جاءت الأنباء الأخيرة التي تتحدث عن اغتيال الرئيس التونسي قيس سعيد، لتنضم إلى أشهر قصص نهاية الحكام بالسم من ملوك وأمراء وقادة عسكريين، وهو ما ستتحدث عنه السطور القادمة.
1-كليوباترا.. انتحرت بالسم
كليوباترا
كشف رجب سلامة عمران، مدرس التاريخ القديم بكلية الآداب جامعة القاهرة، أنه بعد هزيمة كليوباترا في معركة أكتيوم البحرية، أدركت أن أمامها خيارين أحلاهما مر فإما أن تموت وإما أن تساق مجتازة شوارع روما فى موكب النصر، فاختارت أن تأخذ نهايتها بيدها لا أن تساق فى موكب نصر أوكتافيوس، وكم كانت ذكية فطنة فى هذا الاختيار فقد سبق لها الذهاب إلى روما وهى ملكة متوجه، وحلت ضيفة على قيصر فى قصره على التيبر ، أما الآن تعود مساقة مهزومة فى موكب نصر فهذا لا يليق باميرة يجرى فى عروقها دم ملكي مدى أجيال طوال، كما أنها كانت أكثر ذكاء فى اختيار طريقة الموت عن طريق لدغة الحية.
وأكد عمران في كتابه تاريخ مصر تحت الحكم الروماني من أغسطس حتى دقلديانوس، أن اختيار كليوباترا الحية التي كان عليها أن تخلصها من مصير الأسر المحتوم جدير بالاعتبار، فقد كانت افعى من الأفاعي المصرية ، وهى الحية المقدسة فى مصر السفلى، وبوصفها فرعونا وسيدة القطرين، لبست كليوباترا التاج المزدوج تاج العقاب رمز مصر العليا وتاج الحية رمز مصر السفلى، والحية هى كاهنة اله الشمس وليس فى لدغتها الخلود فحسب بل الألوهية كذلك أن كليوباترا اختارت الطريق السوى المؤدي إلى الموت ولحقت بحضرة الآلهة.
معاوية بن أبي سفيان.. طبيب خاص لسم معارضيه
بينما جاء أول اغتيال في تاريخ الدولة الإسلامية بالسم، هو ما ذكره محمد شاكر مشكل، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية، على يد (ابن اثال) الذى كان يعمل لحساب معاوية كذلك ولكنه كان يستعمله فى التخلص من أعدائه حيث كانت له معرفة واسعة بالسموم ، وقد استعمله معاوية فى تسميم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد حين شعر بأن الرعية تميل إليه ليخلف معاوية وذلك بعد أن كان معاوية قد فرغ من القضاء على طموح العلويين واراد أن يظهر عقده لابنه يزيد.
وأكد مشعل في كتابه التراث الإسلامي والدور العربي في التراث العلمي العالمي، أنه قد قتل خالد بن المهاجر بن أخت عبد الرحمن الطيب( ابن اثال) انتقاما لما فعله فى عمه، لقد كان ابن اثال خبيرا بالسموم وعالما فى القلب ولو كان قد استعمل معارفه فى ميدلنها الصحيح لاغنى ذلك كثيرا ولكن يبدو أن معاوية كان يستبقيه لتحقيق أهداف سياسية.
المؤيد شيخ.. دس السم لابنه
المؤيد شيخ
تعتبر من أبشع قصص القتل بالسم سواء في التارخ عامة أو في التاريخ الإسلامي، هو ما قام به السلطان المملوكي المؤيد شيخ من سم ابنه للحفاظ على كرسي السلطنة.
وكشفت ليلى عبد الجواد إسماعيل، أستاذ التاريخ الوسيط بكلية الآداب جامعة القاهرة، أنه بدأت القصة بأن المؤيد شيخ المحمودى أحد سلاطين المماليك الشراكسة كان عليه أن يواجه التركمان، وهم قبائل تركية بدأت تظهر فى أعقاب خروج تيمورلنك من بلاد الشام، وهم من اعالى الفرات ووسط آسيا، وقد أسسوا إمارات لهم على الأطراف الشمالية لدولة المماليك، ورفضوا فى البداية الخضوع لدولة المماليك، وقد خرج المؤيد مرتين إلى بلاد الشام على رأس حملتين لإخضاع هذه الإمارات (٨٢٠- ٨٢٢ ه ١٤١٧- ١٤١٩م) ، وتمكن من أن ينتزع منهم يمين الطاعة والولاء، كما تعهدوا له بأن ينقشوا اسمه على نقودهم، ولكنه ما أن عاد الى مصر حتى نقضوا عهدهم له.
وأكدت إسماعيل في كتابها الأيوبيين والمماليك في مصر والشام، أن المؤيد أرسل إليهم ابنه إبراهيم فاستولى على بعض مدنهم ومنها ( قيصرية وقونية)، وسك عملة فى بلادهم باسم أبيه المؤيد شيخ، ولم يعد الى مصر إلا بعد أن عين حاكماً من قبله على قيصرية .
وأضافت أستاذ التاريخ الوسيط بكلية الآداب جامعة القاهرة، أنه عندما عاد إبراهيم إلى القاهرة استقبل استقبالا طيبا، وهو الاستقبال الذي كان وبالاً عليه، حيث لم يلبث أن توفي ويقال إن أبيه دس له سما على ما ناله من تقدير وشهرة ومجد.
اغتيال جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر
جاء على لسان محمد حسنين هيكل فى برنامج 'تجربة حياتي' الذى تم تقديمه على قناة الجزيرة القطرية، أنه قبل وفاة عبد الناصر بثلاثة أيام قابل جمال عبد الناصر الرئيس السادات فى أحد الفنادق وطلب من أنور السادات فنجان قهوة، توفى بعدها بساعات، وكثرت الشائعات حول موت جمال عبد الناصر أن السبب فى الموت هو السم الذي دس بالقهوة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
