قالت الدكتورة نيها سولانكي، طبيبة الرئة في كليفلاند كلينك، إن بالإمكان الإقلاع عن التدخين في أي وقت، وأن أي وقت يختاره المدخن لترك هذه العادة السيئة يُعتبر وقتا مناسبا، إلا أن تفشي جائحة كورونا وحلول الصحة العامة في دائرة الضوء خلال هذه الأزمة يشدّد على أهمية المسارعة الآن إلى الإقلاع عن التدخين.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يؤدي تعاطي التبغ إلى وفاة أكثر من 7 ملايين شخص كل عام، فيما يُتوفّى نحو 1.2 مليون شخص جرّاء التدخين السلبي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب التدخين الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وغيرها من العواقب السلبية الأخرى.
وفيما يل تعرض الدكتورة سولانكي 7 طرق لتقليل الرغبة الشديدة في التدخين والمساعدة في الإقلاع عنه، مشيرة إلى المنافع الصحية، التي يمكن أن يتوقعها المرء عند إقلاعه عن التدخين.
1. الإقلاع المفاجئ
قالت الدكتورة سولانكي إن الدراسات تظهر أن النتائج ستكون نفسها في حال الإقلاع التدريجي عن التدخين أو التوقف فجأة عنه. وأشارت إلى أن الإقلاع المفاجئ يُعدّ 'السبيل الوحيد لدى البعض لترك التدخين'، مضيفة أن الآخرين قد يرون هذه الطريقة صعبة للغاية؛ نظرا لصعوبة كسر طقوس التدخين. وتوصي الأشخاص بتحديد 'موعد للإقلاع عن التدخين نهائيا'، ثم معرفة ما إذا كان بإمكانهم فعل هذا بحلول يوم الموعد. ويمكنهم إذا لم ينجحوا تجربة طريقة أخرى مثل العلاج ببدائل النيكوتين.
2. العلاج ببدائل النيكوتين
تقترح الدكتورة تجربة الطرق، التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل لصقات النيكوتين أو أقراص المصّ أو العلكة. كما يمكن للطبيب أن يصف للمدخن مستحضرات النيكوتين، التي تأتي في شكل رذاذ أنفي أو جهاز استنشاق أو وصف أدوية غير محتوية على النيكوتين. وغالبا ما يبدأ المدخنون العلاج ببديل النيكوتين، إذ تحلّ لصقات النيكوتين، مثلا، محل النيكوتين الموجود في السجائر وتساعد في تخفيف الرغبة بالتدخين. وبمرور الوقت، تنخفض بالتدريج كمية النيكوتين في اللصقات.
3. تغيير العادات اليومية
يتعين على المدخن التفكير أيضا في تغيير عاداته الأخرى، التي تلعب دورا في تسهيل التدخين؛ فعلى سبيل المثال يتعين على الأشخاص، الذين يدخنون سيجارة مع قهوة الصباح أو في استراحة العمل بعد الظهر، إعادة التفكير فيما يفعلونه خلال تلك الأوقات، والتساؤل عما إذا كان بإمكانهم أن يستبدلوا التدخين بشيء آخر. ويمكن للسكاكر الصلبة أو قطع الجزر أن تساعد في 'إشغال فم المدخن' بوضع شيء آخر فيه غير السيجارة.
4. الحركة
تساعد ممارسة التمارين الرياضية على الشعور بالتحسن، حتى وإن اقتصرت على المشي في الحيّ السكني، وذلك للحد من الرغبة في التدخين. وأوضحت سولانكي: 'عند ممارسة الرياضة، يفرز جسمك الإندورفين ويبدأ دمك في التدفق، وهو أمر رائع يمكن أن تفعله لتشتيت انتباهك عن التدخين عند شعورك برغبة ملحّة فيه، فممارسة الرياضة تعد علاجا جيدا للتدخين'.
