من إخس إلى أشتاتا أشتوت.. كيف تحولت كلمات السحر والشعوذة إلى تراث مصري؟

شاع تراث السحر والشياطين، في التراث المصري القديم، حيث يبحث المصري منذ قديم الأزل وحتى أيامنا المعاصرة على التحصين من الجن والعفاريت، والاستعاذة منها، الأمر الغريب أن اللغة المصرية القديمة والقبطية، كانت تستعمل كلمات عن الشياطين والسحر، لا تزال تستخدم إلى اليوم ولكن انحرفت عن استخدامها الأصلي وهو ما ستتحدث عنه السطور القادمة، لتوضح أصل كلمات السحر والشعوذة في تراثنا المصري.

أشتاتًا أشتوت

كلمات مستعملة في لغتنا إلى اليوم

اللغة القبطية

'إخ'

يستخدم الكثير منا كلمة 'إخ' للاستنكار ونكران أي فعل سيئ، والشئ الذي يجهله الكثيرون أن هذا الاستخدام ليس الصحيح أو أصل العبارة، وإنما تعتبر أحد كلمات السحر والشعوذة في تراثنا المصري.

وكشف عصام ستاتي أستاذ التاريخ المصري القديم، أن 'إخ' تعتبر من كلمات السحر والشعوذة في تراثنا المصري، وأصل العبارة لدى المصريين القدماء هو عفريت، ويقال أخيه عليه أي عمله معفرت وبإضافة أداة التعريف' الباء' فيكون المعنى الشيطان أو العفريت، ويقال للأطفال بخ بمعنى خاف العفريت، ومنها أيضا ماسخ بإضافة إلى ماس بمعنى حدث أو ناتج من ونقول الشاي ماسخ أي حدث بفعل عفريت أو من عمل الشيطان وأصبح المعنى يقصد به ناقص سكر.

'إخس'

تعتبر كلمة 'إخس' التي يستعملها المصريين ضد الفعل المستنكر أو الشخص الذي يفعل شئ مستهجن، وهذا ليس أيضًا معناها الأصلي، وإنما تتعلق بالشياطين والعفاريت.

وأكد ستاتي في كتابة 'مقدمة في الفولكلور القبطي'، أن 'إخس' تعني شيطاني ويقول المصريين 'إخس على كدة' أي أنه حدث التورط في فعل شيطاني.

'آشتون'

تعتبر أكثر كلمات التراث خلودا، والتي سطرتها السينما المصرية هي فيلم 'أشتاتا أشتوت'، الذي عرض في السينما عام 2004، كما جرى عمل كليب غنائي باسم 'أشتاتا أشنون' الذي عرض في فيلم 'عمارة رشدي'.

وأضاف أستاذ التاريخ المصري القديم، أن أصل كلمة 'أشتون'، الحقيقي يعود لطلسم أو سحر أو عمل دجل، ويقال غاليا عند ذكر السحر أشتاتا أشتوت وكانت الفنانة ماري منيب كثيرا هذه العبارة.

اللغة القبطية

'جوخ'

تقال كلمة جوخ عادة بمعنى المداهنة والنفاق للمسؤولين، ولكن هذا يبتعد بشكل ضخم عن معناها الأصلي، فهي جاءت في المصرية القديمة والقبطية بمعنى كلام شيطان ونقول بيجخ أي بيتكلم كلام فارغ من عمل الشيطان، ويقول بيمسح له جوه أي يقول كلام مبالغ فيه ليكسبه وهو فعل من أفعال الشياطين، بحسب ما ذكره ستاتي. '