يحتار الكثير من الأباء والأمهات في وصف ابنهما، أومعرفة قدراته الحقيقية، فهل هذا الطفل موهوب، أم مجرد لديه بعض الذكاء، أم مبتكر أويصل لدرجة العبقرية، ويلجأ الكثير منهم إلى الرجوع إلى المختصصين وعلماء النفس والإختبارات والدراسات لمعرفة هوية ابنهم، دون أن يدركوا أن الأمر أبسط من ذلك.
مبتكر أم موهوب أم عبقري؟
تكمن الحقيقة في تعدد التسميات التى أطلقت على فئة الاطفال الذين يتميزون عن الاطفال العاديين بسمات عقلية، أوانفعالية أووجدانية أوسلوكية أوأدائية، ولقد اختلف علماء النفس والتربية فيما بينهم على تسمية أوتصنيف هؤلاء الأطفال فالبعض أطلق عليهم المتفوقين أوالمبدعين أوالمبتكرين، والبعض الأخر أطلق عليهم العباقرة.
ويرجع اختلاف كل هذه التسميات إلى اختلاف الوسائل التى تستخدم فى تشخيص هذه الفئة من الأطفال والنظريات التى يتبناها الباحثون، فهناك الكثير من التعريفات التى تشتمل على محك واحد كالذكاء أوالتحيصل الدراسى أوالقدرة الابتكارية، وتعتمد على ذلك فى تحديد الأطفال الموهوبين ومنها أيضًا تعريفات تشتمل على محكات أوعينات متعددة.
مقاييس الذكاء
يتطلع معظم الأباء والأمهات أن يكون أبنائهم موهوبين، ويرسمون صور ذهنية لهم عندما يكبرون بأن يكونوا مثل أينشتاين أوبيتهوفن، ولكن هل كل طفل ذكي هو موهوب أم ينبغي أن يصل لدرجه معينة من الذكاء والابتكار.
يظل السؤال الحائر من جيل إلى جيل، هل ابنك الذكي موهوب، وهل ذكائه يجعله قادر على الابتكار، وعلى العكس إذا كان ابني موهوب في مجال ما فهل تعني موهبته إنه مبتكر، وأنه قد يصبح له مستقبل باهر مثل الموهوبين والعباقرة الذين نسمع عنهم في العالم.
وأوضحت نادية هايل أستاذ قسم الإرشاد والتربية الخاصة بالجامعة الأردنية، أن هناك نظرية مستقلة تسمى نموذج الموهبة الثلاثى الحلقات للعالم رينزولى، تتناول العلاقة الشائكة بين تلك السمات، حيث أوضح رينزولى، أن الموهبة تتالف من ناتج تفاعل ثلاث مجموعات أساسية من السمات الانسانية، وهى: قدرات عقلية عامة كالذكاء والدافعية، والالتزام بالمهمة، والابتكار.
وأكدت هايل في كتابه مقدمة في علم الإبداع، أنه استنادًا لهذا النموذج فان الموهوب لابد أن يكون مبتكرًا وذكيًا بدرجة معقولة ولديه دافعية قوية، أما توافر مستوى رفيع من القدرات الابتكارية، فليس كافيا بمفرده وإن كان ضروريًا لوجود الموهبة.
بينما اعتمدت تعريفات أخرى على محك الابتكار، مثل ما أورده الباحث الإسترالي مارك كروبلي، أن الذكاء وحده ليس كافيًا للأداء المتميز"الموهبة"، بل يتطلب ويتضمن ابتكارية، وهو ما درج البعض على تسميته بالطفل الموهوب.
ويعرف كروبلي في بحثه، الطفل الموهوب بأنه ذلك الطفل الذى يتميز بقدرة عقلية عالية، حيث تزيد نسبة ذكائه عن 130، كما يتميز بقدرة عالية على التفكير الإبداعى الابتكارى.