يعتبر النوم شيئًا ضروريًا للحياة، رغم أن العلماء لم يحددوا حتي الآن الإجابة الأكيدة حول وظيفة النوم، وسبب الحاجة الأكيدة للنوم، وماهية الأحلام التي نراها في منامنا.
أهمية النوم
يتحدث الدكتور محمد يوسف علوان، في مقاله "النوم ثلث الحياة"، أنه ظهرت فرضيات عدة حول أهمية النوم في حياتنا، لكن أحدًا لم يستطع الجزم بتأكيدها، فإحدى تلك النظريات نجمت عن مراقبة الكائنات الحية الأخري، حيث لوحظ أن الحيوان الكبير يحتاج إلي وقت نوم أقل من الحيوان الصغير، فالفيل ينام ثلاث ساعات، بينما الفأر يحتاج لأضعاف هذا الوقت من النوم يوميًا.
ويعتقد العلماء أن النوم ضروري لترميم الأنسجة، لأن الاستقلاب عند الحيوانات الصغيرة أسرع منها عند الحيوانات الكبيرة، ونظام تجديد الخلايا ينشط أكثر في مرحلة النوم المترافقة مع حركة العينين غير السريعة ، بل ويعتقد أنصار هذه الفرضية أن الأطوار الأربعة الأولي للنوم، ملائمة لتكون الخلايا العصبية، لكن هذه الفرضية لم تستطع تفسير سبب النشاط الحاد للدماغ في التطور الخامس من النوم.
وتوجد نظرية شائعة تؤكد أن النوم ضروري لإنعاش الذاكرة وتقوية القدرة الذهنية، وبالتأكيد فإن الأشخاص الذين يأخذون قسطهم من النوم هم أقدر علي حل المعضلات وفهم المسائل العلمية المعقدة.
الأحلام أثناء النوم
ويشرح المتحمسون لهذه النظرية، ذلك بأن الدماغ أثناء النوم يقوم بترتيب المعلومات وتنظيمها بشكل منطقي، بحيث يسهل الاستفادة منها، وهو ما يعرفه مستخدمو الحاسب الآلي بعملية إلغاء التجزئة، ويؤكد أصحاب هذه النظرية أن أخذ قسط من النوم بعد جهد ذهني مرهق هو أفضل وسيلة لاستيعاب وفهم معلومات جديدة.
أما بالنسبة للأحلام فهي حسب بعض العلماء، تجميع للأحداث التي تحصل مع الشخص أثناء النهار بعد أن يرتبها الدماغ بشكل أفضل في الحلم، ويعرضها على الشخص كما تمناها، وهذا يساعد في تحديد شخصياتنا ويفسر علاقاتنا بالآخرين، ولكن ألا نري في الحلم كوابيس مزعجة؟ كما أننا نري أحيانا في أحلامنا أشخاصًا أوأماكن لم تعرفها من قبل، وهنا نذكر أن" فرانسيس كريك " يعتقد أن دور الأحلام هو التخلص من الارتباطات العصبية الزائدة، والناجمة عن النشاط الذهني المضاعف، وهذا يخالف رأي" فرويد" الذي يؤكد أن الأحلام تعبير عن رغباتنا المكبوتة، ونحن نعلم جيدًا أن محاولة التخلص من أمر ما، وأبعاده عن وعينا، يفتح الطريق لرؤيته في أحلامنا.
الدماغ أثناء النوم
لا نعلم تمامًا كيف يتصرف الدماغ أثناء النوم، ويعتقد أن القشرة الدماغية هذا الجزء المسؤول عن الوظائف المعقدة، وتتوقف عن النشاط أثناء النوم لكن الرأي القائل بأن النوم هو راحة للدماغ قد دُحض تمامًا منذ وقت طويل، حيث اكتشف العلماء أن الدماغ في بعض مراحل النوم يبقي فعالًا كما في حال اليقظة، كما تبين أن نوعًا من الخلايا العصبية تنشط أثناء النوم لتهيئ للإنسان للولوج في مرحلة النوم العميق، ولم يعرف حتي الآن كيف تعمل تلك الخلايا العصبية، لكنه تم التأكد بأنها تنشط مع ارتفاع حرارة المحيط الخارجي، مما يفسر رغبتنا في النوم بعد حمام ماء ساخن، أوعند الجلوس قرب منبع حراري.
ويأخذ الطور الخامس شكلًا أكثر حدة، وترافقه حركة العين السريعة (الراراة) وبسبب انقطاع النائم عن محيطه الخارجي بالرغم من استمرار نشاط الدماغ، فقد اهتم علماء الأعصاب بدراسة الوعي الإنساني.