كانت "وجبة" وأصبحت "كيس بسكوت".. تعرف على تاريخ تدهور "التغذية المدرسية"

التغذية المدرسية
التغذية المدرسية

بالرغم من مرور ما يقارب الـ81 عاما على إصدار الملك فاروق، حاكم مصر والسودان فرمانا يقضي بصرف وجبة مدرسية مجانية لتلاميذ المدارس لتحفيزهم على الذهاب للمدرسة ودعم أسرهم في آن واحد، نفذ الفرمان بكل أنحاء القطر المصري، وهو القرار الذي وبالرغم من تعاقب الأنظمة الحاكمة في مصر لم يتغير.

بدأ نظام 'التغذية المدرسية' في مصر عام 1942 بعدما أصدر الملك أمره بتلك الوجبة، والتي كانت في البداية طبق فول وخبز وقطعة من الجبن وقطعة من الحلاوة الطحينية وبعض من حبات الفول السوداني، وجرى العرف على توزيع تلك الوجبة من قبل نظارة المعارف، والتي تغيرت حاليا لتكون وزارة التربية والتعليم، حيث ظلت تقدم تلك الوجبة للطلاب بنفس المكونات طيلة 10 أعوام كاملة.

التغذية المدرسيةالتغذية المدرسية لجمعية مصر الخير

وبحلول عام 1952 وقيام الثورة في 23 يوليو من ذات العام، سافر الملك خارج مصر واستمر نظام التغذية المدرسية كما هو دون تغيير، وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر زادت الوجبة المدرسية عنصر هام ورئيسي وهي الفاكهة، حتى باتت توزع مكتملة في شكل 'طبق فول، الخبز، لبن، الجبن، الحلاوة، ثمرة فاكهة'، وكانت تختلف في المكونات من محافظة لأخرى ولم تقل عناصرها المتنوعة.

تعاقبت الأزمنة والعصور حتى تم تخفيض الوجبات المدرسية بشكل تدريجي فيما بعد، حيث بدأت الوجبة المدرسية في الإنقراض لتصل إلى باكو بسكويت أو فطائر عجوة أو وجبات جافة وعلبة صغيرة للمربى أو قطعة حلاوة.

وفي 21 مارس عام 2017 وقعت أكثر من 300 حالة تسمم بين صفوف الطلاب جراء تناولهم للوجبة المدرسية، وتم نقل هؤلاء الطلاب للمستشفيات وإجراء غسيل معوى لهم، حتى أصدر الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، قراره بإيقاف صرف وجبات التغذية المدرسية، وهو ما أدى إلى توقف العمل بالمشروع الخدمى لإنتاج الوجبة المدرسية التابع لوزارة الزراعة، ويضم 16 مصنعا بـ14 محافظة.

التغذية المدرسيةالتغذية المدرسية

يجرى تصنيع وتوزيع الوجبات المدرسية كأحدى البروتوكولات التعاونية التي جرى توقيعها بين الوزارتين منذ عقود طويلة مضت ، إلا أن ما حدث من تسمم لعدد كبير من الطلاب في عدد من محافظات الجمهورية أدى إلى إعادة النظر في منظومة التغذية المدرسية وإعادة صياغتها مرة أخرى بعدما أصابتها النحافة خلال عقود حتى وصلت لكيس فضي اللون به قطع من البسكويت.

وكعادته لم يغض الرئيس عبدالفتاح السيسي الطرف عن منظومة التغذية المدرسية، حتى اجتمع، مؤخرا، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي.

وجرى خلال الاجتماع إستعرض جهود تطوير منظومة التغذية المدرسية على مستوى الجمهورية، حيث كلف الرئيس بضرورة استكمال دراسات تطوير منظومة التغذية المدرسية على مستوى الجمهورية، وهو الأمر الذي يهدف لتوفير وجبة مدرسية متكاملة العناصر الغذائية للنمو البدني والذهني للطلاب، ومراعاة المعايير العالمية المتعلقة بسلامة الغذاء.

ووجه الرئيس بأن يتم ذلك عبر شراكة ما بين القطاع الخاص من ذوى الخبرات العريقة بمجال الوجبات الغذائية لتحقيق جدارة الأداء والحفاظ على استدامة الوجبة، وهي التي تخدم 23 مليون طالب على مستوى الجمهورية، وسيتم توفير الوجبات المدرسية بالمراحل الدراسية المختلفة في جميع المحافظات.

من جانبه، قال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، إن التعليم لم يعد منهج وكتب وامتحانات فقط، ولكن تهتم الدولة أيضا بالتغذية السليمة للطلاب في المدارس، واعدا بتطور كبير في ذلك الإطار خلال المرحلة المقبلة، من أجل تنفيذ المشروع القومي الذي يهدف لرفع كفاءة اللياقة البدنية لطلاب على مستوى الجمهورية.

WhatsApp
Telegram