5. الاسترخاء
أشارت طبيبة الرئة إلى أن كثيرا من المدخنين يمارسون هذه العادة للمساعدة في تهدئة القلق والتوتر، موضحة أن تجربة أساليب الاسترخاء، كاليوجا أو التنفس العميق أو التأمل، يمكن أن تعزّز استجابة الجهاز العصبي الودّي، الأمر الذي يساعد في تخفيف القلق، ويزيد من مستوى التركيز والقدرة على التزام الهدوء.
6. التخلص من كل ما يذكِّر بالتدخين
تحثّ الدكتورة المدخنين على التخلص من منافض السجائر والولاعات والأشياء الأخرى، التي تستخدم في التدخين، وتقول إن التخلّص من هذه الأشياء 'يصعّب عليك تناول سيجارة، وقد يكون من المفيد أيضا تنظيف المنزل والسيارة للتخلص من رائحة الدخان'.
7. الحصول على الدعم
تقترح الدكتورة سولانكي على المدخنين مناقشة خططهم للإقلاع عن التدخين مع أفراد العائلة والأصدقاء، الذين يمكنهم المساعدة في اتخاذ هذه الخطوة، قائلة: 'تحدث معهم حول ما تشعر به، والصعوبات، التي تواجهها وكن صريحا بشأن عدد السجائر تدخنها في اليوم، وبدلا من ذلك، تُقدّم المنظومات الصحية برامج للإقلاع عن التدخين متاحة عبر الإنترنت وبالحضور الشخصي، والتي يمكن أن تتيح الدعم الكامل للمرضى'.
ما المتوقع بعد التوقف عن التدخين؟
حذرت الدكتورة سولانكي المدخنين من صعوبة التعامل في البداية مع الرغبة الشديدة في التدخين وأنهم قد يعانون أعراض الانسحاب خلال الأيام القليلة الأولى، بما فيها تقلبات المزاج والصداع؛ نظرا لاعتياد الجسم على عدم وجود النيكوتين. وأضافت قائلة: 'قد تعاني أعراض الانسحاب هذه لبضعة أيام أو لأسبوعين، فالأمر يختلف بين شخص وآخر'.
ومع ذلك، أشارت إلى أنه بمجرد التوقف عن التدخين، سيلاحظ المدخن تغيرا إيجابيا في صحته يشمل تحسّن وظائف الرئة، وانخفاضا في السعال وفي عدد مرات الإصابة بضيق التنفس.
بمجرد توقف الشخص عن التدخين، تتحسن صحته بعدة طرق تتضمّن:
· انخفاض ضغط الدم ومعدل النبض.
· ارتفاع درجة حرارة اليدين والقدمين.
· عودة مستوى أول أكسيد الكربون في الدم إلى وضعه الطبيعي.
· زيادة مستوى الأكسجين في الدم.
· انخفاض مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان.
· تحسّن القدرة على التذوّق والشم.
· تحسّن الدورة الدموية.
· انخفاض السعال واحتقان الجيوب الأنفية وضيق التنفس.
· زيادة مستويات الطاقة.
· تحسّن القدرة على التنفس.
وأوضحت الدكتورة سولانكي أن الحالة الصحية لرئة كل إنسان تبدأ في التراجع مع التقدم في العمر، ولكن التراجع في صحة رئة المدخنين يحدث بطريقة متدهورة، مؤكدة أنهم يمتلكون القدرة لتحسين صحتهم بالتوقف عن هذه العادة'.
وأضافت أن الشخص إذا حاول الإقلاع عن التدخين من دون جدوى في الماضي، فلا ينبغي له الشعور بالذنب، داعية المدخنين إلى إعادة تقييم خططهم وتكرار المحاولة، والتذكر بأن تكرار المحاولات 'أمر جيد مهما كان سبب الإقلاع عن التدخين، سواء كنت تفعل ذلك لعائلتك أو لتحسين صحتك'.
واختتمت الدكتورة سولانكي حديثها قائلة: 'أنت الشخص الوحيد، الذي يمكنه إقناع نفسك، وأنت الوحيد، الذي تتحكم في ما تضعه في جسمك، وبالتالي فالإقلاع عن التدخين التزام عليك أن تؤديه لنفسك ولذاتك المستقبلية'.