أكد وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، أن التسامح خلق أصيل، وفطرة دينية وقيمة إنسانية، وأن الخروج عن التسامح خروج عن قيمة دينية وإنسانية شديدة الأهمية فى حياة البشر، مؤكدا أن الدين الحنيف حث على السماحة واليسر، إذ يقول الحق سبحانه وتعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"، ويقول سبحانه: "لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"، ويقول جل شأنه: "يُرِيدُ الله أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا.
وتابع الوزير، في مقال له، "أن نبينا صلى الله عليه وسلم عد السماحة والرفق فى المعاملات المالية سببًا لرحمة الله للعبد فى الدنيا والآخرة، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى، ويقول صلى الله عليه وسلم: دَخَلَ رَجُلٌ الْجَنَّةَ بِسَمَاحَتِهِ قَاضِيًا وَمُتَقَاضِيًا، ويقول صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فى شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَه".
وأكد جمعة، أن التسامح منهج ربانى، ومبدأ من المبادئ التى أمر الحق سبحانه أن يتعاملوا بها فيما بينهم وجعلها سببًا لمغفرته ومرضاته، إذ يقول تعالى: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ الله لَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ".
وشدد على أن هذا المبدأ لا يقف عند حد تعامل المسلمين بعضهم مع بعض فحسب، بل هو منهج حياة شامل يسع الناس جميعًا، حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى آمرًا عباده المؤمنين بحسن المعاملة مع الناس جميعًا: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، ولم يقل سبحانه: وقولوا للمؤمنين أو للمسلمين أو للموحدين حسنًا، مؤكدا أن الله أمرنا أن نقول ذلك للناس جميعًا، وأن نخاطبهم ليس بالحسن فحسب بل بالأحسن، حيث يقول سبحانه: "وَقُل لِّعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِى أَحْسَنُ ".
وأوضح، "أن الدين كله قائم على اليسر، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "إنَّما بُعِثتم مُيسِّرين ولَمْ تُبعثُوا مُعسِّرِين"، والفقه فى الدين وفى الأحكام مبنى على التيسير، ولم يقل أحد على الإطلاق: إن الفقه هو التشدد".
وقال الوزير، "إننا ابتلينا فى العقود الماضية القريبة بأناس جنحوا نحو التطرف متوهمين أن التشدد تحوط.