أحدث انفجار بيروت شرخًا عميقُا في أوساط اللبنانيين والعرب بشكل عام، والذي أصبح ثالث أقوى انفجارات الموانئ حول العالم، بعد أن أسفر عن مقتل وإصابة المئات، وخلال السطور القادمة يعرض لكم 'أهل مصر' أبرز انفجارات الموانئ حول العالم وعلى مر التاريخ..
انفجار هاليفاكس
هالفيكس
يعتبر انفجار هاليفكس أقوى انفجارات الموانئ في العالم، والذي وقع في 6 ديسمبر 1917، حيث اصطدمت سفينتي 'إس إس إيمو' SS Imo و'إس إس مونت بلانك' SS Mont-Blanc في ميناء هاليفاكس، في نوفا سكوشا، وحملت مونت بلانك 2653 طنًا من المتفجرات المختلفة، معظمها حمض البيكريك، وبعد الاصطدام اشتعلت النيران في السفينة وانجرفت إلى المدينة وأسفرت عن مقتل 1950 شخصًا ودُمرت معظم مدينة هاليفاكس.
وبلغ تقييم أقوى انفجارات الموانئ في العالم، 2.9 كيلو طن من مادة تي إن تي (12 تيرا جول)، ولا يزال هذا الانفجار الأبشع والأكثر قوة، حيث يجرى احتساب قوة الانفجار من خلال 5 معايير معًا هي: عدد الضحايا ، وقوة الانفجار، ونصف قطر الدمار، وكمية المواد المتفجرة، والقيمة الإجمالية للممتلكات المدمرة.
كارثة ميناء شيكاغو
ميناء شيكاغو
تعتبر ثاني أقوى أسوأ حادثة لميناء في تاريخ البشرية، التي شهدها ميناء شيكاغو بكاليفورنيا، في 17 يوليو 1944، عندما انفجرت سفينة إس إس .إيه. بريان SS E. A. Bryan، أثناء تحميل الذخيرة المتجهة إلى المحيط الهادئ، بما يقدر بنحو 4606 أطنان قصيرة (4178 طنًا) من المواد شديدة الانفجار (HE)، والقنابل الحارقة، وعبوات العمق، والذخيرة الأخرى.
كما انفجر 429 طنًا قصيرًا (389 طنًا)، كانت مجهزة للتفجير على عربات السكك الحديدية القريبة، وجرى وصف إجمالي محتوى المتفجرات ما بين 1600 و 2136 طنًا من مادة تي إن تي، وأسفر الحادث عن مصرع 320 شخصا، وأصيب 390 آخرين.
وكان معظم القتلى والجرحى من المجندين الأمريكيين من أصل أفريقي، وبعد الانفجار، رفض 258 بحارا تحميل الذخائر، و50 من هؤلاء، يُطلق عليهم اسم 'Port Chicago 50'، أدينوا بالتمرد على الرغم من أنهم كانوا على استعداد لتنفيذ أي أمر لا يتضمن تحميل الذخائر في ظل ظروف غير آمنة.
انفجار بيروت
حريق بيروت
يأتي انفجار بيروت المرتبة الثالثة بين أقوى الانفجارات للموانئ في العالم، والذي نتج عن انفجار أحد مستودعات المرفأ، والذي كان يحتوي على كمية من نترات الأمونيوم، ونتج عن الانفجار وفاة 154 شخصا وإصابة 120 شخص بجراح مميتة، من بين القتلى كان أمين عام حزب الكتائب اللبنانية وزوجة السفير الهولندي في لبنان، ويعتبر الانفجار هو أقوى انفجار لميناء في القرن الـ21.
انفجار قاعدة إيفانجيلوس فلوراكيس البحرية
إنفجار قاعدة قبرص
لا تبتعد الكارثة التالية في الترتيب سوى مئات الأميال من ساحل بيروت عند جزيرة قبرص القريبة، والذي وقع في 11 يوليو 2011، في قاعدة إيفانجيلوس فلوراكيس البحرية الواقعة في ماري، بميناء لارنكا في قبرص، وذلك عندما انفجرت كمية كبيرة من الذخيرة والمتفجرات العسكرية ذاتيًا، مما أسفر عن مقتل 13 شخصًا، بمن فيهم قائد البحرية القبرصية أندرياس يوانيدس، وقائد القاعدة و6 من رجال الإطفاء، وأصيب 62 شخصًا آخرين.
