تشعر الأم التي لديها ابن يعاني من صعوبات التعلم بآلام وخيبة أمل كلما رأت ابنها غير قادر على التحصيل الدراسى، فتصفه أحيانًا بأنه متخلف عقليا وتعتبره أحيانا أخرى بأنه ليس له مستقبل، ولكن الحقيقة أنه يمكن أن يكون عبقري وموهوب ولكنك لا تدري ذلك.
أوضح عادل عبد الله، أستاذ علم النفس، هناك ثلاثة خطوات تستطيعي عن طريقها معرفة ابنك إذا كان موهوبا وهو ذو صعوبات التعلم في وسط مجموعة من زمايله بالمدرسة، وهذه الخطوات هي التفاوت، وتعني وجود اختلاف بين معدلات ذكاء هؤلاء الأطفال ومستوى قدراتهم وأدائهم الفعلي الملاحظ أو مستوى تحصيلهم الأكاديمي، وهذا التباعد يتجلى أقصى وضوح له في المرحلة الابتدائية.
واستكمل عبد الله، في كتابه سيكولوجية الموهبة، تلك الخطوات بالتمييز النوعي، وهو يرتبط بأن يكون لدى ابنك صعوبة من صعوبات التعلم مرتبطة بأحد الأساليب المعرفية أو بعدد منها، ولكن في مرحلة ما قبل المدرسة فإن الطفل يظهر تأخر فى عناصر أخرى كالاستماع والتفكير والكلام والتناسق الحركي والانتباه، وفي تلك المرحلة يكون التفاوت في مجالات النمو وليس في التحصيل الدراسي.
بينما تكون الخطوة الأخيرة هي الاستبعاد، وتقوم تلك الخطوة على استبعاد الأطفال الذين لديهم مشكلات تعليمية ولكن يعانون من مشكلات أخرى خارج صعوبات التعلم مثل الإعاقات العقلية أو الحسية "سمعية وبصرية"، أو اضطرابات تواصل أو الحرمان البيئي والثقافي.
وأضاف الباحث، أن الطفل الذى يعانى من إحدى صعوبات التعلم قد يظهر ارتفاعا ملحوظا فى قدرة معينة (جوانب القوة لديه)، ويظهر فى الوقت ذاته انخفاضا ملحوظا في قدرة أخرى، بحيث تمثل جوانبًا من جوانب القصور التي يعاني منها.
ويحتار الكثير من الآباء والأمهات في وصف ابنهما، أو معرفة قدراته الحقيقية، فهل هذا الطفل موهوب؟، أم مجرد لديه بعض الذكاء، أم مبتكر أو يصل لدرجة العبقرية، ويلجأ الكثير منهم إلى الرجوع إلى المتخصصين وعلماء النفس والاختبارات والدراسات لمعرفة هوية ابنها، دون أن يدركوا أن الأمر أبسط من ذلك.