء: لا زيادة في الأسعار حتى نهاية العام