كان الانفجار هو أسوأ حادث عسكري في وقت السلم، حيث بلغت حصيلة ما يعادل 481 طنًا من مادة تي إن تي، على النحو الذي حدده التحقيق الرسمي في الحادث، وكان أكبر انفجار صناعي غير نووي في القرن الـ21 حتى تفجيرات بيروت عام 2020.
ميناء تيانجين
تيانجان
تحتل الصين المرتبة الخامسة في قائمة أقوى انفجارات الموانئ، ففي 12 أغسطس 2015، قتلت سلسلة من الانفجارات 173 شخصًا، وفقًا لتقارير رسمية، وأصابت مئات آخرين في محطة تخزين الحاويات في ميناء تيانجين.
وقع الانفجاران الأولان في غضون 30 ثانية من بعضهما البعض في المنشأة التي تقع في منطقة بينهاي الجديدة في تيانجين الصين، وكان الانفجار الثاني أكبر بكثير وشمل تفجير حوالي 800 طن من نترات الأمونيوم (حوالي 256 طنًا من مادة تي إن تي)، واستمرت الحرائق الناجمة عن الانفجارات الأولية في الاشتعال خارج نطاق السيطرة طوال عطلة نهاية الأسبوع، مما أدى إلى ثمانية انفجارات إضافية في 15 أغسطس.
ومن بين الضحايا البالغ عددهم 173 قتيلا، كان 104 من رجال الإطفاء، ولم يُحدد سبب الانفجارات على الفور، ولكن أفادت التحقيقيقات في فبراير 2016، إلى أن الحاوية شديدة الحرارة من النيتروسليلوز الجاف كانت سبب الانفجار الأولي، كان تقرير الضحايا الرسمي 173 حالة وفاة و8 مفقودين و798 إصابة غير مميتة.
انفجار ميناء بيرجن
بيرجن
اشتعلت النيران في سفينة الصيد البخارية الهولندية فوربود في 20 أبريل 1944، والتي كانت محملة بـ124 ألف كيلوجرام (124 طنًا) من المتفجرات، وانفجرت في الرصيف في وسط بيرغن، وأدى الضغط الجوي الناجم عن الانفجار وأمواج تسونامي التي أعقبت ذلك، إلى تدمير أحياء كاملة بالقرب من المرفأ، ما أسفر عن اندلاع الحرائق، مما أدى إلى تشريد 5000 شخص، ومقتل 160 وإصابة 5000 آخرين.
كارثة يو إس إس ماونت هود
ماونت هود
في 10 نوفمبر 1944، انفجرت سفينة الذخيرة في ميناء سيدلر في جزيرة مانوس في بابوا غينيا الجديدة، وعلى متنها ما يقدر بنحو 3800 طن من مواد الذخيرة، وارتفع الدخان إلى 7000 قدم (2000 م)، مما أدى إلى حجب المنطقة المحيطة لنصف قطر حوالي 500 ياردة (460 م).
ماونت هود
تم الكشف عن موقع ماونت هود السابق، من خلال خندق في قاع المحيط بطول 1000 قدم (300 متر) وعرض 200 قدم (61 مترًا) وعمق 30 إلى 40 قدمًا (9.1 إلى 12.2 مترًا)، وتم العثور على أكبر قطعة متبقية من الهيكل في الخندق وقياسها 16 × 10 أقدام (4.9 × 3.0 م).
أسفر الحادث عن مقتل جميع الرجال الـ296 الذين كانوا على متن السفينة، كما كانت يو إس إس مينداناو على بعد 350 ياردة (320 مترًا) وعانت من أضرار جسيمة، ودمرت عدة سفن أخرى قريبة من الحادث، ما أسفر عن مقتل 372 شخصًا وأصيب 371 في الانفجار.