قد يحدث الانزلاق الغضروفي لأي شخص ولا يتم ملاحظته في البداية ويتم اكتشافه بالصدفة، بينما تظهر الأعراض المرضية لدى بعض المصابين من خلال الآلام الحادة، والتي تنتشر في أعضاء الجسم مع بعض أعراض الشلل.
وأوضح البروفيسور بيرند كلادني أن الأقراص أو الغضاريف تعمل على امتصاص الصدمات وتتولى مسؤولية حركة العمود الفقري، مشيرا إلى أن كل غضروف بين الفقرات يشتمل على نواة هلامية لينة من الداخل، وتوجد هذه النواة بين الفقرات كنوع من وسائل امتصاص الصدمات بين الفقرات وتحيط بها حلقة من الألياف الصلبة.
وأضاف جراح العظام الألماني أن الانزلاق الغضروفي يحدث عندما تنزلق النواة الهلامية وينكسر الغلاف المكون من الألياف، وتضغط على الأنسجة وجذور الأعصاب المجاورة.
عوامل خطورة
ومن جانبه قال أخصائي العلاج الطبيعي الألماني كارل كريستوفر بونتر إن هناك العديد من عوامل الخطورة، التي قد تؤدي إلى حدوث الانزلاق الغضروفي، موضحا إياها بقوله: "السمنة المفرطة المرتبطة بقلة النشاط والحركة، بالإضافة الوضعيات الخاطئة للجسم أثناء الجلوس أو الوقوف، ورفع الأشياء الثقيلة كثيرا".
كما يمكن لعضلات البطن والظهر، التي لم يتم تدريبها وتقويتها بصورة كافية، أن تتسبب في حدوث الانزلاق الغضروفي.
وغالبا ما تحدث الإصابة بالانزلاق الغضروفي لدى أصحاب الأعمال البدنية الشاقة، مثل عمال النقل والشحن، وتظهر هذه الإصابات أيضا لدى النساء والرجال، الذين يتعين عليهم اتخاذ وضعيات غير مناسبة للجسم أثناء العمل، مثل أطباء الأسنان.
ولا تقتصر آلام الانزلاق الغضروفي على آلام الظهر أو الرقبة، بل يتعين على المرء استشارة جراح العظام أو طبيب الأعصاب إذا كانت الآلام شديدة ومصحوبة بشعور غير عادي في الذراعين والساقين أو إذا ظهرت أعراض شلل، وذلك لتجنب حدوث أضرار دائمة.
وأشار البروفيسور كلادني إلى أنه من السهل حاليا معرفة ما إذا كان هناك انزلاق غضروفي أم لا، وذلك من خلال الاعتماد على التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي الحاسوبي، وترتبط طريقة علاج الانزلاق الغضروفي بطبيعة أعراض كل حالة مرضية.
أدوية مضادة للالتهابات
وأضاف جراح العظام الألماني أنه لا يجب علاج الانزلاق الغضروفي، الذي لا يسبب أية متاعب، ولكن في جميع الحالات المرضية الأخرى يتم العلاج بالأدوية المضادة للالتهابات والمسكنات.
وإذا لزم الأمر يمكن إعطاء بعض الحقن مع العلاج الطبيعي الدقيق، كما تعمل اللصقات الحرارية على التخفيف من الآلام، وأكد البروفيسور الألماني أن هذا العلاج المحافظ يحقق النجاح المنشود في كثير من الحالات.
تدخل جراحي
وإذا لم يفلح هذا العلاج في التخلص من آلام الانزلاق الغضروفي أو إذا ساءت الحالة خلال 6-12 أسبوع، فعندئذ يلزم إجراء تدخل جراحي، علاوة على أن التدخل الجراحي قد يكون ضروريا من البداية مع الحالات المصحوبة بآلام شديدة وحادة وأعراض شلل، وأكد البروفيسور بيرند كلادني على أن هذه الحالات تعتبر حالات طوارئ ويجب نقلها إلى المستشفى على الفور.
ويرتبط شفاء المريض بمدى شدة الانزلاق الغضروفي ومدى التلف الواقع على الأنسجة وجذور الأعصاب المحيطة، علاوة على أن انضباط المريض نفسه وسلوكياته الخاصة يلعب دورا هاما؛ حيث قد يتعرض المرء للإصابة بالانزلاق الغضروفي مرة أخرى.