يقابل بعض الناس أطفال، يعتقدون للوهلة الأولى أنهم لا ينطقون، ولكن في الحقيقة أن هؤلاء الأطفال مصابون بالتوحد، حيث أن ما يميز الطفل التوحدى عن بقية الأطفال التوحديين أن لديهم قصور في اللغة وستوضح السطور القادمة الخصائص اللغوية للطفل التوحدى.
وأضافت الحاصلة علي رسالة الدكتوراه تأثير التعرض للأغاني في تنمية بعض مهارات التواصل لدى الطفل التوحدي أن القصور اللغوى لا ينتج عن عدم الرغبة في الكلام، إنما عن خلل وظيفي في المراكز العصبية المتعلقة بتطوير اللغة والكلام، لذلك لا يتوصل الطفل التوحدى أحيانا إلي التعبير بطريقة واضحة ومفهومة، حتى بعد تدريبه علي ذلك، وهذا ما يزيد من انغلاقه في عالمه الخاص، فلا يستطيع الطفل التوحدى استخدام اللغة، حيث أنه لديه تأخر في النمو اللغوى، وضعف في استخدام الكلمات وتكرار الكلمات ويستخدم نغمة واحدة عند الحديث، وصعوبة في إدراك المثيرات غير اللغوية.
وكشفت أمانى حسن إبراهيم الحاصلة علي درجة الدكتوراة بكلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس، أن القصور اللغوي يعد أحد العناصر المميزة للطفل المتوحد، رغم أن تطورهم اللغوي يختلف من حالة إلي أخرى، ولكن الشئ المشترك بينهم هو إعاقة التواصل، حيث يتبادر إلي الذهن لأول وهلة عندما تلتقي الأطفال بأنهم بكم.
وعددت إبراهيم في رسالة الدكتوراة الخاصة والتي جاءت بعنوان: "تأثير التعرض للأغاني في تنمية بعض مهارات التواصل لدى الأطفال التوحديين" خصائص الأطفال المتوحدين، ومنها:
١- الكثير منهم لا يستخدمون اللغة المنطوقة، وكذلك اللغة غير المنطوقة والتواصل البصرى والإشارات والتواصل البصرى والتوجهات الجسدية.
٢- لا تكون تلميحات الوجه وقسماته متوافقة مع نبرة الصوت فالطفل قبل تعلمه اللغة قد يستخدم الإشارات والإيماءات، ولكن الأطفال المتوحدين لا يستخدمون الإشارات والإيماءات.
٣- إذا تكلموا فغالباً ما يرددون ما يقال دون فهم أواستيعاب فلو سئل الطفل سؤال ما اسمك؟ سيردد السؤال مراراً وتكراراً بنفس شدة الصوت ونغمته.
٤-بعض المتوحدين يصدرون الأصوات فقط، وبعضهم يستخدم الكلمات فقط، وبعضهم كلمات قليلة، وبعضهم الآخر يردد الكلمات أوالأسئلة المطروحة عليه.
٥-ويتصف الأطفال المتوحديث بقصورهم الواضح في التعبير إذ يصعب عليهم بناء الجملة الكلامية ويجدون صعوبة في ربط الكلمات في جمل ذات معنى، وقد يتكلم بعضهم عدة مفردات فقط.
٦- قد يعطى الطفل المصاب بالتوحد الأشياء مسميات قد لا يعرف دلالتها إلا المقربون منه كالأباء، كما قد يعكس الضمائر فيستخدم مثلا أنت بدلاً من أنا، ويمكن أن يقول أنت تريد شيكولاته، ويقصد أنا أريد شيكولاته، أويخلط بينها فضلا عن رتابة الصوت، مما يشير إلى خلل في الصوتيات بحيث تكون شاذة، الأمر الذى يصعب فهمه، أى أن كلام الطفل المصاب بالتوحد يخلو من النبرات الطبيعية، فحدة الصوت وطبيعته ونوعه لا يجسد محتوى الكلام ويفتقد إلي تجسيد المعنى المعبر عنه.