تعتبر المثلية الجنسية أحد الأنماط من الميول لاختبار مشاعر جنسية وعاطفية ورومانسية بشكل أساسي مع الاشخاص المنتمين لنفس الجنس وينجذب لنفس الجنس، وهو المختلف عن الشخص 'الغيري' المنتسب للجنس الأخر.
تقول الدكتورة أميرة هريدي، باحثة دكتوراه بعلم النفس الإكلينكي جامعة عين شمس، إن المثلية الجنسية أصبحت موجودة بشكل ملاحظ في المجتمعات العربية بين عدد من الحالات، وفيها يحب الرجل رجلا آخر ويدخلان في علاقة جنسية، فيما بدأت بعض الدول والمثليين ينادون بالاعتراف بحقوقهم في الزواج والعيش مع بعضهم البعض، وهو ما انتهجته بعض الدول الأجنبية.
وأوضحت 'هريدي' في تصريح لـ'أهل مصر'، أن لفظ 'الشذوذ الجنسي' بات بالنسبة لهؤلاء وصمه عار يحاولون جاهدين التبرؤ منه، حيث أن طبيعة اللذة الجنسية في مراحل النمو النفسي تعد المثلية مرحلة من مراحلها، ولكن يتطور النمو لاتجاه لـ'الغيرية'، ويجد المثلي نفسه يحصل على لذة جنسية أكبر بتلك الطريقة، وفيها تتطور العلاقة للحصول على لذة جنسية أكبر، وكان عالم النفس الشهير سيجموند فرويد أول العلماء الذين أكدوا على كون المثلية الجنسية هو مرض يجب علاجه.وأشارت إلى أن المثليين يختلفون في نوعياتهم عن بعضهم البعض، فمنهم المتصالحون مع المرض ولا يرغبون في التغيير أو العلاج، وآخرون غير متصالحون مع المرض ويكون بداخلهم صراع نفسي تجاه ذلك ويترددون على العيادات النفسية لتلقي العلاج: 'دول بيختلفوا عن (Bisexuality)، لأن دول بيكون لديهم ميول مزدوجه بين الإناث والذكور على حد السواء'.
الدكتورة أميرة هريدي
وأكدت أن المثليين مختلفون في الأنواع، فمنهم من يرغب في لعب الدور الأنثوي أثناء العلاقة الجنسية، وأخرين يريدون لعب الدور الذكوري: 'دول بتكون مشكلتهم مع نفس الجنس الخاص بهم، والاثنين لديهم فشل في التوحد النفسي مع الدور الطبيعي للتوحد بالأب مع الذكر وللتوحد بالأم مع الأنثي (العلاقة الأوديبية)، ويحدث ذلك نتيجة انتهاكات الآباء في التربية تجاه الأبناء، أو تعلق الابن بأمه لفترات طويلة بدون أن تقوم الأم بالفطام النفسي له'.
وتابعت: 'الشخص المثلي حساس جدا، ولما بيكون طفل بيكون من الأطفال الحساسين جدا، وفشل أحد الوالدين في التربية وانتهاك لأسباب مختلفة يؤدى إلى إصابة الطفل بالفشل في التوحد مع الدور النفسي له، حيث يشعر الطفل بقلة كفاءة أثناء مقارنته بوالدته أنه أقل ذكوره من ذلك الأب المبالغ في ذكورته، وحينها يفشل ويتحول إلى مثلي، أو عند حدوث انتهاك بدني أو نفسي من قبل الأب'.
وأوضحت طرق العلاج المقدم لهؤلاء تعتمد على علاج بالعامل النفسي، حيث إن أكثر المثليين لا يعانون من مشكلات عضوية فقط ولكن الأغلبية يكون لديهم مشكلة نفسية للتوحد بالدور الطبيعي، ويجب أن يكون بداخلهم الرغبة في العلاج بسبب حالات الرفض المجتمعي، وهو الأمر الذي قد يترك أثرا في نفوس هؤلاء أثناء العلاج.
وفندت: 'يتم تعليم المثلي كيفية التواصل مع مشاعرة ومراقبه أفكاره وتقبل نفسه، وكذلك يتعرف على الاحتياجات بطريق غير جنسي لأنه بيكون شخص عاطفي أكبر وتعبيره عن الحب دائما ما يكون بالشكل الجنسي، وبتلك الحالات يتم إيقافه عن الممارسات الجنسية لفترة، مع محاوله تعديل السلوكيات القديمة، وكذا التواصل الوجداني مع الأشخاص الأخرين ويتم في ذلك الإجراء تدريب هؤلاء على التواصل مع الأخرين بشكل صحيح، وقطع العلاقات الجنسية الغير سوية'.