أصبح العزل المنزلي، أحد أساليب التعامل مع فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وهناك حالات مصابة بالفيروس ينصحها الأطباء به، كما أن من إجراءات الحماية من فيروس كورونا؛ البقاء في المنزل والحفاظ على نظافته.
د هالة حماد
ورأى البعض أن تجربة العزل المنزلي كانت مفيدة، ومنهم من قال إنه لم يستطع تحملها، وتوجهنا بالسؤال للدكتورة هالة حماد استشاري علم النفس؛ للتعرف على كيفية الاستفادة من فترات العزل.
فوائد العزل المنزلي
أكدت الدكتورة هالة حماد، أن هناك العديد من الفوائد للعزل المنزلي، ومنها:
1- التقارب الأسري
يقرب العزل المنزلي بين أفراد الأسرة؛ فيبقى كل من الأب والأم فترة أطول مع أطفالهم، ويستطيعوا فهمهم بطريقة أكبر، كما يمكن للأسرة استغلال فترة العزل في تكوين ذكريات لهذه الفترة، يتذكرونها فيما بعد مع الأبناء والأحفاد.
2- اكتشاف المشاكل الدراسية
متابعة الأم لأطفالها خلال الدراسة الأون لاين، ستجعلها تكتشف مشاكل أطفالها الدراسية من كسل أو تشتت أو مشاكل الكتابة والقراءة، ما يمكنها أن تساعدهم في حلها بدلا من إلقاء اللوم على درجات أطفالها السيئة.
3- التقارب بين الزوجين
يمكن للزوجين استغلال الوقت الكبير الذي يقضيانه معا في التفاهم والتقارب.
4- التعاون الأسري
في فترة العزل المنزلي، يتعلم كل أفراد الأسرة أن لكل فرد له دور في المنزل وأموره المختلفة، والتي كانت ملقاة كلها على عاتق الأم من إحضار الطعام وتنظيف المنزل، هذا التعاون مفيد للأطفال نفسيا فهو يتعلم تحمل المسئولية والمشاركة وعدم البقاء في عالم منعزل عن بقية الأسرة.
5- تعلم التوفير
في فترة فيروس كورونا تأذى الكثيرون في أعمالهم ومصادر دخلهم لذا يمكن تعليم الأطفال كيفية توفير الأموال لأجل الظروف الطارئة، والتعامل مع الظروف المادية الجديدة، ويجب أن نعكس هذا للأطفال في نقاش واضح مثل أن مصادر دخلنا توفر مبلغ وسيتم صرف مبلغ وقدره ولابد أن يتفاهموا أن ليس كل شيء سيتوفر، وتعليم الطفل معنى الحياة وما هي الالتزامات المادية، وكيفية العيش في حالة توافر الأموال ونقصها وتقلبات الحياة.
6- الحالة النفسية
عكست فترة العزل المنزلي التقارب بين الأسرة والذي يقدم الدفئ، وهذا يرجع للشخص فهناك من يستثمر الوقت بطريقة إيجابية، وآخر يستثمرة بطريقة خاطئة، لذا التقارب والدفئ يعطي إحساس أنه ليس وحيدا في مواجهة هذه الحياة.
أضرار العزل المنزلي
أكدت استشاري علم النفس، أن هناك أضرارا للعزل المنزلي تتمثل في الآتي:
1- الإصابة بالعصبية
تتمحور مشاكل العزل المنزلي حول بقاء الأطفال لمدة طويلة في المنزل، وبالتالي يصبح ملاهي لإطلاق طاقتهم المكبوتة والتي كانت تنطلق في المدارس والنوادي فالأطفال سريعي الملل، ما يؤدي إلى إصابة الأم بالعصبية بسبب زيادة حركتهم.
2- زيادة المسئولية على الأم
بقاء الأطفال في المنزل أدى إلى زيادة المسئولية على الأم، لأنها تقوم بدور المدرسة.
3- صعوبة التحمل
الأب والأم غير معتادين على معرفة احتياجات الطفل ومتطلباته ما يزداد العبء على أعصاب الأهل وعدم تحملهم لحركة الأطفال ومتطلباتهم.
4- الجرائم الأسرية والعنف
هناك إحصائيات عالمية تثبت زيادة العنف الأسري عالميا سواء أكان عنف على المرأة أم عنف على الأطفال، كما زادت المشكلة في الخارج حيث كانت هذه الإساءة للأطفال يمكن مواجهتها من خلال شكوى الطفل على تلك الإساءة في المدرس فهي منفذ له، وفي ظل فيروس كورونا وجلوسهم في المنزل أصبحت الإساءة كثيرة والشكوى قليلة، وذلك لأن الطفل ليس أمامه وسيلة للشكوى فهو محبوس بالمنزل مع أبويه.
5- زيادة نسبة الطلاق
كما أثبتت الإحصاءات أن نسبة الطلاق زادت في الفترة الأخيرة وذلك بسبب العلاقة الغير سوية في الأصل بين الزوجين، ففي حالة وجود مشاكل أصلية بين الزوجين تزداد حدة هذه المشكلات في فترة العزل المنزلي، ما يؤدي إلى الطلاق، فكانت هذه العلاقة السامة قبلا تمر بصعوبة خلال عدد ساعات قليلة أثناء اللقاءات اليومية التي لم تكن تتجاوز الساعتين والثلاثة، ولكن في فترة العزل المنزلي زاد وقت اللقاء وأصبح يصل ليوم بأكمله يحتكان ببعضهم ما يولد مشاكل أكثر وإظهار عيوب العلاقة ويؤدي إلى عنف منزلي والطلاق.
ونصحت الدكتورة هالة، بتقسيم الوقت والاستفادة منه واستغلال وقت الفراغ فيما هو مفيد ولأجل تفادي مشاكل الأطفال علينا اصطحابهم للأماكن المفتوحة لممارسة الرياضة والألعاب لإخراج طاقتهم بشكل دوري، كما التعاون لابد حيث يتعاون الأب والأطفال في مسئولية المنزل وتعاون الأب مع الأم في تدريس في الأطفال، وعمل وقت خاص لنشاط تناسب جميع أفراد الأسرة مثل الألعاب الجماعية مثل السلم والثعبان وبنك الحظ وفقرة أفلام مع تناول الفشار.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
