بسبب الفقر والأزمة الاقتصادية.. عيد بلا أضاحي في لبنان

عيد الأضحى
عيد الأضحى

يحتفل العالم الإسلامي، غدًا الجمعة، بعيد الأضحى المبارك، وتُنحر الأضاحي بمختلف أنواعها من بعد صلاة العيد حتى عصر اليوم الرابع؛ ليأكل منها الجميع غني وفقير، ولكن الأمر مختلف هذا العام في لبنان، بعد أن أصبح نصف اللبنانيين تقريبًا تحت خط الفقر، وارتفعت نسبة البطالة إلى 35 في المئة على الأقل.

وفى هذا الشأن، قال عبد الرزاق درويش البالغ من العمر 54 عامًا، إنه يضحي كل عيد أضحى بخروفًا، ويوزعه على الفقراء والمحتاجين، ولكن الأمر مختلف هذا العام أصبح غير قادر على فعل ذلك بسبب الظروف المادية رغم أنه يعمل بالجزارة، قائلًا: "هذا العام هو الأسوأ في مصلحتنا بسبب الغلاء الفاحش".

وأضاف درويش، أن الإقبال على شراء اللحوم والأضاحي، يكاد يكون معدوما، وطلبات الزبائن على ذبح الأضاحي لتقديمها كأضحية نادرا هذا العام، مؤكدا على ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، مؤكدًا على أن إعلان الحكومة مطلع الشهر الحالي، عن دعم سلة غذائية تتضمن اللحوم المبردة، لم يلحظ وباقي العاملين في قطاع اللحوم، دعم الدولة لهم.

وفي السياق ذاته، قال الشيخ نبيل رحيم، مدير إذاعة دينية محلية، اعتادت أن تكون شبكة وصل بين الراغبين بتقديم الأضاحي والمحتاجين: "في العام الماضي، جاءنا متبرعون كثر، لكن هذا العام تراجعت الأضاحي بشكل كبير جدا، بما يفوق 80 في المئة، ما يعني أن عيد الأضحى سيكون بلا أضاحي".

وأضاف رحيم، أن تراجع مظاهر التكافل الاجتماعي في الأعياد بشكل كبير، يرجع إلى أن الجزء الأكبر من اللبنانيين بعد الأزمة الاقتصادية باتوا مشغولين بأنفسهم وهمومهم الشخصية، بعد أن تدهورت قيمة العملة المحلية التي خسرت أكثر من ثمانين في المئة من قيمتها مقابل الدولار في السوق السوداء فيما السعر الرسمي مثبت على 1507 ليرات.

وانعكس تدهور قيمة الليرة على أسعار السلع كافة وبينها اللحوم التي ارتفع سعرها ثلاثة أضعاف، في بلد يعتمد على الاستيراد لتأمين الجزء الأكبر من احتياجاته.

يذكر أنه، بحسب تقديرات للأمم المتحدة عام 2015، يعاني 26% من سكان طرابلس وحدها من فقر مدقع ويعيش 57 % عند خط الفقر أو دونه، إلا أن هذه النسب على الأرجح قد ارتفعت كثيرا مع فقدان كثيرين لوظائفهم أو جزء من مدخولهم على وقع الأزمة.

وأصبح نصف اللبنانيين تقريبا يعيشون تحت خط الفقر، بينما ارتفعت نسبة البطالة إلى 35 في المئة على الأقل، وفق تقديرات رسمية.

WhatsApp
Telegram