تمتلئ مصر بالعديد من المحميات الطبيعية، التي تعد كنوزا لا توجد إلا في القليل من بلاد العالم، ولكن الله نعم على مصر بالعديد من المميزات الطبيعية التي تجعلها موطنا لتلك الكنوز الفريدة، حيث يعتقد البعض أن مصر بلد صحراوي لا تحتوي إلا على الآثار فقط، ويجهلون أن البيئة الطبيعية المصرية غنية بما لا يوجد في بلدان العالم، وهذا الغنى لا يقتصر على النباتات والحيوانات فقط، حيث أن الجيولوجيا المصرية أيضا يوجد بها أماكن فريدة، لا توجد في مناطق أخرى من العالم، ومن تلك المناطق الفريدة هي محمية قبة الحسنة التي تتميز بتركيب جيولوجي فريد وهذا ما ستتحدث عنه السطور القادمة.
قبة الحسنة
قال شريف حسني وهدان وكيل معهد سيناء العالي للسياحة والفنادق لشؤون الطلاب، إن محمية قبة الحسنة تقع بمنطقة أبو رواش في نهاية وادي الحسنة، على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، على بعد 8 كيلومترات شمال غرب أهرامات الجيزة، وتبلغ مساحتها حوالي كيلو متر مربع، وتتميز هذه المحمية بتركيب جيولوجي وهو جزء من تركيب أكبر معروف باسم تركيب أبو رواش.
قبة الحسنة
وأكد وهدان في كتابه البيئة المصرية المفاهيم والملامح والمشكلات والحلول، وجود تحدب حديث في أواخر العصر الكريناوي، ما أدى إلى تكوين سلسلة معقدة من القباب والمقعرات، حولت المنطقة إلى جزيرة من الكريناوي الأعلى حيث ظلت مرتفعة، ويقع على الخط الذي يربط الطيات المحدبة بمناطق المغارة بسيناء مارا بأبي رواش إلى الواحات البحرية، ولذلك هي تمثل ظاهرة جيولوجية فريدة.
قبة الحسنة
وأضاف أن المحمية لها أهمية عالمية خاصة لدارسي علم الجيولوجيا، كما تتميز بوجود بعض النباتات النادرة والتي لا توجد في شمال مصر إلا في هذه المنطقة، مثل نبات سلسو باكو، وهو من النباتات الشحرية القزمية ذات الجذع الخشبي، وله أهمية رعوية لكافة أنواع الحيوانات.
وتابع وهدان أن المحمية تحتوي على صخور وتكوينات طبيعية فريدة، وتتميز بمناخ جاف معتدل، متحفا طبيعيا مفتوحا للحياة القديمة على الأرض وبيئتها خلال العصر الطباشيري العلوي، أي منذ نحو 100 مليون سنة مضت، وتنتشر فيها حفريات لنباتات سرخسية، وحيوانات أولية تتبع الجوفمعويات والاسفنجيات البحرية، بالإضافة إلى حفريات مرشدة للحيوانات المرجانية ساعدت على تحديد عمر طبقات الصخور القديمة.