يدرك الجميع مخاطر الإدمان ومع هذا يزداد نسب تعاطى المواد المخدرة فما هى الأسباب التى تدفع الشخص للمخاطرة بنفسه، هل هو فقط شعور اللذة أو عدم الرغبة في الإحساس بالأعراض الانسحابية أم هناك دوافع أخرى؟، فلو كان الأمر يقتصر على عدم الشعور بالألم لماذا نجد معظم المدمنين ارتدوا للإدمان رغم خوضهم رحلة التعافي؟، هل بسبب عدم تخلصهم من الدافع الحقيقي للإدمان؟، فهم يتعاملون مع الإدمان من الناحية العقلية والجسدية وليس الجذور الأصلية للإدمان كالعوامل الجينية والبيئية أو التربية، و فى هذه الحالة إدراكنا للأسباب الحقيقية للإدمان هو ما سوف يساهم بانتهاء هذا الكابوس، لذلك أجرينا حوار مع أحد مرشدي التعافي بمستشفى الأمل حول الأسباب الحقيقية للإدمان وسبل العلاج السليمة.
تعريف الإدمان
استشارى
أوضح محمد عمر مرشد تعافي الإدمان، أن الإدمان مرض كأي مرض نفسي له أسبابه ودوافعه وطرق علاجه، فالإدمان هو كلمة لاتينية تعني عبد لشئ ما أدى إلى فقدان التحكم فى السلوك نظرا لشعور السعادة الذي يمنحه هذا الشئ، وله عدة انواع منها نوع مقبول اجتماعيا كادمان الكافيين أو العمل أو الغذاء أو العلاقات الإنسانية ومنهم مذموم كادمان الكحول والمواد المخدرة والجنس والانترنت.
وأضاف أنه شاهد حالات عديدة كان سبب لجوء الشخص المدمن فيها للإدمان بسبب افتقاده لمهارات اجتماعية كمهاراة التواصل مع الآخرين أو مع الجنس الآخر، فلجا للمخدرات لمحاولة التحلى بالجراة وتسكين تلك المشاعر، لكن بمرور الوقت يفقد القدرة على التحكم بحياته فلا يستطيع القيام بأبسط المهام اليومية دون المخدر، وفي مراحل متأخرة من الإدمان يصل به الأمر أنه لا يستطيع الحركة إلا بالمخدر؛ نظرا للتدمير الكامل للخلايا الذي أحدثته المادة المخدرة.
وأردف أنه كما تراوده مشاعر الخوف والقلق من جديد فهو كمن يسير بدائرة مغلقة، لذلك يعد بناء مهارات كالتواصل والاعتماديه وبناء الثقة بالنفس وتقديم الدعم النفسي للمريض أولى الخطوات الصحيحة لإنهاء مشكلة الإدمان.
وأوضح مرشد التعافي فى تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن تربية الطفل على الاعتمادية من أهم أسباب التى تدفعه للإدمان فهو يعتمد على مؤثرات خارجية لإنهاء كل مشاكله وشعوره بالألم بدلا من تحمله مسؤولية ذاته وتطوير نفسه.
التربية الخاطئة كأحد العوامل الرئيسية للإدمان
يعاني الكثير من الآباء عند اكتشافهم إدمان أحد الأبناء دون إدراكهم أن التربية الخاطئة إحدى العوامل المؤدية للإدمان، فأسباب الإدمان متعددة منها أساليب التربية الخاطئة كالإهمال والدلع وعدم المراقبة وعدم ترك مساحة للطفل للتعبير عن رأيه، والعوامل الوراثية والاضطرابات الشخصية والاكتئاب واضطراب الشخصية الاجتنابية و فرط الحركة ونقص الانتباه.
استشارى
وعن أنماط التربية الخاطئة
أوضحت الدكتورة أميرة هريدى أخصائية نفسية، أن أنماط التربية الخاطئة هى:
1ـ الإهمال الزائد وعدم المراقبة والمتابعة، فيجب على الآباء تفقد ابنائهم من حين لآخر والحرص على التواصل معهم بشكل يومى.
2ـ الحماية الزائدة، يراود أغلب الآباء مشاعر الخوف والقلق من حدوث أي شى للصغار فيفرطون فى حمايتهم.
3ـ عدم ترك فرصة للأطفال للتعبير عن أنفسهم، حيث يعمل الكثير من الآباء على محاولة فرض الرأى والسيطرة على الأبناء وعدم إعطاء مساحة لهم لتكوين هويتهم وكبديل يلجأون لممارسة أنشطة شخصية مع أصحابهم.
وعن سبل التنشئة الاجتماعية السليمة
أوضحت دكتورة أميرة: 'التربية من الأمور المطاطية التى تعتمد على المناقشة مع الطفل وسماع رأيه بالأمور الحياتية والنزول لمستوى اهتمامهم وإعطاء مساحة للدعم والتوجيه وعدم التعامل بندية مع الطفل خاصة بمرحلة المراهقة'.
وأضافت أن تولية الطفل بمهام تتناسب مع مرحلته العمرية وتقسيم المهام والمسئوليات كترتيبه لحجرته، سيعمل على خلق شخصية استقلالية قادرة على مواجهة الأمور، بالإضافة إلى منحه الشعور بالأمان والاحتواء وتقديم الدعم المعنوى والنفسي.
واختتمت حديثها بضرورة استخدام عبارات مع الطفل كانت شخصية مسؤولة، والابتعاد عن أساليب النقد واللوم والسخرية والتهكم.