استقبل الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، ايفان فلوريس رئيس مجلس النواب لدولة تشيلي والوفد المرافق له، لبحث تكثيف وتعزيز سبل التعاون في مجال المياه والأنشطة المرتبطة به بين البلدين، وذلك علي هامش زيارة الوفد التشيلي الحالية ضيفاً على مجلس النواب.
أعرب الدكتور عبد العاطى عن ترحيبه بالوفد التشيلى وعن تقدير للعلاقات الطيبة بين البلدين وأشار ايفان فلوريس رئيس الوفد الشيلي الى اللقاء الذى تم مع الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي أشار خلاله إلى العمق التاريخي للعلاقات بين مصر وشيلي ويتطلع لأهمية تطوير وتعزيز تلك العلاقات وتكثيف سُبل التعاون في كافة المجالات وتفعيل أطر التعاون القائمة بين البلدين.
وتجدر الإشارة إلى قيام الجانبين خلال الاجتماع بشرح الوضع المائي في كلٍ من مصر وتشيلي حيث أوضح رئيس الوفد الشيلي أن الوضع المائي في بلاده كان يتسم بالوفرة المائية المتمثلة في الأمطار التي كانت تسقط بمعدلات تصل إلى 2500 ملليمتر على مدار العام وانخفض هذا المعدل ليصل إلى نحو 1100 ملليمتر في ظل التغيرات المناخية فضلاً عما تعانيه مساحات كبيرة من الأراضي من مشكلة التصحر والجفاف وأنهم يأملون من خلال الزيارة لمصر الاستفادة من خبرة مصر في إدارة الموارد المائية في المناطق الصحراوية في ضوء ما تعانيه تشيلي حالياً من نقص المياه وتأثير ذلك على الزراعات والمشروعات الاقتصادية وخصوصا الخضروات والفواكه واللحوم والأخشاب.
وأشار الدكتور عبد العاطى الى أن الوضع المائي في مصر يتسم بالنُدرة المائية، حيث تواجه مصر تحديات مائية كبيرة نتيجة محدودية الموارد المائية وزيادة الاستخدامات المائية حيث انخفض نصيب الفرد من المياه نتيجة النمو السكاني المتزايد لأقل من 570م3/عام ، كما أنه من المتوقع أن تؤدي التغيرات المناخية إلى انخفاض كمية الأمطار، وزيادة احتياجات المحاصيل الزراعية حيث تعتمد مصر على نهر النيل اعتماداً كليا بنسبة تبلغ حوالى 97% وهي مياه تأتي من خارج حدود مصر.
وأضاف أن مصر تقوم بالعمل على سد الفجوة بين الاحتياجات والموارد المائية عن طريق إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي ذات النوعية الجيدة والصرف الصحي المعالج والمياه الافتراضية في صورة منتجات زراعية، الأمر الذي دفع وزارة الموارد المائية والري لإعداد خطة قومية للموارد المائية (2017-2037) بمشاركة (9) وزارات لصياغة الإجراءات المطلوبة للتعامل مع ندرة المياه وسد الاحتياجات بتكلفة تزيد على 50 مليار دولار تقريباً.
وتمت الإشارة إلي جهود الدولة في مجال حصاد الأمطار وبالأخص المناطق الشمالية الغربية لمصر وجنوب سيناء وما تمتلكه مصر من مراكز تميز في مجال التنبؤ بالفيضان ورصد مناسيب ونوعية المياه بشبكات الترع والمصارف والمركز القومي لبحوث المياه، الذراع البحثي للوزارة، والمركز الإقليمي لتدريب الذي يتمتع بمظلة اليونسكو، وأن الوزارة ترحب بتقديم الدعم الفني للجانب التشيلي بما تمتلكه من خبرات فنية وتقنية مثلما طالب الوفد التشيلي أثناء اللقاء.