محمد سويد يكتب.. مصر وعراب المعرفة

محمد سويد
محمد سويد

صدمت نبوءة طلال أبو غزالة عبر قناة RT الروسية الناطقة بالعربية، حول احتلال الاقتصاد المصري سادس أكبر اقتصاديات العالم في 2030، كثير من المرجفين والمشككين في مؤشرات تعافي الاقتصاد المصري، وشهادة كبرى المؤسسات الدولة العالمية، وربما نال قدراً من الاستخفاف بما يقول، وكأنه عرّافاً يضرب الودع.

التقيته قبل خمس سنوات، في حفل توقيع كتاب له بمؤسسة الأهرام، قدَّمه أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، عمرو موسى، على أنه اللاجئ العصامي، وسفير المعرفة العربي في الأمم المتحدة.

"لم تسطتع أمي شراء معطف لي، ولشدة خوفها علىَّ من البرد، حاكت لي مِعطفاً من بطانية، حصلنا عليها من المساعدات، كنت أذهب به للمدرسة"، أدهشتنى جرأته في الحديث عن معاناته وفقره، ووصفه إياه بالمحنة التي أوصلته للعالمية، أحببت أن أسمع منه أكثر، ولم تمضِ أيام، حتى كان لي موعد معه فضّل أن يكون بمقر مجموعة طلال أبو غزالة بالقرية الذكية، تحدث إليّ هذا العملاق، الذي يمتلك فروعاً لمجموعته في 120دولة حول العالم، تخصصت في صناعة أجهزة المعلومات الدقيقة، والمحتوى الرقمي، وحقول المحاسبة، وحوكمة الشركات، والضرائب، والاستشارات التعليمية، والدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، والتجارة الإلكترونية، والتعليم الإلكتروني، وتدقيق أمن تقنية المعلومات..إلخ، حقاً وجدته جاداً في كل ما يقول، استمعت إلى رؤيته الاقتصادية التي لم تتغير، بل أثبتت الأيام صدق ما يقول.

أرجع أبو غزالة نبوءته إلى تقرير أحد أكبر مراكز الدراسات الأمريكية، الذي قال بأن عام 2030 سوف يكون الاقتصاد الأكبر فى العالم هو اقتصاد الصين، وبضعف حجم الاقتصاد الأمريكي، وأن الاقتصاد الهندي سيصبح الاقتصاد الثاني في العالم، يليه الأمريكي ثم الروسي ثم الإندونيسي، ثم المصري.

و قد دلل مؤشر الناتج القومي المصري على صدق نبوءة الخبير العالمي؛ حيث وصل المؤشر إلي 8% ليصبح الأعلى في العالم، بينما انخفض مؤشر الناتج القومي الصيني من 8% إلى 6%، ويتراوح الناتج القومي للولايات المتحدة والدول الأوروبية كلها ما بين 2% إلى تحت الصفر.

منذ عشر سنوات، صدر تقرير عن الأمم المتحدة، بأن الدول كثيرة السكان ستواجه عواقب وخيمة في التنمية، أما الآن، فلقد تبدل الحال، لتصبح الدول الأكثر سكاناً هي الأقوى، وقد دخلت مصر نادي المائة مليون نسمة قبل أيام، باستراتجياتها القوية في البنية التحتية التي تمهد لبناء الثروة الحضارية، بينما اكتفت أكثر الدول بتخصيص ميزانياتها للصرف على الخدمات والرواتب.

"لم تعُدْ الثروات التقليدية مؤشراً في القياس - والحديث لأبي غزالة - فالطاقة الإنتاجية لم تعد تحتاج لرؤوس أموال، وإلا، فقل لى: ما هو رأس مال جوجل العالمية؟ ليس لها رأس مال، ولكن قيمتها معرفية، وهكذا ستُبنى اقتصاديات العالم العظمى على قيمة المخترعين ومنتجي الاختراعات.

وفي قراءه للمشهد العالمي، يقول أبو غزالة: "نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة بين الصين وأمريكا، هناك صراع على قيادة العالم، الصراع هنا ليس سياسياً، فالسياسة شئ ثانوي، لكن الصراع الأقوى على القيادة التقنية والاقتصادية، ومشكلة أمريكا أنها لن تقبل بتفوق الصين التقني والاقتصادي عليها، ولقد بدأت مظاهر الحرب منذ 2018، إلى أن أصبحت الآن تمثل حرباً تجارية بين أمريكا وحلفائها والصين وروسيا لم تصل بعد إلى الحرب الاقتصادية الكاملة ولكنها قد تقترب من المقاطعة الكاملة، دخل العالم من مرحلة الركود إلى الأزمة الاقتصادية وذروتها سيتتهي إلى الحرب، ولعل سنة الانتخابات القادمة في أمريكا، سوف تلهب النار، لأن ترامب لن يستطيع أن يواجه الجمهور بوضع اقتصادي صعب".

قطعا ستمضي نبوءته إلي واقعها، ما مضين إلي مستقبلنا متسلحين بالعلم والمعرفة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً